عراقيون يستولون على اللافتات الانتخابية للمرشحين: مصدر دخل جيد 

Monday 11th of October 2021 11:24:38 PM ,
العدد : 5041 (نسخة الكترونية)
الصفحة : محليات ,

 متابعة / المدى

ما أن أغلقت مفوضية الانتخابات العراقية، مساء الأحد، صناديق الاقتراع معلنة نهاية التصويت في الانتخابات البرلمانية، حتى سارع آلاف العراقيين لانتزاع لافتات الدعاية الانتخابية من أماكنها للاستفادة منها في منازلهم، أو بيعها بمقابل مادي بسيط، فبدت شوارع العاصمة بغداد والمحافظات شبه خالية من تلك اللافتات.

بعد خلع اللافتات ونقلها، روى أحمد السويعدي (30 سنة)، وهو من أهالي بغداد، أنه كان ينتظر انتهاء التصويت للاستفادة مما أسماه "تركة المرشحين"، وقال: "سارعت أنا وإخوتي عقب إغلاق صناديق الاقتراع نحو اللافتات والإعلانات، واستطعنا أن نحصل على كمية جيدة من الحديد والخشب، ونقلناها إلى منزلنا. سنقوم بأخذ حاجتنا من تلك القطع، ثم نبيع المتبقي منها لتحقيق دخل مادي في هذه الظروف التي لا يتوفر فيها عمل".

وأضاق السويعدي: "هذه القطع هي كل ما سنحصل عليه من النواب الجدد، فنحن لا ننتظر منهم تحقيق وعودهم، التي لن يتم تحقيقها، ومكسبنا الوحيد من البرلمان المقبل والحكومة هو هذه القطع الحديدية والخشبية. خرجنا للبحث عن بعض اللافتات المتبقية اليوم أيضا، لكننا لم نجد شيئا، لقد استولى عليها الناس، مثلما فعلنا، وخلت الشوارع منها منذ ليل أمس".

ويتكرر هذا المشهد عقب كل انتخابات في العراق، فالفقراء والعاطلون عن العمل يترقبون انتهاء التصويت لتحقيق مردود مادي بسيط من تلك اللافتات.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تناقل إعلاميون وناشطون صورا للاستيلاء على تلك اللافتات في أنحاء عدة من ساحات وشوارع العراق.

يقول باسم العطواني، وهو عنصر في شرطة بغداد، إن "هذا المشهد معتاد منذ سنوات، ويتكرر في كل انتخابات. تسابق عشرات الشباب في الساحات والشوارع، مساء أمس، على خلع اللافتات من أماكنها. الموقف مضحك ومحزن في ذات الوقت، فعندما تشاهد طرق خلعها، تجدها مثيرة للسخرية، لكن عندما تنتبه إلى ترقب الفقراء والعاطلين لبيع تلك القطع الحديدية، تشعر بالأسى على حال العراقيين".

وتنافس أكثر من 3200 مرشح، أمس الأحد، للفوز بـ329 مقعدا في البرلمان العراقي بالانتخابات التشريعية المبكرة، وانتشرت الدعاية الانتخابية في عموم المحافظات منذ يوليو/ تموز الماضي، في حملة دعائية تعد الأطول قياسا بالانتخابات البرلمانية السابقة.