من هو العراقي الذي أعاد (حلم كلكامش) الى أرضه؟

Friday 24th of September 2021 09:45:17 AM ,
العدد : 5030
الصفحة : اخبار وتقارير ,

متابعة/المدى

إذا كان الاعلام قد اهتم خلال الايام الماضية بعودة لوح (حلم كلكامش) الى موطنه الاصلي (العراق) وبأهمية اللوح الآثارية، فإن حفل تسليم اللوح الذي جرى مساء الخميس بتوقيت واشنطن قدم للاعلام الرجل الذي عثر على اللوح المسروق وكانت المفاجأة ان هذا الرجل ينتمي الى نفس أرض اللوح.

فالشخص الذي وجد اللوح (الذي تبلغ قيمته 1.7 مليون دولار ) وتحقق من أصوله وقاد الجهود لضمان عودة القطعة الأثرية المنهوبة لموطنها الأصلي، اعتبر أن العثور على اللوح وإعادته يعد أمرا شخصيا، لأنه من أصول عراقية.

وكان الذي قام بالمهمة هو ستيف فرانسيس (يمين الصورة)، القائم بأعمال رئيس جهاز تحقيقات الأمن الداخلي الأميركي، الذي يشغل منصبه منذ عام 2019، ويفتخر بأصوله العراقية ويقول "إنه حقا مميز بالنسبة لي. أنا عراقي وأقود الوكالة التي قامت بهذا العمل. إنه حقا شيء كبير".

وتسلم العراق لوح "حلم كلكامش" الشهير أخيرا، الذي سبق أن نُهِب من متحف عراقي قبل 30 عاما، في حفل جرى في متحف سميثسونيان الوطني للهنود الأميركيين في واشنطن وحضر السفير العراقي في واشنطن فريد ياسين حفل التسليم ممثلا عن العراق.

وُلد والدا ستيف فرانسيس في العراق ويتحدر من أصول كلدانية. تم تعيينه في وحدة الجمارك الأميركية في عام 2003، والتي تم إرسالها إلى العراق للمساعدة في حماية القطع الأثرية المنهوبة.

عمل فرانسيس لمدة 20 عاما في مجال إنفاذ القانون، وشغل عدة مناصب منها نائب رئيس وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في ديترويت بولاية ميتشغان في 2015.

ولدوره في العثور على اللوح، ظهر فرانسيس، بعد التسليم الرسمي، في صور يصافح السفير العراقي لدى الولايات المتحدة فريد ياسين.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن اللوح دخل بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة في عام 2003، ثم تم بيعه إلى سلسلة محلات "هوبي لوبي" للفنون والحرف اليدوية، ثم عرض في النهاية بمتحفها للكتاب المقدس في واشنطن.

وصادر عملاء فيدراليون من جهاز تحقيقات الأمن الداخلي اللوح من المتحف في أيلول 2019.

ويذكر أنه تم العثور على اللوح الطيني المسماري "لوح حلم كلكامش" الذي تبلغ قيمته 1.7 مليون دولار في عام 1853 كجزء من مجموعة من 12 لوحا بين أنقاض مكتبة الملك الآشوري آشور بانيبال.

ووصفت اليونسكو عملية استعادة هذه القطعة الأثرية القيمة بأنها تتويج لعقود من التعاون بين دول مثل الولايات المتحدة والعراق وكليهما من الدول الموقعة على اتفاقية اليونسكو لعام 1970، والتي تزود البلدان بالإطار القانوني والعملي لمنع الاتجار غير المشروع، ولضمان التأكد من إرجاع العناصر المنهوبة إلى مكانها الصحيح.

كما ترمز عودة لوح كلكامش إلى الحشد الدولي الأوسع من قبل الدول والمنظمات مثل اليونسكو إلى منع التجارة غير المشروعة في القطع الأثرية القديمة والتصدي لها.