حُزمة ضوء على الحدث الرياضي..مسحات الأسود في طهران تنبّه الفيفا عن التلاعب والتعسّف!

Saturday 29th of January 2022 11:15:22 PM ,
العدد : 5115
الصفحة : رياضة ,

 يُسلطها /علي المعموري

لم يكن أحّداً من المتابعين وحتى الشارع الرياضي بشكل عام يتوقّع أن يُحقّق منتخبنا الوطني نتيجة مختلفة عن تلك التي تحقّقت في ملعب آزادي عطفاً على ما قدّمه الفريق في آخر 10 مباريات رسميّة خاضها في التصفيات المؤهّلة الى مونديال قطر أو في بطولة كأس العرب التي أقيمت نهاية العام الماضي،

وبالتالي فإن مستوى ردود الأفعال على ما جرى كان بسيطاً ومتناسباً مع الصورة السلبيّة التي رسمها الجميع عن شكل وطريقة إدارة الفريق بعد أن تم تحديد الاسباب التي أدّت الى هذا التدهور المستمرّ وخصوصاً خلال هذه التصفيات مع التأكيد على أن تقارب مستوى فرق المجموعة وفّر لها فرصة ذهبيّة للمرور خلافاً لما حصل في المجموعة الثانية التي شهدت تنافساً شديداً نتيجة قوّة الفرق فيها.

استغلال الصلاحيّات

نعرف حدود امكانيّاتنا ونعلم أسباب تردّي مستوانا، ولا نريد أن نلقي بأسباب الخسارة أمام المنتخب الإيراني في خانة الاستفزازات التي تعرّض لها أفراد البعثة العراقية منذ أن وطأت أقدامهم أرض مطار طهران وحتى خروجهم من أرض المباراة، فتلك الاساليب تعوّدنا على مواجهتها عندما نتنافس مع المنتخبات في المنطقة، وليست جديدة، لكن الجديد الآن هو التعسّف في اتخاذ الاجراءات الصحيّة المتعلّقة بجائحة كورونا والمبالغة الشديدة في التمسّك بتطبيق البروتوكول الصحّي المُعتمد مُستغلّين الصلاحيات التي منحها الفيفا للدول باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية اللاعبين من العدوى إذ بموجب هذا البروتوكول تم أخذ مسحات كورونا لبعثة المنتخب بالكامل قبل أن تتسلّم إدارة الوفد نتائج تلك المسحات التي بيّنت إيجابية كل من اللاعبين ياسر قاسم ومناف يونس وأحمد جاسم مدرّب حراس المرمى إضافة الى المدير الإداري والمعالج ومحاسب المنتخب الأمر الذي أوجب ادخالهم الحجْر الصحّي وفقاً للبروتوكول المُعتمد.

شكوك عراقية!

بعد ظهور نتائج المسحات الطبيّة التي أثبتت إصابة لاعبين ومدرّب وإداريين، سارع الوفد العراقي للاعتراض على تلك النتائج مُشكِّكاً في دِقّتِها، ومُطالِباً بإعادتها، لكونها تتناقض مع آخر الفحوصات التي أجريت للفريق في بغداد قبل السفر والتي أثبتت سلامة البعثة بالكامل، إذ تمت إعادة تلك المسحات في مختبر آخر وتبيّن أنها سلبيّة أي خلاف ما تم تشخيصه قبل ساعات ما زاد من شكوك وفدنا حول إمكانيّة أن تكون تلك الأمور مقصودة!

مسلسل المسحات

لم يصل جميع اللاعبين الى طهران دفعة واحدة، إذ تخلّف المحترفون في الخارج عن السفر مع البعثة، وقد توافدوا تباعاً ومنهم لاعبي المنتخب في أوروبا الذين واجهوا مشكلة في الوصول الى طهران عبر تركيا بسبب سوء الأحوال الجويّة واغلاق المطارات ليضطرّ المدير الإداري الى معالجة هذه المشكلة بتحويل وجهتهم الى الخليج ومنها الى طهران، فالتحقوا بوقت متأخّر جداً.

ضحايا جُدد

على خلفيّة حجْر مناف يونس، قرّر مدرّب الفريق استدعاء سعد ناطق من بغداد لمعالجة النقص في مراكز اللعب غير أن ذلك الإجراء لم يكن ذي قيمة بسبب لعنة المسحات الايرانية التي أكّدت إيجابيّة فحص سعد ناطق وقبله المحترف في الدوري القطري أمجد عطوان إذ انظمّا الى قائمة المُبعدين الأوليّة.

ورطة كبيرة

في المحصّلة النهائية أمسى الوفد ليلته الأخيرة قبل المباراة وهو ينتظر الإذن الأخير للاعبين الذين تمّ فحصهم قبل يومين، وكانت النتيجة سلبية حتى فوجئوا باضافة أربعة لاعبين جُدد لقائمة المُبعدين بسبب كورونا وهم شيركو كريم وحسين علي ومصطفى ناظم وحسين جبار ليصبح عدد المُبعدين ثمانية وليجد مدرب المنتخب الوطني زيليكو بيتروفيتش نفسه في ورطة كبيرة!

دور الفيفا

متى ينتبه الفيفا الى قضية التلاعب بالمسحات الطبيّة، ويعيد النظر ببرنامج "الفقاعة الطبية" الذي يُطبّق بتعسُّف من قبل الدول المضيّفة، ويضع بدائل مُنصفة أو على الأقل لجان مُحايدة تُبعد الشُبهات والتشكيك خصوصاً نحن في ظلّ أوضاع بدأ فيها العالم مرحلة التعايش مع الوباء والتخلّي عن الكثير من الاجراءات التي طبّقت في العامين الماضيين؟ سؤال تبلور بعد التشكيك في مصداقيّة المسوحات الإيرانية وربّما حصل ويحصل هذا الأمر في بلدان وبطولات أخرى لذا نجد من الضروري أن يقوم الفيفا بانتداب مختصّين في مجال الصحّة من بلدان محايدة على غرار ما يفعله مع الطواقم التحكيميّة تشرف على معامل تشخيص الامراض في الدول المضيّفة وهو إجراء قليل التكلفة وبسيط التنفيذ لدرء التشكيك واللغط هنا وهناك.

بصريح العبارة :بالرغم من أن البروتوكول الصحّي الذي أوجبته جائحة كورونا، يُطبّق على جميع الفعّاليات الكروية، إلا أن بلدنا من أكثر البلدان تضرّراً من تطبيقاته، لأننا نلعب دائماً خارج الأرض فنكون هدفاً لمآرب المنافسين، وعليه فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم مُطالب بإيجاد حلول حقيقيّة تقلّل الضرر وتقرّب العدالة من الجميع.