فشل فك الحصار عن قوة بريطانية استهدفت العشائر في الرارنجية

Sunday 27th of June 2010 04:30:00 PM ,
العدد :
الصفحة : ملحق ذاكرة عراقية ,

علي الكنانيثورة النجفلا نريد ان نستبق الاحداث فنغفل عن البدايات الاولى التي سبقت الثورة والتي كان لها الاثر الفعال في تاجيجها في نفوس الاهلين وكان ذلك في عام 1918 في مدينه النجف الاشرف عندما بدا حاكمها السياسي المدعو وليم مارشال)

 بتوجيه الاهانة والاساءة لابنائها وعبث جنوده باموال وحقوق الناس فادي ذلك الي تجمع بعض الثوار في اماكن منعزله لاعداد خطة هجومية على مقر الحاكم السياسي والقضاء عليه. وفعلا تم ذلك ليلا, وكان رد فعل السلطات الانكليزية هو فرض الحصار على مدينة النجف واستمر اكثر من اربعين يوما واصدار احكام جائرة بحق بعض الثوار واجلاء اخرين الى جزر الهند في محاولة من السلطة في ارهاب الاهالي واضعاف عزيمتهم على طلب الاستقلال واستمر الحال هكذا لتجميع الاراء والاعداد للقيام بثورة عارمة تكتسح الطغيان الانكليزي واجباره على الرضوخ لارادة الجماهير واستغرق ذلك منذ احداث النجف سنتين تقريبا.ولمعرفة الأسباب التي أدت إلى الثورة كان لابد إن نلتقي بأحد مؤرخيها البارزين والذي عاصر احداث الثورة منذ بداياتها ونشر أحداثها بشكل واف في كتابه الثورة العراقية الكبرى إنه المؤرخ الراحل عبد الرزاق الحسني الذي التقيته في عام 1978 في بيته فحدثني عن ذلك قائلا : إن هناك أسباباً كثيرة ومختلقة تختلف باختلاف الزمان والمكان ولكل كاتب رأي في أسباب هذه الثورة. ولكن هناك أسباب اتفق عليها المؤرخون فمنها مباشرة وأخرى غير مباشرة وهي كما يلي :1- إن الحلفاء الذين أعلنوا في مناسبات عديدة إنما هم يقاتلون أعداءهم الألمان و(الطليان) وغيرهم ليحرروا الشعوب المضطهدة من نير الاستعمار ويمنحوهم حقوقهم السياسية والاجتماعية والقضائية فخدعوا العالم بهذه الوعود الكاذبة. فلما انتهت الحرب وجاء وقت تقسيم الغنائم على المنتسبين وجدوا إن الوعود التي وعد بها الحلفاء الشعب العربي ما هي الا حلم من الاحلام ولعبة سياسية الغرض منها الحفاظ علي مصالحهم وكسب الحرب فذهبت وعودهم أدراج الرياح 2- سلوك الجيش البريطاني الذي احتل العراق في غضون الحرب العالمية الأولى كان سلوكا شائنا مع الاهالي الذين لم يعتادوا مثل هذا السلوك والسكوت على تحرشاتهم واعتداءاتهم على المارة فكانوا ياخذون دورهم بالاكراه وبأجور زهيدة يحددونها هم لاستخدامها لاغراض سكنهم. هذا بالاضافة الى الضرائب القاسية والتي شملت حتى عبور الجسر الى الضفة الثانيه وكذلك كانوا يجمعون بالقوة التبرعات من الاهالي لاسباب مختلفة فمنها مثلا : لتشييد تمثال في بغداد للجنرال (مود) القائد العام لجيش الاحتلال البريطاني وتارة لاعطائها الي اسري الحرب الانكليز وثالثا ورابعا. هذه الامور كلها كانت متنافية مع الوعود من جهة ومع اخلاق وعادات العراقيين من جهة اخري 3- علماء الدين وزعماء القبائل كانوا سببا اخر في تأجيج نار الثورة في نفوس المقاتلين وحمل السلاح بوجه الغزاة بعد ان وجدت هذة العشائر في نفسها الاهلية الكامله للمشاركة في الثورة والالتزام بأوامر زعمائهم من جهة اخرى. 4- الثورة العربيه في الحجاز والثورة في مصر وكيف كان الفلاحون المصريون يقاتلون بشجاعة، الجنود الانكليز ويذيقونهم الهزائم وقد حفزت هذه الإعمال في هاتين الثورتين الشعور الوطني في نفوس العراقيين والوقوف بوجه الطغيان البريطاني ومطالبته بالخضوع لإرادة ومطاليب الشعب. ضربات متلاحقة- ان الذي اضعف الانكليز وافقدهم السيطرة على المعركة هو الضربات المتلاحقة من جبهات القتال المتعددة والمتوزعة على مساحة العراق من الشمال وحتى الجنوب والبالغ عددها كما يذكرها الاستاذ الحسني في كتابه الثورة العراقية الكبرى (اربع عشرة جبهة) وسنذكر من احداث هذه الجبهات حادثتين مكملتين لبعضهما وبارزتين وهما حادثة معركة الرارنجية والحادثة الثانية هي حادثة جسر الكوفة واغراق الثوار للباخرة الانكليزية فاير فلاي اما الحادثة الاولى (الرارنجية) والتي وقعت بين الحلة والكفل فهي حادثة مهمة كما يقول المؤرخ الحسني - حيث كان الجيش البريطاني يعتمد رجلا اسمه ابراهيم السماوي فطلبوا منه ان يقوم بارشاد وحماية القوة العسكرية والبريطانية التي تنوي المبيت بارضه لتواصل سيرها في اليوم الثاني الى الكوفة لفك الحصار الذي ضربه الثوار على قطعاتهم هناك فاستيقظ ضمير هذا الرجل وابت عروبته ان يمد يده الى اعدائه فاستغل فرصة نومهم ودعا اصحابه واخبر كذلك الثائر مرزوك العواد وغيره من الاقطاب للالتفاف بشأن القوة والقضاء حول عليها وقد اسر الثوار قسما من الجنود وأرسلوهم الى خان الشيلان في النجف كما انهم غنموا مدفعا من عيار 18 بونداً استعملوه في ضرب الباخرة فاير فلاي في الكوفة ومن الجدير بالذكر ان واقعة الرستمية مونت الثوار بكل احتياجاتهم من عتاد وذخيرة لمدة طويلة اضافة الى السلاح الذي غنموه في العارضيات مما كان سببا في قلق السلطات البريطانية ومنهم (المسز كيرترودبل) السكرتيرة الشرقية لديوان المعتمد السامي البريطاني والتي كانت توصل الاحداث الى اسيادها في بريطانيا عن طريق رسائل تكتبها الى والدها وقد لعبت هذه المرأة دورا مهما في المناورات السياسية والتجسسية خلال دخول الانكليز العراق وكان ومن