ملحمة ضخمة جديدة في رواية (الفردوس المفقود) للكاتب اريك ايمانويل شميت

Tuesday 12th of October 2021 11:06:35 PM ,
العدد : 5042
الصفحة : عام ,

ترجمة:عدوية الهلالي

في الجزء الاول من كتابه الملحمي الضخم الجديد (الفردوس المفقود)، يحاول الكاتب الفرنسي اريك ايمانويل شميت ان يروي قصة البشرية..

واذا اعتقدنا ان شميت كان قد قال كل شي عن الانسان من خلال اعماله التي تخللتها افكار روحية مختلفة ومنها (دورة اللامرئي) و(ميلاريبا) و(السيد ابراهيم وزهور القرآن) و(اوسكار والسيدة الوردية) فهو لازال يواصل المشروع الذي حاول تضمينه تاريخا هائلا للانسانية منذ ثلاثين عاما..ويضم هذا المشروع ثمانية اجزاء من حوالي 500 صفحة لكل منها، وهذا هو التحدي الذي يواجهه شميت متخذا من روايته الاخيرة (الفردوس المفقود) نقطة انطلاق جديدة للحضارة..

استنادا الى احدث الابحاث العلمية والتوراتية، ابتكر الكاتب شخصية نعوم التي تقودنا الى تقلبات التاريخ حتى قبل ولادة الكتابة..يقول نعوم: « لقد ولدت منذ آلاف السنين، في أرض الجداول والأنهار، من بحيرة تحولت الى بحر «..في تلك الايام البعيدة، كانت الحياة قاسية، كما قالت أحدى الشخصيات المحورية في القصة..» كل الاحياء هم من الناجين، لقد نجا الاحياء من الولادة، وأمراض الطفولة، والمجاعات والعواصف والصراعات والبرد والحزن والفراق والتعب، ويمتلك الاحياء قوة المضي قدما «..

في روايته الجديدة، يمكن ان نجد روح المغامرة وكل مايجعل الانسان موجودا بقوة كالحب والانتقام والتعطش للسلطة والتضامن والاحسان والحس السليم ايضا.. انها تروي قصة مجتمع قيد الانشاء يسير نحو مستقبل غير محدد..يقول نعوم في الرواية:» انني أمشي لمعرفة الى اين انا ذاهب «..يتزوج نعوم من مينا ولكنه يقع في حب نورا ويستمع إلى النصيحة الحكيمة من تيبور المعالج:» لكي تصبح القبيلة مجتمعًا، من الضروري إنكار الأب، والاقتراب من المجموعات الأخرى، وتنظيم القرابة». بهذه الطريقة يمكن ضمان بقاء الأنواع..

وتتضمن الرواية كارثة الطوفان التي تعرضت لها البشرية في نهاية عصور ماقبل التاريخ وكيف شعر الانسان بالعجز واليأس والعزلة امامها، ثم يربط الكاتب بين تلك الملحمة في الماضي وبين الحاضر والمستقبل..انه ينقلنا عبر العصور المتعاقبة حيث يعبر بطله نعوم العصور حاملا الخيط الهش للانسانية، أما المرحلة المقبلة من مشروعه فستشمل «عبور الازمان « و» باب السماء « وحضارة بلاد مابين النهرين..

ولد إريك إيمانويل شميت، في عام 1960 في ليون، وهو كاتب مسرحي فرنسي بلجيكي وكاتب قصة قصيرة وروائي ومخرج وممثل. كان والدا إريك إيمانويل شميت مدرسين للتربية البدنية والرياضة، ثم أصبح والده معالجًا فيزيائيًا للتدليك في عيادات الأطفال ؛ بالإضافة إلى ذلك، كان والده بطل ملاكمة جامعي فرنسي وكانت والدته بطلة في الجري.

درس في ثانوية سانت جاست، حيث فاز في المسابقة العامة واجتاز امتحان القبول بالمدرسة العليا حيث درس هناك من 1980 إلى 1985 وأصبح أستاذاً مشاركاً للفلسفة عام 1983..وكانت أطروحة الدكتوراه، التي دافع عنها في عام 1987 في جامعة السوربون باريس الرابعة بعنوان(ديدرو والميتافيزيقا) والتي نشرت عام 1997 تحت عنوان (ديدرو وفلسفة الإغواء).

قام شميت بالتدريس لمدة عام واحد في ثانوية سانت سير العسكرية خلال خدمته العسكرية، ثم لمدة عامين في جامعة بيزانسون، ثم لمدة عام واحد في مدرسة ثانوية في شيربورج. ثم انتخب محاضرًا في جامعة شامبيري حيث عمل بالتدريس لمدة أربع سنوات.وأدى النجاح الفرنسي والعالمي الذي حققته مسرحيته (الزائر) في عام 1994 إلى تركه الجامعة وتكريس نفسه بالكامل للكتابة..

يعيش في بروكسل منذ عام 2002، وحصل على الجنسية البلجيكية في عام 2008. وفي عام 2012 تم انتخابه في الأكاديمية الملكية للغة الفرنسية وآدابها في بلجيكا ، تلك التي استقبلت كوليت وكوكتو من قبل. وفي عام 2016، أصبح عضوًا في لجنة تحكيم أكاديمية غونكور..

في عام 1992، أنشأ جمعية TRUC (المسرح والأبحاث في جامعة شامبيري)، بينما كان محاضرًا في جامعة سافوي. وهذه الجمعية، التي لا تزال نشطة، تجمع بين الأنشطة المسرحية المختلفة وتعزز الوصول إلى المسرح للجميع.وفي عام 2012، تولى إريك إيمانويل شميت إدارة مسرح ريف غوش. نال العديد من الجوائز الادبية كما حصل على وسام الاداب والفنون الفرنسي وجائزة جان برنار من الأكاديمية الوطنية للطب، ووسام تطوير الفنون والثقافة وجائزة الرواية الاولى اضافة الى جوائز واوسمة عديدة..من اهم اعماله روايات (انجيل بلاطيس) و(يوليسيس من بغداد) و(امرأة مع مرآة) و(الرجل الذي يرى عبر الوجوه)و(اكسير الحب) وغيرها، كما اصدر كتب سيرة ذاتية منها (ليلة النار) و(يوميات حب ضائع) والعديد من الدراسات والمسرحيات ومنها (مدرسة الشيطان) و(الكمامة) و(الف يوم ويوم)..وتحولت العديد من اعماله الى افلام سينمائية ومسرحيات منها (ليلة فانون) و(الزائر) و(اوسكار والسيدة الوردية) و(الكلب) واعمال اخرى عديدة..