التستّر والمجاملة والتخوين تسقط الاتحاد عاجلاً!..نداء المونديال الأخير.. فاتكم قطار الدوحة فلا تضيّعوا سكّة المُلحق!

Wednesday 13th of October 2021 11:35:42 PM ,
العدد : 5043
الصفحة : رياضة ,

 بغداد / إياد الصالحي

بات العراقيون قاطبة على يقين تام أنّ نتائج "أسود الرافدين" في تصفيات كأس العالم 2022 قد فارقت المسرّات ولم تعد تجلبُ غير الآهات والحسرات، في وقتٍ لم تثر اهتمامهم نتائج الانتخابات البرلمانية في البلاد التي جرت قبل يومين من موقعة زعبيل الإماراتية بقدر شغفهم لما تُسفر عنه الجولة الرابعة من أملٍ يعزّز حضورهم في المجموعة الأولى، وإذا بهم يُسقِطون إرادياً آخر سواتر الثقة بثلّة من اللاعبين، وينهمكون بحثاً عن معجزة!

الحقيقة المُرّة أن المنتخب الإماراتي لم يكن جاهزاً لمصالحة جمهوره، وعانى ضغطاً كبيراً في ملعبه، وبانَ الحرجُ على وجه مدرّبه بيرت فان مارفيك وهو ينظر الى مواطنه وزميله ديك أدفوكات بين الحين والآخر، كأنّه يشعر بالورطة مثله! مع فارق طول مدّة عمل مارفيك مع الأبيض وعلى مرحلتين، الأولى تسلّمه المسؤولية ما بعد إنتهاء نهائيات كأس آسيا 2019 وتحديداً في العشرين من آذار العام نفسه خلفاً للإيطالي البرتو زاكيروني لغاية 4 كانون الأول العام ذاته حيث أقيل عقب هزيمته في كأس الخليج 24 أمام منتخبنا بقيادة المدرب السلوفيني سريتشكو كاتانيتش بهدفي علاء عباس وعلاء عبدالزهرة (6و37) وخسر مع قطر (2-4)، ثم عاد وتسلّم المهمة في الرابع من كانون الأول عام 2020 خلفاً للكولومبي خورخي لويس بينتو، وها هو مرشّح للإقالة ثانية في الساعات المُقبلة حسب تقارير صحفية إماراتية، بينما كل مدّة اشتغال أدفوكات لم تتجاوز الـ 75 يوماً قضاها بين معسكري إسبانيا وتركيا وسيئول والدوحة، ولم تطأ قدماه أرض بغداد أو البصرة المؤمّل رفع الحظر الدولي عنها (حسب مصدر في وزارة الشباب والرياضة) قبل موعد مباراتي سوريا وكوريا الجنوبية في الحادي عشر والسادس عشر من تشرين الثاني المقبل.

تخبّط المدرب

ماذا يعني هذا الفارق؟ أن مشكلة منتخبنا لا تكمن في سوء أداء بعض اللاعبين الذين ظنّوا أنهم في مأمنٍ عن الاستبعاد لحراجة زجّ البدلاء وحاجتهم للإعداد الطويل، إنما تخبّط المدرب في الاعتماد على لاعبين غيَّرَ واجباتهم ومراكزهم أكثر من مرّة مثل شيركو كريم وهمام طارق وأجلس لاعبين آخرين كأحمد فاضل وأمير العماري في هذه الجولة وقبلها، وعدم الاستقرار على أسلوب لعب ناجع خاصّة بعد أن ثبُت عُقم خطّ الهجوم سواء ببقاء أيمن حسين وحده أو بمساندة علاء عبدالزهرة، ومنحَ علي عدنان وقتاً أكثر ممّا يستحق بسبب تعرّضه للاجهاد أثناء تناوبه في التغطية الدفاعية وصعوده لبناء الهجمات، وصعوبة قيام همام طارق بالملازمة من جهة اليسار وعدم اغفال واجبه كونه اعتاد على الصعود للامام واللعب في منطقة مفتوحة، فأخطأ بسوء تمركزه ولم يكاتف علي مبخوت ويربكه ويُبعد كرته التي سرقت منّا نقطتين غاليتين!

أما بشار رسن وإبراهيم بايش فقد غابت فاعليتهما الى معدلات متدنيّة جداً وبشكل غريب، وطغى انفعالهما الداخلي المرتبط بشعورهما السلبي تجاه خُذلان المنتخب هُما وبقية زملائهما ما أدّى الى عدم استقبال الكرات بصورة جيّدة وسوء التمرير والاحتكاك الخشن مع المنافسين، يضاف الى ذلك عدم تعاونهما مع بعض اللاعبين في اللحظة التي يتوجّب ارسال الكرات اليهم.

تكرار تسجيل أهداف التعادل أو الفوز في الأوقات القاتلة القاهرة لحرّاس مرمانا لم يجد المدرّبون الوطنيون مهما عدّدنا من اسماء "لن نستثني أحداً" ولا الأجانب برغم احترافيتهم وتجاربهم العالمية أي حلولٍ لها، سنبقى نمنح الهدايا للمنافسين ونضيّع النقاط ونحرم كرتنا من تحسين تصنيفها الدولي، طالما ظلّ الخوف يُحبِط عزائمنا في المحافظة على تقدّمنا بالنتيجة حتى اطلاق الحكم صفّارة النهاية، فماذا يفعل أدفوكات في الوحدة التدريبية، وبماذا يفكّر علاء مهاوي وصفاء هادي وأحمد إبراهيم في آخر دقائق المباريات؟

قرارات عاجلة

رئيس اتحاد الكرة عدنان درجال، لا يكفي وجوده مع نائبه لتقديم الدعم المعنوي للاعبين، بل يستلزم مسك ملف المنتخب بلا مجاملة أو تسفيه فورة غضب الجماهير وانفلات انتقادات بعض الإعلاميين الذين نصّبوا أنفسهم كمدراء فنيين لإبعاد هذا اللاعب وتسمية غيره، وأن تتم المكاشفة والمحاسبة عن كل تفاصيل ما جرى في الجولات الأربع، وتتّخذ قرارات عاجلة تضع حدّاً لاتهامات البعض بالتخوين في عدم تمثيل البلد بالروحية الكبيرة، وفضح من يتستّر على منح الفرصة للاعب انتهت صلاحيته ويوجد بديل أفضل منه، وبيان أسباب رفض أدفوكات اجتماع مشرف المنتخب يونس محمود معه قبل لقاء الإمارات؟ إن كانت مبرّراته مُقنعة ليصدر الاتحاد قراراً بإعفاء يونس كي لا يتحمّل أخطاء ما يجري للمنتخب خارج المباريات، وإذا كانت غير ذلك تتم مساءَلة يونس عن دوافع غيابه وعدم ممارسة مهمّته في هذه الجولة؟!

كل ذلك يثبّت في تقرير للجنة فنيّة تتحمّل مسؤولية قرارها بمصادقة الاتحاد، وبعكسه فإن الجماهير لا ترحم وسيدفع الاتحاد ثمناً باهظاً باسقاط الثقة عنه إن تجاهل أزمة المنتخب الوطني وترك لأدفوكات حرية مقاطعة الحضور في بلد اللاعبين أسوة بجميع مدربي منتخبات المجموعتين، وليس زائراً لهم في عواصم الملاعب البديلة!

ليست المرّة الأولى التي لم تلحق كرتنا بالقطار المباشر المتجّه الى نهائيات كأس العالم، وعلينا ألاّ نفقد السكّة المؤدّية الى مباراة الملحق الآسيوي ثم الدولي، فالشوط الثاني مع الإمارات باستثناء هدف التعادل منحنا الأمل بإمكانية تعديل مستوى المنتخب وإنهاء المنافسات بخير.