ذي قار.. مهرجان وطن يحيي الذكرى الثانية لانتفاضة تشرين

Wednesday 27th of October 2021 12:29:45 AM ,
العدد : 5051
الصفحة : سياسية ,

 ذي قار / حسين العامل

اقيم على قاعة بهو بلدية الناصرية مهرجان وطن بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لتظاهرات تشرين، وجرى خلال المهرجان الذي شددت ادارته على عدم حضور المسؤولين الحكوميين تقديم عروض وفعاليات فنية وقصائد شعرية لعدد من الشعراء الشعبيين.

وتضمنت فعاليات المهرجان الذي حضره جمهور غفير من المواطنين والمشاركين بتظاهرات تشرين واسر الشهداء عروض فنية لأوبريت وطن ومسرحية ZONE)) واقامة معارض فوتوغرافية واعمال تشكيلية وتقديم مقطوعات موسيقية للفنانين يماني عبد الستار ومنتصر كريم ووائل زغير فيما شارك كل من الشعراء تقي الحسيناوي وعلي المنصوري واحمد الصالحي وعدنان البركي ورضا العبادي وسجاد الغريب بإلقاء عدد من القصائد الشعبية التي اشادت بالمواقف الوطنية وتضحيات العراقيين ولاسيما ثوار تشرين، بينما قدم تجمع جوكات الشطرة مجموعة من الهتافات الثورية التي كانت تصدح بها حناجر المتظاهرين في ميادين التظاهرات. وفي حديث لـ(المدى) يقول مؤلف ومخرج مسرحية zone) ) عمار سيف عن عمله المسرحي المشارك بالمهرجان ان "العرض المسرحي لمسرحية zone)) يتحدث عن المنطقة الخطرة والقاتل الغامض (الزون) الذي بات يهدد مجمل الحياة العراقية على ارض الواقع بعد ان كان جزءا من لعبة البوبجي الافتراضية"، مبينا ان "المسرحية تتحدث عن اربعة شباب من شرائح اجتماعية مختلفة شاركوا في تظاهرات انتفاضة تشرين وتعرضوا للقنص والقتل على يد قناص مجهول".

واضاف سيف ان "تجسيد فكرة العمل جاءت عبر استعادة مشاهد واقعية من حياة كل شاب من الشباب الاربعة الذين يقتنص (الزون) احلامهم ويجهض امنياتهم بالخلاص"، واردف ان "ثمن الخلاص من واقع بائس محاصر بجوقات من القتلة من صنف (الزون) بات مكلفاً، فنشاط الزون في العمل المسرحي اخذ يتمدد ويتسع ويحاصر فسحة الحياة وتطلعات الشباب المحاصرين اصلا بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية".

وشارك في اداء ادوار مسرحية zone) ) كل من الممثلين حيدر عبد الرحيم الطيب ومحمد خريش وعلي مجيد الخفاجي وحسين رؤوف واحمد ميثم والطفل يوسف رؤوف. فيما قام بالادارة المسرحية والموسيقية كل من فاضل سيف ومروان كاظم الكعبي.

من جانبها، حرمت ادارة المهرجان دخول المسؤولين الى قاعة المهرجان، اذ تضمن فولدر المهرجان ملاحظة جاء فيها: (ان سياسة المهرجان لا تسمح بحضور المسؤولين الحكوميين) ، وينسجم هذا الموقف مع توجهات التشرينيين التي تُحمل المسؤولين الحكوميين والطبقة السياسية مسؤولية الفشل والفساد المستشري بالبلاد ناهيك عن تورطهم بملف قتل وقمع التظاهرات.

ودأب الناشطون في تظاهرات تشرين على تنظيم فعاليات فنية وثقافية لإحياء ذكرى انطلاق التظاهرات وتأبين الشهداء اذ شارك المئات من ناشطي تظاهرات تشرين يوم العاشر من ايار 2021 في مهرجان شعري اقيم على قاعة بهو بلدية الناصرية لإحياء الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الناشط التشريني أزهر الشمري واستنكار جريمة اغتيال الناشط ايهاب الوزني في كربلاء المقدسة. وفي سابقة يندر ان تحصل في مهرجانات تأبين الشهداء توسطت والدة شهيد تظاهرات الناصرية علي العصمي قاعة مهرجان عريس الحبوبي الذي اقيم في (منتصف كانون الاول 2020) لتردد مع مئات الحاضرين اهزوجة (الليله حنته وباچر يزفونه، طالبنه بوطن كامو يكتلونه) وذلك في الذكرى السنوية الاولى لاغتيال ولدها الذي اطلق عليه مجهولون النار قبل ايام قليلة من موعد زفافه، فيما قدم فريق الفن السومري عرضا مسرحيا ضمن فعاليات المهرجان وانشد 6 شعراء شعبيين قصائد تفخر بتضحيات ثوار انتفاضة تشرين العراقية.

من جانبهم، اكد ناشطو التظاهرات في محافظة ذي قار ان فعاليات تشرين الاحتجاجية والمطلبية متواصلة وهي تتجدد في كل يوم وان بصمات الحراك الاحتجاجي باتت واضحة في جميع المجالات السياسية والاجتماعية.

وبينوا ان نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة كانت مقياسا لفشل الطبقة السياسية الفاسدة التي دعت تشرين لإزاحتها منذ عامين من عمر الحركة الاحتجاجية.

وقال الناشط حسن هادي العراقي لـ(المدى) انه "نحيي الذكرى الثانية لانطلاق المرحلة الثانية من ثورة تشرين ونستذكر مواقف الثوار وما واجهوه من اعمال قمع وتصفيات ونؤكد على استمرارية الثورة"، مبينا ان "تشرين حققت انجازات كبيرة ابرزها اقالة حكومة عادل عبد المهدي المتهمة بالتفريط بالسيادة الوطنية والمتورطة بقمع المتظاهرين، ناهيك عن دور تشرين في تغيير الوجوه الكالحة في العملية السياسية والتأسيس لتحولات اجتماعية واعية ظهرت بوادرها عبر نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً".

واوضح العراقي ان "تشرين اسهمت الى حد كبير في ازاحة صقور العملية السياسية ورموز الحرس القديم الذين شاركوا في صناعة الفشل وتبنوا بدعة المحاصصة السياسية وتقاسم مغانم السلطة وصفقات الفساد"، كاشفا "عن تأسيس وعي انتخابي مغاير لما كان سائدا في الدورات الانتخابية السابقة". واشار الناشط المدني الذي واكب تظاهرات تشرين على مدى عامين الى ان "تشرين استنهضت الروح الوطنية واسهمت في تفعيل دور الطلبة والشباب في الحراك الاحتجاجي والقضايا المطلبية واعادت الهيبة لصوت الشعب"، منوها الى ان "تواصل الحراك الاحتجاجي على مدى عامين غيَّر الكثير من المفاهيم الخاطئة واثبت قدرة الصوت المعارض على صنع التغيير المنشود".

واكد العراقي "استمرار تشرين وتجدد فعالياتها الاحتجاجية لحين تحقيق كامل المطالب والاهداف التي نادت بها ميادين التظاهرات"، مبينا ان "ميادين التظاهرات اكدت ان دعمها للبرلمانيين المستقلين وحركة امتداد مرهون بالتزامهم بخط تشرين ومطالبها وتبني خط المعارضة السياسية الواعي"، مشددا على ان "اي انحراف عن خط تشرين من قبل النواب المحسوبين على تشرين سيجعلنا نقف بالضد منهم وسنطيح بهم قبل غيرهم وسنرغمهم على الاستقالة ان انساقوا ضمن قطيع المحاصصة".

وبدوره قال الناشط عدنان عزيز دفار لـ(المدى) ان "منطلقات تشرين لا تتحدد برغبات فردية ولا تتأطر بزمن محدد كونها ارادة شعب تدعو للتغيير وتحقيق مطالبها المشروعة"، واضاف ان "تشرين ثورة في وجدان الاحرار الطامحين لحياة حرة كريمة لهذا هي تتجدد على الدوام"، مبينا ان "عوامل ودوافع ومقومات انطلاق تشرين مازالت قائمة وهذا ما يجعلها ثورة مستمرة"، واردف "فالفقير والمعوز والشاب العاطل عن العمل لا يكف عن المطالبة بحقوقه ولا يرضى بغير تحقيقها وكذلك الانسان الوطني لا يستكين امام القوى الاقليمية التي تتلاعب وتصادر قرار وسيادة بلده". واشار دفار الى ان "حراك تشرين مقترن بإرادة التغيير وتحقيق طموحات الشعب العراقي"، لافتا الى ان" لجوء الطبقة السياسية للتسويف والالتفاف على مطالب التغيير والاصلاح التي تنادي بها ميادين التظاهرات لن يجدي نفعاً فالمستقبل مع التغيير وكل فاسد الى زوال وان طال الزمن".

واضاف الناشط المدني ان "نتائج الانتخابات مقياس ومعيار لمدى النجاح والفشل وعلى الاحزاب والكتل الفاشلة ان تعيد حساباتها في ضوء النتائج المعلنة وان لا تكابر"، داعيا جميع القوى السياسية الى مراجعة شاملة لمجمل العملية السياسية والعمل على تقويمها ومحاسبة المتورطين بخراب البلاد ونهب المال العام وافقار الشعب العراقي.

وشدد دفار على ضرورة ان تكون لتشرين قيادة واعية وعدم الاكتفاء بشعار (الوعي قائد)، مبينا ان "تشرين تعمل حاليا بخطين ثوريين احدهما ميداني في ساحات التظاهرات والآخر سياسي مشارك بالانتخابات وكلا الخطين مهمان في تحقيق اهداف تشرين وهو ما يتطلب تنسيقا عاليا لتوظيف كل قدرات تشرين لبلوغ الغايات والاهداف المنشودة".