بطاقات الناخب في البصرة بـ100 ألف دينار والنزاعات العشائرية تحول مناطق لـ منزوعة المرشحين

Saturday 25th of September 2021 11:58:40 PM ,
العدد : 5031 (نسخة الكترونية)
الصفحة : سياسية ,

"كروبات واتساب" للموظفين لتوزيع الهدايا من المرشح المسؤول: عباءة للنساء ودشداشة للرجال!


 بغداد/ تميم الحسن

يستخدم مرشحون في البصرة مزيجا من "الوعود" و"الترهيب" لكسب اصوات الناخبين، فيما تحول الصراعات العشائرية مناطق الى "منزوعة المرشحين". وتتذبذب بالمقابل بورصة أسعار شراء بطاقات الناخب بحسب أهمية المدن، وتجبر فصائل مسلحة عناصرها على انتخاب مرشح معين.

اضافة الى استغلال البنايات والعجلات الحكومية في الدعاية الانتخابية، وتوزيع الملابس ومحولات الكهرباء مقابل أصوات الناخبين. ويتنافس في البصرة أكثر من 70 حزبا وتحالفا وتيارا بينهم كتل جديدة، فيما أكثر من نصف الأسماء هي ترشيحات فردية. وقسمت البصرة الى 6 دوائر انتخابية، في حين بلغ مجموع المتنافسين 234 مرشحاً على 25 مقعدا، وهو نحو نصف عدد المرشحين في الدورة الماضية، حيث بلغ عددهم 595 مرشحاً.

بعض المرشحين، بحسب مصادر في البصرة، انشأت "كروبات" على تطبيقات الهواتف للاعلان عن هدايا للناخبين.

وعود المسؤول

المصدر يقول لـ(المدى) ان "مسؤولين في دوائر في البصرة مرشحين للانتخابات انشأوا كروبات على واتساب لتقديم هدايا لكل موظف يقوم بانتخابهم".

ويكشف المصدر عن ان الهدايا التي يوعد بها الموظف "تكون اما بإطلاق العلاوات والترفيعات واحيانا هدايا عينية مثل العباءة للنساء والدشاديش للرجال".

وكان قد قرر نصف نواب البصرة الحاليين عدم المشاركة في الانتخابات، فيما استبدلت 4 كتل كبيرة في البصرة فازت بمقاعد في الدورة الماضية مثل ائتلاف النصر، كل مرشحيها السابقين وغيرتهم بدماء جديدة. يؤكد المصدر ان "الوجوه الجديدة والقديمة التابعة لأحزاب متنفذة تعمل بطريقة واحدة وهي استغلال المناصب وإمكانيات الدولة".

ويتابع "هناك مرشح – لم يذكر اسمه- وزع مسدسات لبعض الشخصيات مع اجازة حمل سلاح، فيما وزع مدير في احدى الدوائر مرشح للانتخابات هدايا تحمل صوره". كذلك اظهرت صور على منصات التواصل الاجتماعي عجلة معروفة كالتي تستخدم لدى فصائل الحشد الشعبي وهي تقوم بتعليق صور مرشحين في الشوارع. وصور اخرى اظهرت اعلانات الكتلة الصدرية الترويجية في الانتخابات، معلقة على جدران محافظة وبلدية البصرة.

بيع الوظائف

عدنان الجابري وهو مرشح مستقل في البصرة، يقول لـ(المدى) ان "الاحزاب الكبيرة والمتنفذة تستغل السلطة والمال السياسي في التنافس".

ويضيف الجابري: "استخدمت هذه الاحزاب اطلاق رواتب الرعاية الاجتماعية وتعيينات الحشد ووزارة النفط، بينما المستقل لا يمتلك تلك الامتيازات".

وفي آب الماضي، أعلنت الحكومة بدء التحقيق في مزاعم استغلال موارد الدولة بالحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حينها، إن "هناك شكاوى عن استغلال موارد الدولة في الحملات الانتخابية من قبل وزراء مرشحين أو مسؤولين لديهم نفوذ في الدولة".

وأضاف: "يجب أن لا يكون هناك تداخل في المسؤولية التنفيذية بهذه الحكومة، إذ تعهدنا بأن نكون محايدين مع الجميع". وتابع الكاظمي، "بدأنا التحقيق في وزارتين (لم يحددهما)، وستفتح تحقيقات أخرى في حال ثبت وجود استغلال لموارد الدولة في الانتخابات". وأردف، "سنخيّر الوزراء بين البقاء في الحكومة أو الترشح للانتخابات، لمنع حصول مثل هذه الازدواجية التي تتسبب بالإحراج أمام الشعب". ولم يعلن حتى الان عن نتائج تلك التحقيقات، لكن المصادر في البصرة تؤكد ان "هناك ترهيبا لبعض المسؤولين لمن يمتنع عن الترويج لمرشح معين بالفصل او ابعاده عن المنصب".

سوق بطاقات الناخب

واحدة من ممارسات الترهيب، وفق المصادر توجه ضد منتسبي الحشد الشعبي في البصرة، حيث "يجبر المنتسب على ان يجلب عدة بطاقات ناخب لقائد الفصيل والا يتعرض للطرد".

ووفق المصادر ان عمليات شراء بطاقات الناخب تتراوح بين "25 الف الى 100 الف دينار" بحسب اذا كان وجود الناخب في اطراف البصرة او في مركز المدينة. وكانت مفوضية الانتخابات قد خصصت أرقام هواتف، لاستقبال الشكاوى من جهات سياسية واشخاص، تتعلق بملاحظات ومخالفات وخروقات، تتعرض لها العملية الانتخابية. وتوعدت المفوضية بملاحقة من يثبت تورطه في بيع وشراء بطاقة الناخب الإلكترونية، و"سحب التصديق من أي مرشح أو حزب، يثبت حصوله على بطاقات الناخبين". وقالت في بيانات انه "ستتم إحالته فضلا عن الناخبين الذين يثبت تورطهم ببيع البطاقة إلى القضاء، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم".

وأشارت المفوضية إلى أنها ستسلم أي شخص يثبت حمله بطاقة إلكترونية غير بطاقته الانتخابية الخاصة به في يوم الاقتراع إلى "الجهات الأمنية".

حروب العشائر

من جهته يشير صافي المياحي وهو مرشح ضمن تجمع جديد يتزعمه وزير سابق، ان الاحزاب الجديدة "تعتمد على اللقاءات المباشرة مع الاهالي ولا تستخدم الطرق الملتوية في الحصول على الأصوات".

المياحي، يرشح لاول مرة مع تجمع فاو زاخو الذي يرأسه وزير النقل السابق عامر عبد الجبار، يؤكد لـ(المدى) ان "مشكلة الصراعات العشائرية قد تقيد احيانا حركة المرشحين". ويؤكد المرشح عن مناطق شمالي البصرة انه لم يدخل منطقة النصر- احدى مناطق دائرته الانتخابية- منذ 5 ايام "بسبب نزاع عشائري". وتابع المياح ان النزاع الذي نشب بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة "ادى الى اغلاق المنطقة تماما، حتى المستوصف الصحي قد أغلق".