هل سيحتاج العراق 580 عامًا لاستعادة قيمة أنبوب نفط البصرة-العقبة؟

Saturday 30th of October 2021 10:27:15 PM ,
العدد : 5052
الصفحة : اخبار وتقارير ,

بغداد/المدى

استعرض المختص بادارة الازمات علي جبار الفريجي ماوصفه بـ"الجدوى الاقتصادية" لمشروع انبوب نقل النفط بين البصرة وميناء العقبة في الاردن، وبينما بين أن العراق سيحتاج لـ580 عامًا ليتمكن من استعادة رأس ماله أو قيمة ماسينفقه على المشروع، تسببت هذا الرقم بلغط كبير في الاوساط المهتمة بالشأن الاقتصادي، إلا ان عملية حسابية بسيطة توضح ان الفريجي أخطأ نسبيا في الحسابات، وان العراق سيحتاج 580 يوما فقط وليس 580 عاما، اي نحول عام ونصف فقط.

وقال الفريجي في إيضاح تابعته (المدى)، إن "الرؤية الاقتصادية المجردة تؤكد حاجة العراق لمد انابيب نفط مع الأردن، السعودية، إيران، تركيا، سوريا، حيث أن أساس هذه الفكرة تؤكد حاجة العراق لهذا التنوع بقنوات ومنافذ تصدير النفط"، إلا انه استدرك أن "هذه الرؤية الاقتصادية يجب أن تحتكم لجملة من العوامل منها حجم الفائدة من كل خط أنبوب، هل ستكون مجدية كعوائد وايرادات لخزينة الدولة على مدى بعيد، وهل ممكن أن تضمن علاقات سياسية واقتصادية متزنة مع هذه الدول، وغيرها من العوامل الاقتصادية المهمة".

واضاف أن "خط انبوب نفط عراقي سيمتد من مدينة حقول البصرة وبمحاذاة الحدود السعودية وصولا الى العقبة، وسيتم بناؤه وفق نظام البناء والتشغيل ونقل الملكية (B.O.T) لفترة تمتد من 15- 20 عاما ثم تعود ملكية الأنبوب الى البلدين".

واضاف انه "في عام 2013 وقع العراق مع الجانب الأردني اتفاقية مشروع مد أنبوب النفط الخام العراقي من البصرة الى مرافئ العقبة على مشارف ساحل البحر الأحمر وبكلفة نحو 18 مليار دولار، وبطول 1700 كم مع تسع محطات ضخ عملاقة، ست منها بداخل العراق وثلاث في الأردن  بمعدل طاقة تصدير مليون برميل يومياً، تقريباً 150 ألف برميل منها سيذهب لتجهيز محطة الزرقاء في الأردن والباقي منه يذهب للتصدير، مع احتمالية إضافة خط ناقل اخر للغاز الطبيعي بطاقة 100 ألف مقمق كمرحلة أولية".

وتابع: أن "المشاريع الستراتيجية بهذا الحجم تحتاج ضمانات دولية لاستمرارها ولا تكون عرضة للمزاجية السياسية المتخبطة في المنطقة"، مضيفا ان "معدلات رسوم نقل هذه الكمية ستكون خاضعة لفاتورة، الأردن ستقبض ثمنها وهي أغلى بكثير من فاتورة نقل النفط العراقي عبر البصرة مباشرة، او حتى من خلال ميناء جيهان، وهذه خسارة، وضريبة نقل النفط لن تتأثر في معدلات أسعار النفط هبوطاً او ارتفاعاً".

وبين أن "العراق سيباشر بامتلاك خط الانبوب بعد 15 سنة، والجزء الذي في الأردن سيعود لملكية الأردن حسب العقد، بمعنى أن العراق سيدفع نفطه ضمن الجزء الموجود في الأردن".

واشار الى انه "بعملية حسابية بسيطة، فأن بمعدل تصدير 850 ألف برميل يومياً من خلال خط أنبوب البصرة – العقبة، باعتماد سعر 50 $ للبرميل كمعدل بيع لسنوات طويلة سيكون اجمالي المبلغ هو 42,5 مليون دولار أيراد سنوي، وبخصم تكاليف الإنتاج 9 دولار للبرميل، مع رسوم تصدير 4.5 دولار للبرميل عبر الأردن سيكون صافي الايراد هو 31 مليون دولار سنوياً".

وبين انه "بحساب قيمة المشروع 18 مليار دولار، فأن العراق يحتاج 580 سنة لاستعادة قيمة المشروع من النفط المصدر، وسيخسر 30 % من هذه القيمة للأردن حسب الاتفاق تحويل ملكية الجزء من خط الانبوب للأردن، مع خسارة (16 دولار) عن كل برميل من الـ 150 ألف بريل يومياً التي ستذهب للأردن لنفس الفترة بمعدل حسابي 13,6 مليون دولار سنوياً".

الا ان الفريجي اخطأ بالقول ان صافي الايراد سيكون 31 مليون دولار سنويا، بل هو 31 مليون دولار يوميا، حيث ان العراق سيبيع 850 الف برميل يوميا بسعر اقل من 50 دولارا، وليس سنويا.