الموقف من الحلبوسي يتسبب بأزمة في امتداد

Tuesday 1st of February 2022 12:10:06 AM ,
العدد : 5117
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ حسين حاتم

أزمة جديدة برزت في ظل المشهد السياسي المعقد، تمثلت باستقالة أحد أعضاء "امتداد" من عضوية الحركة المدعومة من قبل أوساط النواب المستقلين في البرلمان والناشطين والمتظاهرين، معللاً استقالته بتصويت أعضاء الحركة لصالح تسمية محمد الحلبوسي رئيساً للبرلمان خلال الجلسة الأولى للمجلس، معتبرا ذلك عكس التوجهات التي أعلنت عنها الحركة، وفق تعبيره.

وأعلن غسان الشبيب، وهو نائب عن محافظة بابل، في منشور عبر صفحته على "فيسبوك"، استقالته من كل مواقعه في حركة "امتداد"، مبينا أن "هناك من يريد خلق دكتاتورية داخل الحركة وعدم احترام إرادة من صوتوا للنظام الداخلي"، مستدركا "نحن كسياسيين نعلم تماماً أن السياسة هي فن المساومة والتسوية، وهكذا علمونا في الدراسة الأكاديمية، لكن السياسة يجب أن لا تكون سفالة وتخلياً عن المبادئ والقيم وضرب الثوابت ونكث العهود وخيانة الأمانة". فيما أكدت حركة" امتداد" ان انسحاب الشبيب لا يمثل سوى خلافات شخصية سابقة أثيرت في الوقت الحالي لزعزعة الثقة بين أعضاء الحركة.

ويرى مراقبون للشأن السياسي أن استقالة الشبيب قد تفتح الأبواب لاستقالات أخرى لا تقتصر على حركة "امتداد" فقط، مشيرين في الوقت ذاته الى أن تصويت أعضاء الحركة يصب في صالحهم "لترطيب الأجواء بين المعارضة ورئاسة البرلمان".

ويقول الباحث بالشأن السياسي علي البيدر في حديث لـ(المدى)، إن "استقالة غسان الشبيب تدل على انه ليست هناك رؤية موحدة وثمة قلة وعي سياسي داخل الحركة والبرلمان". وأضاف البيدر، أن "مسألة التصويت على رئيس البرلمان محمد الحلبوسي تعتبر من الإيجابيات وليس العكس، لترطيب الأجواء بين حركة امتداد ورئاسة البرلمان التي من الممكن ان ترد الجميل بالخطوات التي تقدم عليها حركة امتداد خلال الفترة المقبلة في الجانب الرقابي والتشريعي".

وتابع الباحث بالشأن السياسي، "كتلة المعارضة قد لا تستمر طويلا بسبب غياب الرؤية الموحدة والابتعاد عن العمل وفق ستراتيجة معينة".

واشار البيدر الى ان "حالة من فقدان الثقة بدأت تطفو على المشهد السياسي"، متوقعا "تقديم استقالات وانسحابات جديدة بسبب مواقف سياسية أخرى ورغبات شخصية تحدث نتيجة مواقف ومشاحنات (...)".

ومضى الباحث في الشأن السياسي بالقول، إن "فكرة الإصلاح مرهونة بموقف المعارضة وهي اختبار حقيقي لقوى تشرين التي يفترض ان تصمد أكثر وتواجه العقبات كافة التي تقف امامها". بدورها، ردّت الحركة في بيان، على لسان عضو كتلة "امتداد" في البرلمان محمد نوري، قائلا: "هناك جهات خارجية وأخرى داخلية مغرضة تشن حملة ضد الحركة وغايتها زعزعة إرادة الناخب للحركة وإيهامه بانحرافها عن مبادئها بخدمة العراق من خلال التصويت إلى قاتليهم"، مستدركا، "لم ولن نشترك في المحاصصة المقيتة التي أضاعت البلد".

من جهته، قال النائب المستقل سجاد سالم، عبر صفحته على "فيسبوك"، إنه "ليس متفقاً مع الهجمة التي طاولت الكتلة بسبب خيار سياسي اتخذته"، لافتا الى أن "هناك مسافة بين السياسة وبين ما يريده الجمهور، وفي السياسة قرارات مؤلمة يجب اتخاذها وتبريرها منطقياً أفضل من إنكار الحدث برمتهِ والتنصل منه".

وتابع: "هذا الحدث يجب أن يكون عبرة لبعضكم وأن يكف بعضكم عن العداء غير المبرر للنواب المستقلين الآخرين الذين تم استعداؤهم واستهدافهم لأسباب غير مبررة من قبلكم".

الى ذلك، يقول مصدر في حركة امتداد رفض الكشف عن اسمه لـ(المدى)، إن "غسان شبيب لا يعد نائبا ضمن أعضاء الحركة وانما هو عضو مكتب سياسي وقد انسحب قبل شهر من موعد الانتخابات، والاستقالة جاءت إثر خلافات شخصية".

وأضاف المصدر، إن "الاتهامات التي وجهت عارية عن الصحة"، مبينا أن "كل من يريد الخروج من حركة سياسية يوجه اتهامات عدة لهم".

واشار الى، أن "توقيت الانسحاب تمثل بطموح شخصي على حساب تسقيط حركة امتداد امام جمهورها، والأحزاب المعادية لها".