عراقي يحرج بريطانيا بقتل عشرات آلاف الاشخاص

Sunday 17th of October 2021 08:51:15 AM ,
العدد : 5044
الصفحة : اخبار وتقارير ,

متابعة/المدى

تواجه الحكومة البريطانية أزمة قانونية بعدما اعلن عن تمكن عالم كيميائي عراقي من البقاء في بريطانيا كلاجئ رغم محاولات وزارة الداخلية طرده من البلاد، بسبب تورطه في "قتل" عشرات آلاف الأشخاص في عهد صدام حسين.

والعالم العراقي، الذي فضلت محكمة بريطانية الإشارة إليه بـ "ASA"، كان  يدير مختبرا في مصنع للأسلحة الكيميائية في ظل نظام صدام حسين.

وحصل على حق الإقامة الدائمة في بريطانيا على الرغم من محاولة وزيرة الداخلية، بريتي باتيل، ترحيله.

ويعيش خبير الأسلحة الكيماوية في نظام صدام الذي قتل 100 ألف شخص بالغاز في بريطانيا منذ أكثر من عشر سنوات.

وطالب العالم العراقي بوضع اللاجئ بعد وصوله بتأشيرة عمل.

وحاولت وزيرة الداخلية، بريتي باتيل، طرده، ولكن سمح له بالبقاء بعد إصراره على أنه يواجه الإعدام في العراق.

وقد رفعت قضيته إلى المحكمة العليا في دائرة الهجرة واللجوء وحكمت لصالحه في شهر تموز.

وفر الضابط السابق إلى الأردن قبل وصوله إلى بريطانيا في عام 2010، وقد وصل بتأشيرة بعد أن حصل على وظيفة كباحث بجامعة في شمال غرب إنكلترا، وفقا لما قيل للمحكمة وطالب فيما بعد بحق اللجوء، وعندما ألغت وزارة الداخلية ذلك، استأنف الحكم.

وجاء الحكم لصالحه على الرغم من أن المحكمة وجدت أن هناك "أسبابا جدية لاعتباره مسؤولا عن ارتكاب جريمة ضد السلام أو جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية".

وأدار العالم المختبرات في مركز المثنى للأسلحة الكيميائية قرب سامراء من 1981 إلى 1988.

وفي ذلك الوقت، كان العراق يشارك في حملة قصف ضد إيران باستخدام أسلحة مثل غاز الخردل والسارين.

وفي عام 2003، تم تصنيفه كشخصية رفيعة المستوى في حزب البعث الحاكم.

وتمكن من تجنب العقاب بعد أن قدم معلومات للقوات الأميركية وساعدها على "كشف مشاريع أسلحة صدام حسين".

ورأت المحكمة أنه لا يستطيع العودة إلى العراق لأنه يخشى أن يسجن ويعذب.

وقال للمحكمة إنه كان "على علم" بوجود أسلحة كيميائية في المثنى لكنه قال إنه "لم يساهم في تطوير أسلحة كيميائية".

وأضاف أنه "كان مضطرا للعمل مع النظام لأن عائلته كانت مهددة".

وأشارت وسائل الاعلام إلى أن المسؤولين البريطانيين يفكرون في رفع قضيته إلى محكمة أعلى.

وفي شهادته، قال العالم العراقي إن "برنامج صدام حسين للأسلحة الكيميائية لم يقتل الأكراد والإيرانيين فحسب بل وفر أيضا العمود الفقري للقاعدة".

وكان نظام صدام استخدم الاسلحة الكيمائية ضد مواطنين عراقيين أكثر من مرة لكن أشدها بشاعة حدثت يوم 16 آذار عام 1988 عندما قصف مدينة حلبجة.

وقتل القصف الكيميائي في الأشهر الأخيرة من الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988) أكثر من 5 آلاف شخص من أهالي المدينة، أغلبهم من الشيوخ والنساء والأطفال، وأصيب 7 آلاف – 10 آلاف آخرين، ومات آلاف من المدنيين في السنة التي تلت القصف نتيجة المضاعفات الصحية وبسبب الأمراض والعيوب الخلقية، وما يزال الكثير من عوائل الضحايا تحاول العثور على جثث أطفالها وشيوخها ورجالها الذين فقدوا أثناء القصف.