شريحة تنتظر نهاية الانتخابات على جمر

Saturday 9th of October 2021 09:17:22 PM ,
العدد : 5038
الصفحة : اخبار وتقارير ,

متابعة/المدى

ينتظر الكثيرون، في مختلف محافظات العراق، ساعة الصفر للاستيلاء على لافتات الدعاية الانتخابية للاستفادة من إطاراتها الحديدية وموادها الاخرى.

وطوال الانتخابات في السنوات الماضية، مثلت لافتات المرشحين أهمية كبيرة لشريحة "العتاكة".

وغالباً ما تهتم هذه الشرائح المعدمة والفقيرة بكل ما هو خارج عن الصلاحية لإعادة بيعه او استخدامه في بيوتهم.

وتعتاش أعداد غفيرة منهم على حطام السلع والأدوات المنزلية فضلاً عن جمع قناني المشروبات الغازية التي يصل قيمة الكيلو غرام منها لنحو 3 ألاف دينار.

ولكن عند اللافتات الانتخابية تتداخل الحاجات والرغبات، فهناك من يجمعها بغرض الترزق والتكسب من الحديد الذي يؤطرها فيما يذهب فريق آخر للاستفادة منها في ردم "ثغرات" منزلية.

ومنذ آب الماضي، توزعت ملايين اللافتات الانتخابية على مباني وطرق عامة لأكثر من 3 ألاف مرشح للانتخابات التشريعية المبكرة التي تأتي استجابة لمطالب احتجاجية غاضبة رمت لإنهاء الفساد وايجاد فرص حياة متساوية دون تميز.

ويعاني العراق من زيادة سكانية بلغت مؤخراً نحو 40 مليون شخص يقابلها انعدام في الخدمات وضعف معاشي تسبب بارتفاع نسب الفقر والبطالة إلى مستويات خطيرة.

وتقدر قيمة المبالغ التي صرفت من قبل المرشحين خلال حملاتهم الدعائية  بنحو 170 مليون دولار، وصولاً إلى يوم "الصمت الإنتخابي"، بحسب مراقبين.

ويقابل ذلك، أرقام شبه رسمية تشير إلى أن الحكومة أنفقت نحو 300 مليون دولار لتوفير الأجهزة التقنية المعتمدة وأجور موظفي الاقتراع والمتطلبات اللوجستية الأخرى.

ويقول حسين فاضل (16 عاماً)، إنه تجهز مع أصدقاء في منطقته، شرقي العاصمة بغداد، وتزود بمعاول عمل تسهل اقتلاع اللافتات الانتخابية التي ستكون بعد مساء غد مباحة للجميع.

ويضيف فاضل الذي غادر الدراسة في مرحلة مبكرة من الابتدائية، أن "الديمقراطية في العراق لم نستفد منها في شيء سوى لافتاتها الانتخابية".

وكان فاضل وبرفقته صبي آخر، قد أجريا مسحاً ميدانياً قبل أيام على شوارع قريبة من مسكنهما، لتعيين اللافتات الكبيرة التي تشكل "الغنائم الأكبر"، بين اللافتات الأخرى لما تضم من قطع حديدية.

ويؤكد فاضل، أنه "ينتظر انقضاء الانتخابات ساعة ساعة حتى يكون بمأمن من المساءلة القانونية التي قد تلاحقه في حال رفع اللافتات قبيل انتهاء الاقتراع العام".

ويسعى الصبي، إلى جمع أكبر قدر ممكن من اللافتات بغرض انتزاع الحديد من البوسترات الدعائية وتجهيزها بالشكل المناسب ليتسنى له بيعها على دكاكين الحدادين.

لكن الأمر بدى مختلفاً عند سيدة أربعينية يرافقها 3 من أولادها الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ20 عاماً، فهي تبحث في تلك اللافتات عن أغطية لجدران بيتها المتهرئ يكون بمقام سقف البيت.

ويتحدث ولدها الكبير "بيشو"، عن استعدادته ليوم غد، ويقول إنه يسعى لجمع عدد من اللافتات بغرض استخدامها غطاء لغرفة خلفية تقع عند أقصى داره.

ويلفت "بيشو"، إلى أن الأمر ليس محصوراً بعائلته فقط وإنما هنالك الكثير من الأسر التي ستكون حاضرة عند ذلك المشهد غداً ولأغراض متشابهة.

ويقول ساخرا: "سأركز على جمع لافتات النساء الجميلات حتى يصبح السقف غير ممل".