رأيك وأنت حر: التصفيق للفاشل!

Sunday 19th of September 2021 10:41:48 PM ,
العدد : 5027 (نسخة الكترونية)
الصفحة : الأعمدة , ممتاز توماس

 ممتاز توماس

هناك مبدأ إنساني حقيقي لا يقبل الشك ويتطلّب صون الأمانة ورعاية الجهة التي يكون المسؤول الرياضي خادماً مطيعاً لها ويرعى مصالحها، ويعطى لكل صاحب حق حقّه وأكثر.

ووفق المعايير والأنظمة والقوانين والحاجة وإضافة إلى ذلك مسؤوليته الأكبر بالعمل والتخطيط وتهيئة الأجواء والاستعانة بالخبرات العلمية الأكاديمية الخبيرة ولجان العمل الرياضي وكلا حسب اختصاصه وثقافته ورؤيته ونظرته وتحليله الموضوعي للموقف الذي انتهت اليه رياضتنا.

ان العملية التي تدار بها رياضتنا، ستبقى تتراوح فى مكانها ويضيع المال العام وتهدر الطاقات وتهدم معنويات المتعطّشيين والمتحمّسين ويرحل البعض للبحث عن جهة خارجية ترعاه وتثمّن مواهبه، وتقدّر حرصه الرياضي والإنساني وتفانيه بالعمل بإخلاص ونكران ذات!

مع الأسف نقول بأن هذا هو واقع الحال الذي تدار به رياضتنا، وأهم شيء يحزّ في نفس المسؤول الرياضي هو إرضاء أسياده والذين أعطوه الكرسي من دون وجه حق لأنه خادم مطيع، ينفّذ ولا يناقش حفاظاً على الكرسي المتصدّع و.. الهشّ.

إن النزيه يكاد يكون معدوماً خنقاً والسيوف مسلّطة على رقابه بحيث أصبح حاله حال الرياضة التي نتكلّم عنها وأصبح الجميع يتردّد ويخاف على مستقبله وكرسيّه ومخصّصات عبر السكوت والسكينة!

اين أصبحت المبادئ والقيم والثورات والنهضة التي كنا ننادي بها ونتشبّث بالأهداف الوطنية والإنسانية ورفع الظلم ونبذ الغبن الذي لحق بالطبقة الرياضية؟

لقد تغيّر كل شيء فى وطننا، واختلفت المبادئ والرؤيا والتطلّعات واختلط الحابل بالنابل، وكل شيء يسير بلا ضوء قريب أو بعيد، متناسين أن الركض أو الهرولة قد تلبي ما نحن بحاجة ماسّة له وفي هذا الوقت بالذات.

أتساءل وكما يتساءل غيري من طبقة مجتمعنا الرياضي في كل مكان من أرض العالم والذين سَئِموا من الكتابة والتذمّر لما يحصل فى بلدهم الحبيب العراق: هل يستطيع أحد أن يعطينا جواباً شافياً لماذا يتشبّث المسؤول الرياضي بمنصبه إلى الأبد؟ ولسان حاله يقول يبقى الحال ما عليه وعلى المتضرّر أن يلجأ إلى ربّه وربما يلبي نداءه ويصحّي ضميره ومن منحه الأمان والثقة والكرسي ضارباً بعرض الحائط المبادئ والقيم والمعايير الإنسانية والأخلاقية ويبقى وطني وحالي وطموح شعبي للتطوّر والنهضة والتحضّر فى مهبّ الريح الى حين تهدأ العاصفة بقدرة ربّ العالمين.. آمين.

محنة وكارثة الرياضة العراقية مستمرة، وأتوقع أن المستقبل لا يبشّر بالخير، وأن الأسوأ لم يأتِ بعد، لأن آلية العمل لا تعتمد على العلمية ولا التخطيط بعيد المدى كما أسلفت، ولا الكفاءات الحقيقية غير المزيّفة التي غيّر الزمن والظروف والحال والسياسة النفعية الكثير منها واندمجوا بالعملية وأصبحوا مجرّد اسماء أكل الدهر من سمعتهم وشرب!

مع احترامي الشديد وتقديري لرافضي هذا الوضع المزري الذي قلب جميع التوقعات رأساً على عقب بحيث أصبحنا نهلّهل ونصفّق للفاشل وندعمه .. من دون وجه حق ولا ذرّة خجل!