لطيف العاني 70 عاما في توثيق حياة العراقيين

Wednesday 24th of November 2021 11:25:34 PM ,
العدد : 5072
الصفحة : منوعات وأخيرة ,

علي لفته سعيد
يعد المصور الفوتوغرافي لطيف العاني الذي توفي الخميس الماضي 18 تشرين الثاني عن عمر ناهز 90 عاما، من طليعة المصوّرين إلى جانب مراد الداغستاني وإمري سليم وناظم رمزي، وقد تعرّض أرشيفه الذي كان محفوظًا في وزارة الثقافة العراقية بعيد الغزو الأميركي في 2003 للنهب والسرقة والتدمير.
ولد لطيف العاني في كربلاء عام 1932، وتوفي والده عندما كان صغير السن. بداياته مع التصوير الفوتوغرافي كانت عندما كان يساعد شقيقه الذي يملك محلا في شارع المتنبي ببغداد، وهناك تعلم المبادئ الأساسية للتصوير من صاحب محل تصوير اسمه نيسان، وفي عام 1947 اشترى له شقيقه أوّل كاميرا من نوع "كوداك".
عاصر العاني ملوكا ورؤساء حكموا العراق، وتعتبر أعماله الفوتوغرافية بمثابة ذكرى لكل الفترات الحديثة والقديمة من تاريخ العراق. وكانت أولى خطواته مع التصوير المحترف حين عمل مع مجلة "أهل النفط" عام 1954 ولغاية عام 1960، وكانت جزءا من وحدة التصوير الفوتوغرافي في شركة نفط العراق، وكان مكلفا بالتقاط صور لمظاهر الحداثة والتحوّل الصناعي في البلاد، مما جعله يجوب أنحاءها.
يقول الناقد الفوتوغرافي وأحد تلامذته الفنان الدكتور خليل الطيار إن الراحل "أحد ركائز تأسيسات الفوتوغرافيا العراقية بطبيعتها الجمالية وخروجها عن الأساليب التقليدية في إنتاج الصورة الفوتوغرافية"، ويعدّه من "الرعيل الأول المتشكّل من مراد الداغستاني وناظم رمزي وإمري سليم وكوفاديس وأرشاك وحازم باك، وبعض من معاصريهم المبدعين أمثال فؤاد شاكر وعبد علي مناحي وجاسم الزبيدي وعادل قاسم وآخرين". ويرى أن "هؤلاء عملوا على تحديث نمط التعاطي مع مفردات الواقع بعيدا عن التوثيق والتبليغ، وقدّموا صورةً تمتلك خطابها الجمالي، لينجحوا في تجليس الصورة ضمن أجناس السرديات الفنية والأدبية".
ويقول الدكتور صلاح حيدر إن "الراحل كان يعد سفيرا للصورة العراقية، وبرحيله تفقد الحركة الفوتوغرافية العراقية والعربية أحد روّادها وشيخا من شيوخها البارزين والمتميّزين الذين أفنوا شبابهم وحياتهم في تصوير وتوثيق الحياة العراقية بكل تفاصيلها وفي كافة المجالات". يؤكد حيدر أن رحيله كان "صامتا تاركا وراءه إرثا كبيرا وسيرة ذاتية ثرّة، تستحق الاقتداء بها من قبل المصورين الشباب"، ولفت إلى أن العاني كان يعشق الكاميرا، لذا كانت لا تفارقه من أجل توثيق كل مناحي الحياة العراقية من الشمال إلى الجنوب قبل أن يتحول الفوتوغراف للتقنية الرقمية وبرامج تحريرها". وعن آخر نشاطات الراحل، يذكر أنه عرض صوره بجناح كامل في معرض "باريس فوتو"، وهو أكبر معرض متخصص بالتصوير افتتح هذا الشهر، مضيفا أنه "أنجز فيلما عن حياته من قبل القائمين على المعرض، وشاءت الأقدار ألا يكون حاضرا".