ثلاث قطعات أميركية تستعد لمغادرة العراق قبل نهاية أيلول

Monday 20th of September 2021 11:18:05 PM ,
العدد : 5028
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ فراس عدنان

تعتزم ثلاث قطعات قتالية تابعة للقوات الأجنبية مغادرة البلاد نهاية الشهر الحالي، ضمن خطة الانسحاب الكامل المحددة بموعد زمني أقصاه31 كانون الأول المقبل. يأتي ذلك في وقت تتطلع قيادة العمليات المشتركة إلى استمرار التعاون لاسيما على صعيد التدريب والتأهيل.

وفيما أقرت القيادة العسكرية بالحاجة للدعم على صعيد الطيران المقاتل، أفادت بأن الاستعانة بسلاح الجو للتحالف الدولي سيكون بطلب رسمي، وردت على مخاوف تكرار السيناريو الأفغاني بأن القوات العراقية تمسك بأغلب المعسكرات منذ ثمانية أشهر. ويقول المتحدث باسم القيادة تحسين الخفاجي، في تصريح إلى (المدى)، إن "الاتفاق مع الجانب الأميركي ما زال مستمراً بأن الانسحاب الكامل للقوات القتالية في 31 من شهر كانون الأول المقبل".

وأضاف الخفاجي، أن "نهاية الشهر الحالي سيشهد انسحاب ثلاث قطعات قتالية، مع تقليل وجود القيادة من فيلق إلى وحدة صغيرة واجبها تقديم الاستشارة والدعم اللوجستي والتدريب ورفع القدرات".

وأشار، إلى أن "عدد المتواجدين حالياً نحو 2500 مقاتل، موزعين في قاعدتي عين الأسد ومطار حرير باربيل". وأوضح الخفاجي، أن "التحالف الدولي هو من يتولى تحديد عدد القوات المنسحبة نهاية الشهر الحالي، وبعدها سيتم وضع جدول زمني لإكمال عملية الانسحاب". ويواصل، أن "الاتفاق تضمن أيضاً تغيير العنوان من عملية العزم الصلب، التي أتت بدعوة من الحكومة العراقية، إلى وحدة صغيرة تتولى عملية الدعم والتنسيق". وشدد الخفاجي، على أن "القوات العسكرية في جميع دول العالم بحاجة إلى بناء قدرات وتدريب وتطوير، وليس فقط المشورة".

ورأى، أن "هذه المهام تتطلب اشتراكا في الرؤيا"، منبهاً إلى أن "التحالف الدولي لديه إمكانيات وقدرات يمكن الاستفادة منها في هذا المجال". وتحدث الخفاجي عن "اتفاق المجتمع الدولي مع العراق على مساعدة قواته وبناء قدراتها ورفع إمكانياتها، وهذا تعهد تم تكراره في أكثر من مناسبة لقواتنا المسلحة".

وبين، أن "العراق لديه قوة جوية وطيران للجيش، لكن في بعض الأحيان قد نحتاج إلى نوع معين من الضربات واستطلاع خارج القدرات الوطنية، وهذا سيكون بطلب رسمي بموافقة قيادة العمليات المشتركة".

واستطرد المتحدث باسم القيادة العسكرية العراقية، أن "الإسناد الجوي سيأتي من خارج العراق وليس داخله، ولن تكون على أراضينا أية قاعدة تستخدمها الطائرات المقاتلة للتحالف". ونوه، إلى أن القوة الجوية العراقية بحاجة إلى نوع معين من القدرات، ولكن هذا لا يعني أننا غير قادرين على القيام بمهام الطلعات وتنفيذ ضربات ضد أوكار الإرهاب"، مستدركاً "في أحيان قد تظهر لنا تحديات بحاجة إلى عمليات نوعية بسلاح يتمتع بمواصفات وهذا يتطلب الاستعانة بالتحالف الدولي".

وأفاد الخفاجي، بأن "الانسحاب الأميركي من العراق لن يؤثر في الوضع الأمني في جميع أنحاء البلاد"، مشدداً على عدم إمكانية "المقارنة ضمن هذا المجال مع ما جرى في أفغانستان". وأردف الخفاجي، أن "أغلب القواعد والمعسكرات تم تسيلمها منذ مدة وصلت إلى ثمانية أشهر، وتشغلها قوات أمن عراقية أصبح لديها الكثير من عمليات التحدي، ولم نشهد حالة واحدة في عدم توافر إرادة للقتال ضد التنظيمات الإرهابية". ولفت، إلى أن "عمليات نوعية مهمة شنتها القوات العراقية طيلة المدة الماضية، تمكنت من خلالها إيقاف العديد من الهجمات الإرهابية". ومضى الخفاجي، إلى أن "الوضع العام يظهر للمتابع أن المبادرة بيد القوات الأمنية، وأن الإرهاب لا يستطيع التفاعل مع السيطرة الواضحة للقطعات العراقية على جميع الأراضي". من جانبه، ذكر عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب بدر الزيادي في تصريح إلى (المدى)، أن "الاتفاق على انسحاب القوات الأجنبية من العراق لا رجعة فيه، وهو مستمر في التنفيذ لغاية موعد نهائي في 31 كانون الأول المقبل". وتابع الزيادي، النائب عن كتلة سائرون التابعة للتيار الصدري، أن "القوات المنسحبة لن تكون بعيدة من الناحية الجغرافية عن العراق، فهي متواجدة ضمن محيطه الإقليمي، القواعد في دول الخليج".

وزاد، أن "أية مساعدة قد تحتاجها قيادة العمليات المشتركة في العراق سوف يتم تلبيتها بالسرعة الممكنة لاسيما على صعيد الدعم الجوي". ولفت الزيادي، إلى "استمرار التعاون والتنسيق على صعيد التدريب والتأهيل"، إلا أنه طالب بـ"تحديد موعد زمني لبرامج التدريب فليس من المعقول أن تكون القوات العراقية خاضعة لتأهيل المدربين الأجانب من دون سقف أو مدد". ودعا، إلى "َضرورة إتاحة الفرصة للقوات الأجنبية بالانسحاب وعدم تنفيذ هجمات لاسيما ضد البعثات الدبلوماسية".

ويجد الزيادي، أن "القوات العراقية أصبحت اليوم قادرة على التعامل مع التحديات الأمنية، وقد حققت الكثير من الانجازات لاسيما على صعيد ملاحقة التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها، وكان آخرها هو الانتصار على تنظيم داعش". يذكر أن العراق والولايات المتحدة كانا قد اتفقا ضمن جولات الحوار الستراتيجي بين البلدين على انسحاب كامل القوات المقاتلة نهاية العام الحالي، مع استمرار التعاون والتنسيق والدعم على مختلف الاصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.