بعـد اللقـاحـات والمتـحـورات... فايـروس كــورونــا إلـى أيــن؟

Monday 27th of December 2021 11:25:44 PM ,
العدد : 5094
الصفحة : عربي ودولي ,

 متابعة / المدى

بعد مرور عامين على بدء انتشار كوفيد- 19، وفيما تجتاح العالم موجة جديدة من الفايروس مع تفشي المتحور "أوميكرون"، لا يزال هناك أمل في أن يبدأ الوباء بالتلاشي خلال عام 2022، رغم أن الخبراء ينبهون إلى وجوب معالجة التباين في معدلات التلقيح عبر العالم.

يبدو الأمر وكأنه واقع بعيد المنال مع فرض دول قيودا جديدة لكبح تفشي أوميكرون، والحد من عدد الإصابات المتزايدة لتفادي الأوضاع التي سادت خلال الموجات السابقة من المرض. يقول رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "نواجه شتاء قاسيا آخر". لكنّ خبراء صحيين يقولون إننا مجهزون بشكل أفضل مما كان عليه الوضع قبل عام لمواجهة الوباء، مع وجود مخزون من اللقاحات والعلاجات الجديدة.

وأوضحت مسؤولة إدارة الوباء في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيركوف، للصحافيين، هذا الشهر: "لدينا الأدوات اللازمة التي قد تجعلنا نتغلب على الوباء. لدينا القوة للقضاء عليه في عام 2022"، لكن يجب استخدامها بالشكل السليم.

بعد عام من إطلاق اللقاحات الأولى، أعطيت حوالي 8.5 مليارات جرعة على مستوى العالم، والعالم يعمل الآن لإنتاج حوالي 24 مليار جرعة بحلول حزيران المقبل، وهي أكثر من كافية لجميع سكان الكوكب.

وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن نحو 67 في المئة من الأشخاص في البلدان مرتفعة الدخل تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، فيما حصل أقل من 10 في المئة عليها في البلدان منخفضة الدخل. وهذه التفاوتات وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها "فضيحة أخلاقية" قد تتعمق أكثر، إذ تسارع العديد من الدول إلى الاستحواذ على جرعات إضافية للاستجابة للمتحور أوميكرون.

تشير البيانات الأولية إلى أن أوميكرون، المتحور شديد العدوى الذي أحدث تفشيات جديدة حول العالم منذ اكتشافه في جنوب أفريقيا الشهر الماضي، أكثر مقاومة للقاحات من المتحوّرات السابقة.

وفي حين يبدو أن الجرعات المعززة تزيد مجددا مستوى الحماية، تشدد منظمة الصحة العالمية على أنه بهدف التغلب على الوباء، يجب أن تبقى الأولوية هي إعطاء الجرعات الأولى للأشخاص المعرضين للخطر في كل أنحاء العالم.

ويحذّر خبراء من أن السماح لكوفيد-19 بالانتشار من دون رادع في بعض الأماكن يزيد بشكل كبير من إمكان ظهور متحوّرات جديدة أكثر خطورة. لذلك، حتى مع قيام الدول الغنية بإعطاء سكانها الجرعة الثالثة المعززة، فإن العالم لن يكون آمنا إلى أن يتمتع الجميع بدرجة معينة من المناعة.

وقال مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين إن ظهور المتحوّر أوميكرون دليل على ذلك، موضحا: "لقد انتهز الفايروس الفرصة للتطور".

ويعتقد راين أن زيادة مستوى التلقيح يجب أن توصلنا إلى نقطة "يستقر فيها كوفيد- 19 بنمط أقل اضطرابا". لكنه حذّر من أنه إذا فشل العالم في معالجة مشكلة عدم المساواة في الوصول إلى اللقاحات، فما زال ممكنا أن يكون الأسوأ أمامنا.

لكنّ تغطية عالمية أفضل للقاحات قد تعني أن كوفيد-19، رغم أنه من غير المحتمل أن يختفي تماما، سيصير مرضا متوطنا نستطيع التحكم فيه إلى حد كبير مع تفشٍ موسمي أكثر اعتدالا سنتعلم طريقة التعايش معه، مثل الإنفلونزا، بحسب خبراء.

ويحذر خبراء من التفاؤل الزائد حول المؤشرات المبكرة على أن أوميكرون يسبب شكلا أقل خطورة من المرض مقارنة بالمتحورات السابقة، مشيرين إلى أنه ينتشر بسرعة كبيرة لدرجة أنه ما زال من الممكن أن يضغط على الأنظمة الصحية.

عن "ا.ف.ب"