مصارحة حرة: أولمبي الدمام أجمل اِنسجام

Tuesday 12th of October 2021 11:29:37 PM ,
العدد : 5042
الصفحة : الأعمدة , اياد الصالحي

 إياد الصالحي

نجح المدرب التشيكي ميروسلاف سوكوب، حديث العمل مع الكرة العراقية، في تأكيد سلامة المواهب الشابّة تحت 23 عاماً التي منحها الثقة في بطولة غرب آسيا المنتهية أمس الثلاثاء في مدينة الدمام السعودية، وقدرتها على الذهاب بعيداً في نهائيات كأس آسيا العام المقبل بعد اجتياز تصفيات المنامة.

تابعنا بشغفٍ كبيرٍ، أجمل اِنسجام لتلاميذ سوكوب، ورغبتهم في تقديم أنفسهم كسُفراء جُدد للعبة، لم يكملوا مدّة التحضير المثالية، لكنّهم أكملوا سنّ النضج الكروي، وانتزعوا سبع نقاط من مبارياتهم مع منتخبات فلسطين والإمارات ولبنان التي استعدّت جيّداً محليّاً وخارجياً، ومع ذلك لم تصمد أمام عزيمة شبابنا بشهادة مدرّبيها.

أجتهد سوكوب وملاكه الفني المساعد في تشكيل مجموعة من أمهر اللاعبين، تآلفوا بحماسةٍ لخدمة بلدهم من أجل أن يكونوا على موعد مع إنجاز أوّل في طريق طويل شاءَت ظروف مباراة السعودية أن يتوقّفوا عند الدور نصف النهائي حيث واجهوا فريقاً تم إعداده بعناية على يد المدير الفني سعد الشهري بعدما زجّ بعددٍ من اللاعبين الذين رافقوه الى دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، وظهر الفارق على مستوى أجسام اللاعبين ومدّة الجاهزية البدنية والفنية.

أسماء مثل أحمد سرتيب، وحسن عبد الكريم، ووكاع رمضان، وعامر غالب، وأحمد مكنزي، ومصطفى وليد، ومؤمل عبد الرضا، ورضا فاضل، وزيدان أقبال، ومنتظر عبد الأمير، وعباس ياس، وحسن رائد، ونديم نادر، وعماد عيسى، ومحمد الباقر كريم، ومنتظر محمد جبر، وزيد تحسين، وصادق زامل، وحسن أحمد، وعلي محسن، وعباس بديع، ونهاد محمد وحسين عمار، أكدوا صواب نهج اتحاد الكرة بالاعتماد على دوري الفئات العمرية الذي ميّز الموسم الفائت عن المواسم السابقة، وهؤلاء بحاجة الى زيادة جُرعات التدريب والاعتناء بهم نفسيّاً، مع توفير وجبات تغذية جيّدة، ومراقبة أوزانهم، ومواكبة مشاويرهم في منافسات الدوري الممتاز والأوروبي بصبرٍ كبير مع مدرّبهم وسيقدّمون أروع العروض في البطولات القادمة.

الأهم في أجندة المنتخب الأولمبي ومدرّبه سوكوب هو إنجاز التأهّل الى أولمبياد عام 2024 كهدفٍ منظور ليس بعيد المنال، لكنّنا نخشى أن ينشغل اتحاد كرة القدم في ملفّات أخرى ويهمل استحقاق المنتخب الذي يوازي هدف الصعود الى المونديال بالنسبة لاعمارهم، ونأمل أن يكتبوا المرّة السادسة في سجلاّت تاريخ كرتنا بعد دورات موسكو 1980، ولوس أنجلوس 1984، وسيئول 1988، وأثينا 2004 وريو دي جانيرو 2016، وهذا ما يتطلّب التأكيد عليه في المرحلة القادمة.

صراحة، لستُ مع الدّاعين الى تغيير المدرب سوكوب ببديل وطني، فهذه الفئة بالذات عانت كرتنا منها ما بين شُبهات التزوير لمدرّبين فاشلين، والتلاعب، والمحابّاة، والضغوط الحزبية، وهجمات مواقع التواصل الاجتماعي لمشجّعي هذا المغترب وذاك، الأمر الذي أفسد مشروع إعداد منتخب رديف أكثر من مرّة عجز الاتحاد عن معالجة وضعه حتى تمّت تسمية سوكوب الذي لا يرى أمامه سوى اللاعب الجاهز.

يمكن مع إشتداد التنافس القارّي في أوزبكستان 2022 أن تقتضي مصلحة المنتخب الأولمبي مساندة سوكوب بمشورة أحّد المدرّبين العاملين في الدوري ولديه مسيرة ونتائج وربما ألقاب تؤهّله للالتحاق بالملاك كمحلّلٍ يقترح وينصح وينبّه التشيكي ويسهّل عليه اتخاذ القرار الفني أثناء سير المباراة بروحية عالية، إضافة الى وجود المدرّبين المساعدين عباس عبيد وسعد حافظ اللذين عملا بحرصٍ كبير في الأشهر الماضية، وقدّما صورة طيبة عن كفاءة المدرب العراقي.

تبقى مكاشفة اللجنة الفنية في اتحاد كرة القدم لسوكوب وفريق العمل ضرورية لبيان احتياجاتهم لتصفيات المنامة أواخر تشرين الأول الجاري، وبحث أهم النقاط التي سجّلها أعضاء اللجنة بغية عرضها عليه بهدف تفادي السلبيات وتعضيد الإيجابيات، ويمكن القول أن الرجل التشيكي تأقلم مع ظروف بلدنا وقاعدة اللعبة وهو ما يدعونا للتفاؤل باستمرار وجوده على رأس منتخب المستقبل.