التأشيرة السياحية عبر بيلاروس.. لم تعد سالكة للهجرة!

Wednesday 17th of November 2021 12:21:49 AM ,
العدد : 5066
الصفحة : سياسية ,

 متابعة/ المدى

يدفعون آلاف الدولارات للسفر ويقطعون مئات الكيلومترات على أمل إيجاد "مستقبل أفضل" لهم ولأبنائهم في أوروبا ويواجهون صعوبات هائلة... لكن غالبا، تبدأ رحلة المهاجرين العراقيين إلى الحدود البولندية البيلاروسية بـ"عروض سفر شاملة" تقدمها لهم شركات متخصصة.

يعد بكر البالغ 28 عاما استثناء بين آلاف المهاجرين الذين يخيمون على الجانب البيلاروسي في ظل ظروف مروعة، فهو ليس من أكراد العراق على عكس غالبية زملائه المهاجرين، بل هو عربي ينحدر من محافظة الأنبار في غربي البلاد.

ويقول الشاب الذي يريد الوصول إلى المملكة المتحدة من أجل "مستقبل أفضل" عبر الهاتف، "نحن متعبون ونعاني المرض".

وأضاف "وصلنا إلى هنا بتأشيرة سياحية قبل نحو أسبوع عن طريق دبي إذ لم تعد هناك رحلات جوية مباشرة بين بغداد ومينسك"، مشيرا إلى أن "البعض دفع ثلاثة آلاف دولار، ودفع آخرون لغاية 35 ألف دولار لمكاتب تنظم رحلات سياحية من بغداد".

إلى جانبه، يشعر سنكر وهو كردي عراقي، بالتعب الشديد لدرجة أنه يقول إنه مستعد "للذهاب إلى أي بلد يقبل به وأطفاله الثلاثة".

وقبل إغلاقها بناء على طلب الحكومة العراقية منذ ما يقرب من أسبوعين، أصدرت القنصليات البيلاروسية في اربيل بكردستان العراق وبغداد تأشيرات سياحية تسمح للزوار بالسفر إلى مينسك من ثم إلى الحدود مع بولندا، إحدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وكانت رحلات الخطوط الجوية العراقية المباشرة بين بغداد ومينسك علقت بأمر من حكومة بغداد في آب/أغسطس الماضي.

في ذلك الوقت، كان مئات المهاجرين، ومعظمهم من العراقيين، قد تجمعوا عند الحدود الليتوانية البيلاروسية على أمل العبور إلى ليتوانيا.

ومنذ ذلك الحين، تحول مركز ثقل الأزمة إلى الحدود مع بولندا.

تأشيرة سياحية

وتؤكد وارشو أن ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف شخص، بينهم الكثير من الأكراد العراقيين، يخيمون حاليا على طول الحدود، في هذه الأزمة التي تتواجه فيها الدول الغربية من جهة، وبيلاروسيا وحليفتها روسيا من جهة أخرى.

في بغداد، يقول أحد مدراء مكاتب تنظيم الرحلات مفضلا عدم ذكر اسمه، "الآن كل شيء يتم عبر روسيا".

وأوضح إن "التأشيرة السياحية لروسيا تبلغ قيمتها 700 دولار. ويحتاج الراكب لدعوة وكفيل. يستغرق الحصول عليها قرابة عشرة أيام. وتبلغ تكلفة الرحلة 500 دولار".

وتابع "بمجرد وصولهم إلى روسيا، يقوم المهربون بتهريبهم برا إلى الحدود مع بيلاروس بمبلغ تبلغ قيمته 500 دولار".

وهكذا تبلغ قيمة الرحلة حوالي ألفي دولار، وهو مبلغ كبير إذ يبلغ متوسط الراتب في العراق 300 دولار تقريبا.

لكن الرحلات الجوية بدأت تتوقف الواحدة تلو الأخرى. فبعدما حظرت تركيا صعود العراقيين واليمنيين والسوريين إلى رحلاتها المتجهة الى بيلاروس الأسبوع الماضي، أعلنت شركة "بيلافيا" البيلاروسية عن إجراء مماثل للرحلات الجوية من دبي.

3500 إلى 4000 دولار

وبحسب ميرا جاسم بكر، الباحثة العراقية المتخصصة في تدفقات هجرة أكراد العراق، فقد أصبحت دبي في الفترة الأخيرة إحدى "نقطتي انطلاق لأكراد العراق نحو مينسك". والأخرى هي الدوحة مع الخطوط الجوية القطرية. والمهاجرون "لا يحتاجون إلى تأشيرة قطرية لأنهم يمرون فقط في الدوحة".

وتوضح الباحثة بأن أنقرة "أصبحت المنصة" للحصول على التأشيرات، مشيرة إلى أن أكراد العراق يقدمون في كثير من الأحيان جوازات سفرهم لوكلاء السفر الذين يرسلون الوثائق إلى مندوبين لهم في العاصمة التركية حيث تصدر لهم التأشيرات البيلاروسية.

ويقول بكر "هذه عروض شاملة"، و"قبل شهرين كانت تكلفتها 2500 دولار، أما اليوم فهي تراوح بين 3500 و4000 دولار".

وفي مواجهة هذه الأزمة، أعلن العراق عن بدء تسيير أول رحلة عودة للمهاجرين العراقيين من بيلاروس الخميس "على أساس طوعي".

وقالت وزارة الخارجية العراقية إن 571 مهاجرا قالوا إنهم يريدون العودة إلى بلدهم.

وتود دانا (وهو اسم مستعار) العودة إلى وطنها سوريا. ولا تهم "المبالغ الكبيرة" التي أنفقتها على هذه الرحلة. وهي عادت إلى مينسك بعدما أمضت عشرين يوما في غابة عند الحدود مع بولندا ، "بدون ماء أو طعام أو تدفئة" وتعرضت خلالها "للضرب بالهراوات" من قبل جنود بيلاروس.

وتقول دانا إنه "على الرغم من الحرب والمشاكل في سوريا، ولكنها تبقى أكثر أمانا من هذا المكان".