كيف خسر تحالف الفتح جمهوره؟

Monday 18th of October 2021 10:55:49 AM ,
العدد : 5044
الصفحة : اخبار وتقارير ,

متابعة/المدى

سجل تحالف تحالف الفتح خسارة مدوية في الانتخابات البرلمانية، ما يؤشر الى تخلّي ناخبيه عنه، وفسر خبراء موقف الناخبين بإخفاق التحالف في تلبية تطلعاتهم بالاضافة الى ممارسته للعنف واعلانه الاعتماد على ايران، وتتبادل قيادات الفتح والحشد الاتهامات بالمسؤولية عن الفشل.

وبعدما كان القوة الثانية في البرلمان السابق مع 48 مقعداً، حاز تحالف الفتح، نحو 15 مقعداً فقط في انتخابات العاشر من تشرين الأول، بحسب النتائج الأولية.

وندّد قياديون في التحالف بـ"تزوير" في العملية الانتخابية، وتوعدوا بالطعن بها، فيما لم يحدد موعد إعلان النتائج الرسمية النهائية التي يتوقع أن تنشر خلال الأيام أو الأسابيع القادمة.

ويرى خبراء أن هذه النتيجة المحرجة لتحالف الفتح وقوى الحشد الشعبي التي دخلت البرلمان للمرة الأولى في العام 2018 مدفوعة بالانتصارات التي حققتها الى جانب القوات العسكرية الحكومية ضد تنظيم داعش، تفسّر بإخفاقهم في تلبية تطلعات ناخبيهم.

ويؤكد كثيرون أن أبرز أسباب عزوف جماهير الفتح والحشد عن التصويت لهما هو العنف والممارسات القمعية المنسوبة للفصائل الموالية لإيران والمكوّنة للحشد الشعبي الذي يتألف من نحو 160 ألف مقاتل.

يضاف إلى ذلك غياب الخطط الهادفة إلى إنعاش الاقتصاد في بلد غني بالنفط ولكنه يعاني من تردّ في الخدمات العامة وفساد مزمن، بعد عامين من انتفاضة شعبية طالبت خصوصاً بتغييرات على مستوى المعيشة.

ولم تصوّت سلوى، وهي من أنصار الفتح، للتحالف كما فعلت في العام 2018، وتعتبر الطالبة الجامعية الشابة أن "الفتح خسر لأنه حمل شعارات فارغة".

وتضيف: "والدي أصرّ عليّ وعلى والدتي أن نصوّت للفتح"، لكنها صوتت لنوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق بين العامين 2006 و2014، وهو في أي حال قريب من الحشد ومن إيران.

وكان حصول المالكي، زعيم ائتلاف "دولة القانون" على ما يفوق الثلاثين مقعداً، مفاجأة أيضا.

ويرى رئيس مركز "التفكير السياسي" إحسان الشمري أن أبرز أسباب تراجع الفتح هو "اعتماده على السلاح".

ويردف الباحث أن "إعلانه بأنه حليف إيران أضر بشكل كبير بشعبيته".

وظهرت فصائل الحشد، بالنسبة اليه، في أكثر من موقف، وكأنها "فوق الدولة، وهذا ما لم يكن مقبولا من جمهورها".

وبعد الاحتجاجات الشعبية التي هزّت العراق في تشرين الأول 2019، كان العشرات من الناشطين ضحايا عمليات خطف واغتيال ومحاولات اغتيال اتهمت الفصائل الموالية لإيران بالوقوف خلفها، ولم يحاسب أحد عليها حتى الآن.

ويقول جلال محمد، وهو صاحب متجر بقالة يبلغ من العمر 45 عاماً، إنه لم يعط صوته للفتح: "شعرنا بالملل منهم، فالعراق منحدر بكل معنى الكلمة، وزعماء الحشد يسكنون المنطقة الخضراء، وأرتال حمايتهم هائلة، ولا يرون أحداً".

واعتبر حسن سالم القيادي في "عصائب أهل الحق"، إحدى مكونات تحالف الفتح وفصيل من فصائل الحشد الشعبي، في بيان أن الانتخابات الأخيرة "هي الأسوأ في تاريخ العراق من حيث التنظيم"، مندداً بـ"عملية منظمة لسرقة أصوات الناس".

ويتحدث مصدر من الحشد الشعبي عن تبادل قيادات سياسية داخل الحشد اتهامات بشأن هذا التراجع الانتخابي، من سوء إدارة الماكينة الإعلامية وطريقة توزيع المرشحين على الدوائر الانتخابية، ما أسهم في تشتيت الأصوات وضياعها.

ويقول المصدر لفرانس برس: "انعدام التجانس داخل تحالف الفتح ومحاولة جميع الأحزاب داخل الفتح فرض مرشحها في منطقة واحدة احيانا أضاع الأصوات".

لكن رغم هذا التراجع، قد يظلّ الحشد قادراً على تشكيل كتلة وازنة في البرلمان، إذا ضمّ إليه "مستقلين"، ومن خلال لعبة التحالفات، لا سيما مع نوري المالكي.

ويعزو الباحث حارث حسن نجاح المالكي إلى اختيار: "مرشحين أقوياء لاقوا صدى لدى الناخبين الشيعة الذين يربطون (المالكي) بفكرة دولة شيعية قوية، وليس بدولة تهيمن عليها مجموعات مسلحة".

ويضيف الباحث في مقال نشره مركز "كارنيغي" لدراسات الشرق الأوسط أن المالكي "جذب أصوات طبقات اجتماعية استفادت باستفاضة من حكومته في مجال التوظيف، والزبائنية، حين كانت أسعار النفط أعلى".

ويتخوف البعض من توترات سياسية وربما أمنية بعد الانتخابات.

ورفعت الأحزاب الخاسرة مساء السبت النبرة، متهمةً في بيان، مفوضية الانتخابات بأنها "لم تصحّح انتهاكاتها الجسيمة" التي ارتكبت خلال عملية عدّ وفرز الأصوات، واتهمتها بإفشال العملية الانتخابية، وحذرت تلك الأحزاب في الوقت نفسه من "الانعكاسات السلبية" لذلك "على العملية الديموقراطية" في البلاد.

في الوقت نفسه، اتهمت الهيئة التنسيقية للمقاومة التي تضمّ فصائل بعضها منضو في الحشد، في بيان يوم الأحد، "أيادي أجنبيّة بالتلاعب في نتائج الانتخابات" وبـ"تزويرها بإشراف حكوميّ".