رأيك وأنت حر: سُبل تعديل مسار الأسود

Tuesday 30th of November 2021 10:54:53 PM ,
العدد : 5076
الصفحة : الأعمدة , ممتاز توماس

ممتاز توماس

(2-2)

إن اناطة مهمّة التدريب للمدرّب البديل لديك ادفوكات المُبتعد أو المُبعَد الكابتن زيليكو بتروفيتش تعتبر خطوة صحيحة وليس لها بديل، لأن الثاني كان مدرّباً مساعداً مميّزاً لادفوكات وصاحبه في العديد من المهمّات التدريبية في الأندية والفرق العالمية، ولذلك سيكون أسلوبه مشابها بعض الشيء لأسلوب ادفوكات وأتمنى أن لا يفاجئنا بأسلوب أكثر تعقيداً على لاعبينا.

جاءت له فرصة بطولة كأس العرب في قطر لكي يُصحّح مسار ادفوكات والذي ربما أخطأ في كثير من الخيارات والتعامل مع لاعبينا وتعذّر بقلّة الوقت الذي يقضيه مع لاعبينا، وقبل كل منافسة للتصفيات ضد فرق مجموعتنا، وكذلك عملية اختياره أغلب لاعبي منتخبنا الوطني (عبر الأفلام والفيديوهات) ولم يتابع دورينا وفي النهاية حلّت الكارثة بالنسبة له ويتحمّل هو معظمها والاتحاد والإعلام والجمهور جزءاً بسيطاً منها، وربّما تفاجأ بمستويات لاعبينا البعيدة عن توقّعاته عندما قبل المهمّة الصعبة بوقتٍ مضغوط.
لقد كانت هناك دعوة باناطة مهمّة تكملة مشوار منتخبنا الوطني لمدرّب عراقي محلّي، ولكن هذه الدعوة كانت محفوفة بالمخاطر والمصاعب بسبب الخلافات والتقاطعات لأغلب مدرّبينا المرشّحين وتعامل المنظومة الرياضية معهم بأسلوب وتعامل غير اخلاقي ولا انساني ولا حضاري ممّا خلق فجوة بين المدرّبين المحلّيين المؤهّلين لقيادة منتخبنا لبقية التصفيات مع أمل ضعيف ووقت مضغوط وغير مشجّع.
أؤمن بأن هناك بعض من مدرّبينا الجريئين يستطيعون قيادة منتخباتنا الوطنية، ولكن سوء العلاقات وتهميشهم والتقليل من كفاءتهم وشأنهم من بعض القنوات الرياضية غير المحترفة وغير المهنية جعلت من مهمّة الاعتماد على مدرّب محلي في الوقت الحالي مستحيلة ناهيك عن العلاقات غير المتوازنة مع المنظومة الرياضية، وما صاحب ذلك من خلافات واتهامات وتجريح للبعض والتقليل من أهميتهم وكفاءتهم ( وهذه غير صحيحة ولا تنطبق على جميع المدربين) فما زال هناك مدرّبون أثبتوا خبرتهم وكفاءتهم في مهمّاتهم المختلفة، ولكن مع ذلك عرُضت المنظومة الرياضية عنهم  وحاربتهم وقلّلت من قدراتهم وامكانيّاتهم، فلذلك فقد الطرفان المصداقية.
مع الاسف ينادي الطرفان بالوطنية والولاء ويهاجم بعضهما الآخر، وهناك مدرّبين وأكاديميين يمتلكون الثقافة والمهنية والاحترافية، ولكن فقدوا الثقة بالمنظومة الرياضية وبعض الاعضاء قليلي الخبرة والبعيدين كل البعد عن الرياضة، ولا أودّ ذكر الاسماء لأن العلاقة قد ساءت بين العديد من مدرّبينا المحلّيين وبين الاتحاد والإعلام وأصبح من الصعوبة التقريب بينهما وحلّ الخلافات من دون تضحيات أو تنازلات!
لا أدري لماذا انتهت العلاقة بين أغلب مدرّبينا المحلّيين والمنظومة الرياضية لهذه الحالة المزرية وأحدهما لا يُطيق الآخر، هل تناسى الطرفان الوطن وسمعته؟ أنه الكبرياء والأنا والأنانية والتعالي والغرور والتسلّط  أنه الاعتزاز بالنفس وانعدام الثقة وغيره، لذلك تم اسدال الستار عن الاعتماد على المدرّب المحلّي الذى يمرّ بأسوأ حالاته وظروفه، وربّما في الوقت الحالي سيحتاج أحّدهما للآخر عندما تجنح الأمور نحو الأسوأ وللحالات الاضطرارية (خط رجعة) والذي أصبح بعيداً عن أجندات منظومتنا الرياضية والتي اصبحت تعادي كلّ مَن يقف في طريقها وينتقدها ويختلف معها في الإدارة والخيارات والقرارات.
يتطلّب الموقف الحالي لاتحادنا أن يكون صديقاً للمنتقدين الموضوعيين ونزيهاً مع كل طروحاتهم، ويحاول أن يُصحّح من بعض الأخطاء والتصريحات التي صدرت من بعض الاعضاء ويعتذر للجمهور وكلّ من ناله سوء الوصف من روّاد ومدرّبين وإدارة ولاعبين، وكذلك يتطلّب من بعض مسؤولينا في الاتحاد الابتعاد عن الفضائيات والبرامج الرياضة والمقابلات الصحفية والأخطر التصريحات غير المسؤولة ولا تعبّر عن رأي منظومة الاتحاد كمنظمة راعية وداعمة لرياضة كرة القدم.