رأيك وأنت حر: سُبل تعديل مسار الأسود

Tuesday 23rd of November 2021 10:41:53 PM ,
العدد : 5071
الصفحة : الأعمدة , ممتاز توماس

 ممتاز توماس

(1-2)

أفكار وطروحات متأخرة، ربّما تسهم في الاستدلال عن سُبل تعديل مسار منتخبنا الوطني للتأهل لكأس العالم 2022 بعد انتهاء بطولة كأس العرب التي ستنطلق في الدوحة نهاية الشهر الجاري.

قبل كل شيء أقول أننا جميعاً نتحمّل مسؤولية ما وصلت اليه رياضتنا وخاصة كرة القدم، بدءاً من منظومة اتحاد الكرة والأولمبية والوزارة والإعلام (غير الصادق النوايا) إلى الشارع الرياضي المتعصّب والعاطفي أكثر من اللازم حيث يفقد رباطة جأشه عند كل انتكاسة لمنتخباتنا وعلى جميع المستويات.

إخوتي في الرياضة، لننسى كل ما حدث من فشل وغضب وخيبات أمل ونضع أيدينا متكاتفة مع بعض وننبذ الخلافات ونقف مع توجّهات منتخبنا الوطني لإحياء حظوظه ليصل إلى كأس العالم، ولكن ذلك من الصعب إتمامه وإنجاحه ونحن نتقاتل ونحارب ونشخّص ونتّهم وننتقد بصورة غير لائقة بعيدة عن اخلاقنا ومبادئنا وانسانيتنا.

انها الفرصة الأخيرة لمنتخبنا الوطني الذي يمرّ بظروف صعبة وحرجة، وقد يكون أغلبها وسببها ومسبّباتها بعض بل أغلب تراكمات الماضي وظروف البلد ونظامه السياسي والتقلّبات، فلا يجب علينا أن نكيل الاتهامات العاجلة وغير المناسبة الى جهة أو شخص، لأننا جميعاً نؤمِن باننا عندما نستلم أي مسؤولية فغايتنا الأكبر هو النجاح فيها وبدرجات، ولكن أحيانا وبسبب نقص خبرة بعض العاملين في منظومتنا وتصريحاتهم الرنّانة والتي تخلط الأوراق وتصرّح بما لا غاية لهم فيه (في غير مكانه)!

الإداري يجب أن يلتزم بالشؤون الإدارية ويجتهد فيها، والفني يقوم بما يمليه عليه واجباته، ولا يجب المزج بينهما، وهذه مشكلة كبيرة في رياضتنا، وهناك محاذير يجب أن يلتزم بها المسؤول الإداري والمشرف على الفريق بأن لا يصرّح بما هو أكبر من حجمه ودوره وواجبه وخاصة عندما يقفز على القيم والمبادئ الرياضية ويصرخ بأننا سنفوز بالبطولة الفلانية أو المنافسة المعيّنة، وهذا ليس من مسؤوليته، وخاصة عندما يكون هناك مدرّب وطاقم تدريب يعرف امكانيات لاعبيه وظروف الفريق وجاهزيّته ودرجة استعداده.

هذه الافعال تولّد ردود فعل متشنّجة لدى الطرف الفني وتنعكس على الفريق وأدائه، ويجب أن لا نرفع من سقف التوقّعات والطموحات لأنّنا نعرف امكانيّاتنا ومستويات لاعبينا، وقد كان سبب تعاظم هذه الظاهرة هو النتائج المخيّبة للآمال لمنتخبنا الوطني مع مدرّبه بالمراسلة الهولندي (أدفوكات) وهنا يحاول كل متسلّط بالمنظومة الرياضية تخفيف الهجمات ونبرة الانتقادات التي طالت عليهم بإعطاء الوعود والتخفيف من هذه الهجمات ويخرج بتصريحات ترقيعية ومشجّعة برأيه لامتصاص نقمة وغضب جمهورنا من الأداء السيِّئ والنتائج المخيّبة للآمال.

إن منظومة كرة القدم تحتاج لكثير من الاصلاح وتغيير آلية العمل وتوزيع المهمّات وتقاسمها والبدء أولاً بدوري الفئات العمرية الذي يجب أن لا يعتمد على التنافس والفوز بقدر ما يحقق عملية تعليم وثقافة للبدء بالتأسيس الصحيح للاعبينا، الاهتمام وتنظيم الدوري بصورة أفضل ووضع قوانين ومناهج لدوري الشباب وتكثيف الوحدات التدريبية ومراقبة عمل المدرّبين من قبل لجان خاصة كفوءة.

هذه كلّها عوامل ومنغّصات ساهمت مع أمور أخرى في تأخّرنا عن الركب العربي والآسيوي والعالمي لأننا لا نملك تأسيس وتدرّج صحيح للاعبينا ونهدر وندمّر مواهبنا الصغيرة بالضغوطات والإملاءات والخصوصيات والمنافسات والطلب بالفوز بأي ثمن وهذه طامة كبرى وجريمة لا تغتفر يقترفها مدرّبينا وإدارات فرقنا بحقّ شبابنا وأشبالنا وبراعمنا.

إن كرتنا ورياضتنا تفتقر لأبسط أدوات وقواعد وعناصر الانجاز مهما كان حجمه، والبُنى التحتيّة والروحيّة والنفسيّة التي نتعامل بها مع لاعبينا صغاراً وكباراً وسط الفوضى والتخبّط والعشوائية في قراراتنا الفرديّة وغير المدروسة وتتمّ بسبب منطق الغضب والزعل والعصبية التي تبدو على المُنتقدين.

(يتبع)