حسين جبار يزيل اللَّبْسُ عن اللجان والمكاتب التنفيذية..تنظيم الأولمبية والاتحادات يُحدّد السُلطة العليا .. وفرانسوا أصلح الفيفا عام 2016

Wednesday 27th of October 2021 11:54:11 PM ,
العدد : 5052
الصفحة : رياضة ,

 بغداد / المدى

لم يزل التعاطي مع الهيئات التنفيذية لمؤسّسات الرياضة العراقية والعربية يحمل تفسيرات غير صحيحة تتقاطع مع التعديلات والاصلاحات الأخيرة التي تبنّتها المؤسّسات الدولية الكبيرة في موادّها الاساسية الحاكِمة لانظمتها الداخلية والتي بموجبها تواصل التنسيق والاشراف والرعاية للجان قارية واتحادات متخصّصة عانت هي الأخرى من أخطاء التوصيف بالرغم من الهيكلية التنظيمية التي تكرّس مفهومها وواجباتها وعلاقاتها مع الكيانات المنضوية اليها ومع المرجعيات القانونية والإدارية التابعة لها تحت خيمة الانتماء الدولي الشرعي.

حسين جبار حربي، المختصّ في شؤون الانظمة واللوائح الرياضية، ينبّه عبر (المدى) المتابعين والمهتمّين والمرتبطين بالمؤسسات الرياضية الصغيرة والكبيرة بضرورة توخّي الدقة باطلاق مسمّيات السُلطات التنفيذية المُنتخبة لإدارة هذا الكيان وذاك، حسب ما نصّت عليه الانظمة الاساسية وما تكيّفه أدوارها وصلاحياتها عملاً بالقانون وليس اجتهاداً.

أخطاء شائعة

من الأخطاء الشائعة التي تُردَّد على ألسنة المُتخصّصين والمتابعين للشأن الرياضي هو تسمية اللجان التنفيذية EXECUTIVE COMMITTEE بالمكاتب التنفيذية! ويصل هذا الِّلبس في التسمية أحياناً لغاية المواقع الرسمية لبعض الاتحادات الوطنية والقارية.

وهذا التوصيف صحيح بالنسبة للجان الأولمبية فقط لكون الميثاق الأولمبي وضمن مادة التنظيم ينصّ على كون المجلس أو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية The IOC Executive Board أحد مكوّنات هيكلها التنظيمي.

أما بالنسبة للاتحادات الرياضية، فاللجان التنفيذية للاتحاد التي تعتبر الجهة التنفيذية العليا المسؤولة عن تنفيذ السياسة العامة لأي اتحاد رياضي تختلف عن المكاتب أو المجالس التنفيذية للاتحاد من حيث تكوينها ودورية انعقاد اجتماعاتها. فمن حيث المركزية وسُلطة القرار تعتبر اللجان التنفيذية هي الأعلى، وتشترط بعض الانظمة الأساسية للاتحادات الرياضية ومنها الفيفا أن تصادق اللجنة التنفيذية على قرارات المجلس التنفيذي.

أما من حيث دورية الاجتماع فإن اجتماعات اللجان التنفيذية للاتحادات تكون متباعدة وتصل الى مرّتين سنوياً كما هو الحال بالنسبة للاتحادات القارية مثل الاتحاد الآسيوي الذي ينصّ نظامه الاساس في أحدث اصداراته على أن اجتماع اللجنة التنفيذية يكون لمرّتين بالحد الأدنى في السنة، وكذلك الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.

دورية اجتماعات

أما الاتحادات الوطنية، ومنها اتحادات كرة القدم فتكون دورية انعقاد اجتماعات لجانها التنفيذية مختلفة، ومثال ذلك اتحاد كرة القدم السعودي الذي يحدّد دورية انعقاد اجتماع مجلس إدارته بستة اجتماعات سنوياً كحد أدنى أو الاتحاد الإماراتي الذي يضع حدّاً أدنى لاجتماعات مجلس إدارته بأربعة اجتماعات سنوياً، أما مجلس الاتحاد العراقي فقد حدّد نظامه الأساس عدد الاجتماعات بثمانية اجتماعات سنوياً كحدّ أدنى.

وهذا التباعد في الفترات الزمنية للاجتماعات فضلاً عن اتساع عدد الأعضاء ولّد الحاجة لتشكيل حلقات تنظيمية أقلّ من ناحية العدد ممّا يسهّل عقد اجتماعاتها وهي المكاتب أو المجالس التنفيذية التي تمثّل حلقة أصغر من ناحية العدد وأقرب من ناحية الفترة الزمنية لدورية انعقاد اجتماعاتها، والغرض الأساس من تكوينها اتخاذ القرارات اللازمة لتسيير عمل الاتحادات الرياضية.

وللمقارنة فإن مجلس الفيفا الذي كان يسمّى اللجنة التنفيذية للفيفا قبل اصلاحات العام 2016 يتكوّن من 37 عضواً في حين أن مكتب مجلس الفيفا Bureau of the Council الذي كان يسمّى لجنة الطوارئ Emergency Committee يتكوّن من 7 أعضاء كحدّ أعلى هُم رئيس FIFA ورؤساء الاتحادات القارية الستة والذي شُكِّل ليتعامل مع جميع المسائل التي تدخل في اختصاص مجلس الفيفا والتي تتطلّب اتخاذ قرار فوري بين جلستين للمجلس.

هذا التنظيم تعمل عليه أغلب الاتحادات الدولية، وليس فقط الاتحاد الدولي لكرة القدم، فنجدُ مثلاً أن الاتحاد الدولي لألعاب القوى له مجلس إدارة مكوّن من 24 عضواً وله مجلس تنفيذي Executive Board يتكوّن من ثمانية أعضاء بضمنهم الرئيس، أما الاتحاد الدولي لكرة السلة فإن المجلس المركزي له The Central Board يعتبر أعلى سلطة تنفيذية فيه ولديه ضمن هيكله التنظيمي تشكيل يوازي في مهامّه وواجباته وصلاحيّاته المجالس أو المكاتب التنفيذية.

ممّا تقدّم يتّضح للقارئ الكريم الفارق بين اللجان التنفيذية من جهة وبين المجالس أو المكاتب التنفيذية للاتحادات الرياضية من جهة أخرى، وبالتالي فإن من الخطأ اختزال اللجان التنفيذية للاتحادات أو ما بات يسمّى مجالس إدارات الاتحادات بتسمية أقلّ حجماً وهي المكاتب التنفيذية.

توصيات فرانسوا

بعد أن تعرّفنا على خطأ تسمية اللجان التنفيذية بالمكاتب التنفيذية، نتوقّف عند مفردة (التنفيذية) والتي تعطي انطباعاً للقارئ أو المستمع أنها مسؤولة عن تنفيذ القرارات، وهذا ليس دورها، بل دور الأمانة العامة ولجان الاتحاد، ولذلك كانت أولى توصيات لجنة اصلاح الفيفا في العام 2016 التي ترأسها الفرنسي فرانسوا كارارد هو إلغاء تسمية اللجنة التنفيذية لفيفا وهذه التغيّرات مردّها الفِهم المعمّق لمبادئ الحكم الرشيد، ولدور كل هيئة في الاتحاد حيث بيّنت لجنة الاصلاح أن اللجنة التنفيذية للفيفا تشرف وتتّخذ القرار في المسائل الستراتيجية، وأنّ لها دور إشرافي على إدارة FIFA واللجان الدائمة وعليه لا ينبغي أن يكون لديها سلطات تنفيذية أو مسؤوليات إدارية مباشرة، ولتعكس أكثر وصف مهمّتها الاساسية، فيجب تغيير اسم اللجنة التنفيذية إلى مجلس FIFA وفي الوقت نفسه ينبغي زيادة حجم هذه الهيئة لضمان توسيع نطاقها المشاركة والديمقراطية، وعليه تم اصدار لوائح حوكمة الفيفا في 2016 إلغاء تسمية اللجنة التنفيذية لفيفا وابدالها بمجلس council فيفا وزيادة عدد أعضائها من 24 الى 37 لضمان أوسع مشاركة للاعضاء في إدارة الاتحاد، وكذلك ألغيت لجنة الطوارئ THE EMERGENCY COMMITTEE التي توازي المكاتب التنفيذية في بعض الاتحادات وتحوّلت الى مكتب المجلس Bureau of the Council .