مواقف التنسيقي ضد أربيل تهدد بـ انكماش جديد في الأزمة السياسية

Tuesday 15th of March 2022 12:05:29 AM ,
العدد : 5146
الصفحة : سياسية ,

 الكاظمي يصل كردستان مع وفد أمني رفيع والتزام بالحلول الدبلوماسية

 بغداد/ تميم الحسن

اقامت أطراف في الإطار التنسيقي حفلة "اتهامات" و"تنكيل" بإقليم كردستان على اثر القصف الايراني على مدينة اربيل، فيما التزمت جهات اخرى داخل التجمع الشيعي الصمت.

واستغلت تلك الاطراف الفرصة لـ"تصفية الحسابات" مع الاقليم، واتهامهم برعاية "جماعات إسرائيلية" و"تهريب النفط".

ويتوقع ان هذا التصعيد الذي لم يحمل ادانة واحدة ضد إيران من جهة "التنسيقي"، ان يؤدي الى عودة حالة "الانكماش" في الملف السياسي بعد تفاؤل حذر جرى خلال اليومين الماضيين.

وستزيد هذه المواقف حالة التوتر بين "التنسيقي" ومقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الذي دافع بشدة عن اربيل ورفض "تركيع" عاصمة الاقليم، بحسب وصف الاخير.

والتقى أمس، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني عقب وصول الاول الى اربيل برفقة وفد أمني رفيع.

وبحسب محما خليل، النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ان زيارة الكاظمي "هي دعم لأمن الاقليم وامن كل العراقيين".

واضاف خليل: "وفق الدستور ان الحكومة هي المسؤولة عن سيادة البلاد ويجب ان تقوم بواجبها".

الكاظمي كان قد أكد عدم السماح بتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات الخارجية، قبل ان يصل صباح الاثنين، بطائرة عسكرية الى الاقليم مع وزيري الدفاع والداخلية.

تعمق الأزمة

وتراجعت حظوظ الكاظمي خلال اليومين الماضيين، بعد سطوع نجم ابن عم مقتدى الصدر، جعفر الصدر، في الحصول على منصب رئيس الوزراء المقبل.

وخلطت على ما يبدو، الصواريخ التي استهدفت اربيل فجر الاحد، الاوراق وعمقت الازمة بين القوى الشيعية وقد تعيد رئيس الوزراء الحالي الى الصورة مرة اخرى.

ويقول غالب الدعمي وهو باحث في الشأن السياسي لـ(المدى) ان "هذه الصواريخ لم توجه الى مقرات اسرائيلية بحسب ما تزعم ايران، بل الى التحالف الثلاثي".

ودعا الدعمي كل من يبرر تلك الهجمات بحسب مسمى مهاجمة جهات اجنبية الى "مراجعة وطنيته وعراقيته".

وكان الانفراج البسيطة في الازمة السياسية المندلعة منذ الانتخابات التشريعية في تشرين الاول الماضي، قد عادت الى المربع الاول، بعد اشتراطات من الإطار التنسيقي.

واعتبر الاتصال النادر الذي اجراه الصدر مع زعيم دولة القانون نوري المالكي، نهاية الاسبوع الماضي، بانه تحول في الازمة والذهاب الى الحل.

لكن المواقف الاخيرة لـ"التنسيقي" من حادثة اربيل قد تعمق الازمة، خصوصا وانها (التنسيقي) بدت وكأنها تبرر الهجوم الذي تبناه الحرس الثوري الايراني بحجة قصف مراكز اسرائيلية.

مواقف "التنسيقي"

وأصدر الاطار التنسيقي بياناً جاء فيه "ضرورة تقديم الايضاحات على وجه السرعة من قبل المسؤولين المعنيين وتشكيل لجان تحقيقية برلمانية وحكومية لبيان الحقيقة ولمنع استخدام الارض العراقية للاعتداء على دول الجوار وعدم السماح لأي طرف بخرق السيادة العراقية من خلال رفع الذرائع وغلق جميع منافذ التدخلات الخارجية بالشأن الداخلي العراقي".

وقبل ذلك، ادان حيدر العبادي، رئيس الوزراء السابق الهجوم دون الاشارة الى إيران، فيما هاجم نواب قيس الخزعلي، زعيم عصائب اهل الحق كردستان.

حسن سالم عضو العصائب والنائب السابق قال تعليقا على الهجوم: "الصواريخ العلوية التي دكت اوكار الصهاينة في المركز التجسسي اثلجت قلوب المؤمنين وكشفت الخونة الذين سمحوا لهم بالتمركز بأرض عراقية".

اما احمد الموسوي النائب عن نفس الكتلة قال ان "من يتباكى اليوم على (قصف اربيل) عليه ان يتذكر الوجود العسكري المشين للقوات الأجنبية".

بالمقابل ذهبت النائبة عن العصائب سهيلة السلطاني الى منحى آخر، واتهمت كردستان بـ"تصدير النفط بصورة غير شرعية" و"دعوات الانفصال" في تبرير الهجوم.

وقالت السلطاني ان "تصدير نفط العراق بصورة غير شرعية ودعوات الانفصال التي يطالب بها الاكراد (...) هي اثبات لعدم احترام السيادة العراقية من الجانب الكردي".

ونشرت كل تلك التصريحات في الموقع الرسمي لكتلة صادقون النيابية وهي ممثلة "العصائب" في البرلمان.

كذلك نقلت وكالة تابعة لـ"العصائب" تصريحات لقائد محور الشمال في الحشد الشعبي علي الحسيني وهو يدافع عن حق ايران في قصف اربيل.

وبحسب الحسيني نقلا عن الوكالة ان "قصف أربيل بالصواريخ هو رد طبيعي من الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي قدمت شهداء اثنين في سوريا".

وأشار القيادي في الحشد إلى أن ما حصل في أربيل "هو رد باعتقادهم (ايران) على موقع فيه تواجد أمريكي أو أجنبي، وهو من حقهم الرد على الكيان الصهيوني في أي نقطة".

وتقيم بعض دول الخليج ومنها الامارات علاقات دبلوماسية عالية المستوى مع اسرائيل وهي قريبة من إيران مثل العراق بحسب مراقبين.

وبدلا من ان تقطع طهران علاقاتها مع ابو ظبي، قامت خلال الاشهر الماضية برفع مستوى العلاقات الخارجية، وزارت شخصيات رسمية رفيعة الجمهورية الاسلامية.

كذلك تتواجد فصائل ايرانية في دمشق منذ الحرب السورية، والاخيرة لديها حدود مشتركة مع اسرائيل ورغم ذلك لم تستخدم طهران تلك الاراضي للهجوم على تل ابيب.

إيران تبرر

ونشرت ايران امس تصريحا جديدا، دافعت وبررت الهجوم بانه يستهدف مراكز اسرائيلية في اربيل، رغم انها كانت قد نفت سابقا مسؤوليتها عن الحادث.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، خطيب زاده، انه "حذرنا السلطات العراقية بأن لا تصبح حدودها مكاناً للتآمر على بلادنا".

واشار زاده في مؤتمر صحفي إلى أنه "لا نقبل أبداً أن تتحول إحدى دول الجوار لمركز للتآمر على بلادنا وإرسال الإرهابيين".

وسقطت الـ12 صاروخا "بالستيا" على بنايات ومناطق سكنية في شرقي اربيل وتعرضت قناة اخبارية محلية الى اضرار بالغة.

العراق يلتزم بالقنوات الدبلوماسية

ويصر العراق على اللجوء الى القنوات الدبلوماسية لحل الازمة، ويقول محما خليل وهو نائب في البرلمان لـ(المدى): لدينا الامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة العمل الاسلامي التي يمكن ان نلجأ لها للشكوى ضد ايران.

وسلمت وزارة الخارجية يوم الاحد، رسالة احتجاج الى السفير الايراني في بغداد ايريج مسجدي، بعد ان استدعته الى مبنى السفارة، ضد الهجوم على اربيل.

وكان مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، قد دعا الى الاحتجاج امام الامم المتحدة، بعد ان دافع عن اربيل وقال في تغريدة يوم الاحد، ان الاخيرة "لن تركع الا للاعتدال والاستقلال والسيادة".

وتعرضت اربيل في مطلع العام الحالي الى عدة هجمات صاروخية، كانت من توقيع فصائل مسلحة.

ويضيف النائب محما خليل "سيكون للعراق رد على ذلك العدوان الاخير بعد اكتمال نتائج التحقيق واخذ رأي مجلس النواب الذي دعا الى جلسة طارئة لتدارس الموقف".