العمود الثامن: نوبل لعالية نصيف

Monday 11th of October 2021 11:36:41 PM ,
العدد : 5041 (نسخة الكترونية)
الصفحة : الأعمدة , علي حسين

 علي حسين

وأخيراً سيجد كاتب مثل جنابي، أن الكتابة الساخرة سيزدهر سوقها في العراق خلال السنوات القادمة، فبعد أن حصدت عالية نصيف أعلى الأصوات في "صوب الكرخ" ، وتمكنت مها الدوري من أن تحصل على كرسي البرلمان ممثلة لـ"صوب الرصافة"،

فيما ستعود حنان الفتلاوي تجرب حظها من جديد في الصراخ، وسنجد وحدة الجميلي تدافع عن حقوق الإنسان بالرصاص الحي، ولأن فصول المهزلة لا يمكن لها أن تتوقف فقد تمكن محمود المشهداني صاحب العبارة الشهيرة "انطونا المالات" !، وسنجد جواد البولاني رئيساً للجنة الأمن والدفاع ، ففي زمنه عندما تسلم وزارة الداخلية عشنا أزهى عصور الأمان والاستقرار، والحمد لله مع وجود "أبو مازن" وغريمه مشعان الجبوري لا أعتقد أنّ هناك من يصاب بالملل، وهو يتابع أخبار نوابنا الأعزاء، المواطن يشاهد كل يوم المساخر التي تحدث في دهشة وألم وقلق، ويعتقد مثلما تحاول بعض الفضائيات إيهامه، بأنّ هناك مؤامرة على العملية السياسية، ونحن نتفق معهم، نعم هناك مؤامرة، لكنها هذه المرة ليست على العراق وإنما على مضحكات تجربتنا الرائدة في الديمقراطية، وآثار هذه التجربة على المجتمع الذي سيصحو كل يوم على أخبار معركة كسر العظم بين الجبوري مشعان والجبوري ابو مازن .

قبل أن أمتع ناظري بأسماء النواب الذين عادوا ظافرين إلى قبة البرلمان كنت أنوي الكتابة عن السيد عبد الرزاق جرنه، الفائز بنوبل للآداب لهذا العام، والذي اختلفت صفحات الفيسبوك على فوزه، حيث تصور البعض أن الجائزة هي مؤامرة إمبريالية، فيما امتلأت صفحات الفيسبوك بالسخرية من الجائزة وأصحابها.

منذ انطلاقتها الأولى عام 1901 منحت نوبل للآداب إلى أنواع من الأدباء، البعض استحقها عن جدارة، والبعض لم تصلنا أعماله فاعتقدنا أنه كاتب مغمور، وأن هناك مؤامرة تقودها الماسونية، مثلما توهم جنابي قبل ستة أعوام عندما منحت الجائزة للبيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش، في ذلك الوقت ضربت كفاً بكف وتساءلت مع نفسي: لماذا يتآمر الإمبرياليون في السويد فيمنحون الجائزة لامرأة تكتب قصصاً صحفية عن الماضي؟، وزادت شكوكي بنوايا الأخوة في ستوكهولم حين خرجت علينا الفائزة لتقول إنها لم تتوقع الفوز ولهذا لا بد من أن تشكر السويد على هذا الخبر الرائع، لكن شكوكي تبخرت عندما حصلت على كتبها فقرأتها بمتعة ودهشة، خصوصاً روايتها "ليس للحرب وجه أنثوي" عن ضحايا الحروب من النساء، تحفة أدبية مثل تلك التحف التي صدرت عن مآسي الحروب، التي عرفناها من خلال "صوت الرجل". فنحن جميعاً أسرى تصوُّرات "الرجال" وأحاسيسهم عن الحرب، أمَّا النساء فلطالما كان هناك إصرار على أن يلذن بالصمت، من يستمع لنواح أمهات شهداء احتجاجات تشرين؟!. .