باختصار ديمقراطي: مهدّئات الاتحاد مع الاستغفال!

Monday 4th of April 2022 11:40:31 PM ,
العدد : 5159
الصفحة : الأعمدة , رعد العراقي

 رعد العراقي

حين يسلبك أحّدهم فرحتك عن سابق إصرار لابدّ أن تقف له بالمرصاد وتتبع كل نواياه ثم تجنّب أن ترحّب به في منزلك أو تدعه يحتلّ قلبك وضميرك بقناعٍ جديد حتى لا يعود مرّة أخرى فيغتال ابتسامتك أو يجرج كبريائك.

ذلك بكل بساطة ما أفرزته سياسة المجاملات، وعبقرية العلاقات الواهنة، وفوضى العمل الإداري الذي لا يستند الى الواقعيّة وقوّة الحجّة وسُلطة القانون بغية الوصول الى الهدف بثقة لا تزعزعها أهواء الآخرين ومزاجيّة المُغرضين فكان الحظر، وتمدَّد، وربّما سيستمر حاكِماً بقبضتهِ على ملاعبنا الى أجلٍ غير معلوم، وسنبقى نحن أيضاً نحلم ونسترجي المواقف لتحقيق وعود رفعِه نهائياً!

الصورة المؤلمة لرئيس الاتحاد الدولي جياني انفانتينو ومعه رئيس اتحادنا عدنان درجال في لقاء على هامش اجتماع الكونغرس في الدوحة، وهما في قمّة السعادة وتشابكت يديهما تعبيراً عن عُمق العلاقة وتوافق الرؤية بينهم، هذه الصورة عادت بنا الى مشاهد سابقة في مناسبات مختلفة بين الرجلين بذات التعبير والمعنى وخدعت في حينها ابصارنا وتلاعبت بهواجسنا نتائج ما أفرزته تلك اللقاءات من إشارات ضمنيّة وتصريحات علنيّة بأصرار فيفا على إنهاء ملف الحظر مع حزمة وعود بتشريف انفانتينو لزيارة العراق لنكتشف لاحقاً زيف كل تلك الإدّعات وأن ما تنقله الكاميرات ما هي إلا مُهدّئات لغضب الشارع الكروي الناقم على أساليب الفيفا وضُعف اتحاد الكرة الذي افتقد حكمة الرأي والتصرّف وضيّع الوقت في مُسايرة من استسهل عليه خداعه كل مرّة!

أربعون مليون عراقي كانوا يستحقّون إحتراماً أكثر لمشاعرهم التي جُرحت بقرار نقل مباراة العراق والإمارات يوم 16 آذار 2022 خارج العراق بعد أن تزيّنت بغداد بمظاهر الفرح وهيّأت مضايف الترحيب والكرم لاحتضان الأشقّاء إيذانا بإنهاء ملف الحظر الكروي بدلاً من الافراط بصور السعادة والارتياح والقبول بحجة (الأمر الطارىء الذي لم يكن بالحسبان)! مثلما صرّح به رئيس الاتحاد الدولي من دون أن يتكلّف بإيضاح وتفسير ما هية الأمر الطارىء الذي أصبح ذريعة جاهزة ومسجّلة خصيصاً للعراق دون غيره من دول بعضها تعيش الفوضى والشغب وأخرى تتعرّض باستمرار لنيران الهجمات والإرهاب!

لا نريد أن نُستغفل مرّة أخرى ونحن نستمع لوعود جديدة بنيّة إنهاء الملف مع رشّة بهارات بالارتقاء بجميع الجوانب الداعمة للكرة العراقية برغم أنها مسؤولية واجبة عليهم وليس فضلاً أو امتيازاً، في وقت نبّهنا عبر المدى لأكثر من مرّة على ضرورة أن تركّز جهودنا نحو الذهاب الى الدوحة ومحاولة إدراج ملفّ الحظر على جدول أعمال الكونغرس 72 عبر أبواب القنوات الرسمية، وتجهيز ملف متكامل مقترن بالأدلة التي لا تقبل التأويل باستقرار الوضع الأمني وتعضيد كل الخطوات بدعم الشخصيّات المؤثّرة دولياً والقنوات الدبلوماسية لانتزاع قرار نهائي وباتٍّ برفع الحظر بلا رجعة أو تلاعب بالألفاظ بدلاً من الركون إلى اللقاءات البروتوكولية الشكليّة والمجاملات الفارغة التي أوصلتنا الى ما نحن عليه، ولم يستفد منها غير المُطبّلين ودعاة السوشيال ميديا ممّن وضّفوا مأساة الكرة العراقية لرفع عدد متابعي حساباتهم واقتناص الشهرة الزائفة.

باختصار، لا مجال لترقيع المواقف والقبول بقرار ترضية بالموافقة الشفوية على إجراء بعض المباريات الودّية عبر استغلال الوقت، ووضع خطّة شاملة تتضمّن الخطوات القادمة التي ينبغي العمل بها بجميع الاتجهات من استضافة البطولات والمنتخبات الكبيرة، وتجهيز الملاعب بوسائل متقدّمة تضمِن أعلى درجات الأمن والانضباط، وتسخير وسائل الإعلام لحملة الترويج للوضع الأمني المستقرّ والاستعانة بالجهد الحكومي للتحرّك دبلوماسياً، مع الاستفادة من البروتوكولات التي عقدتها اللجنة الأولمبية لضمان الدعم والمساندة، والأهم أن نحمل هذا الملف ونضعه بين أيدي الجهة المسؤولة التي تمتلك سلطة القرار الفعلي بعيداً عن الابتسامات ومظاهر الودّ الخادِعة!