أكرم سلمان يوجّه انتقادات موضوعية لاتحاد الكرة: على مستشاري درجال ألاّ يورّطوه فـي صفقة شبيهة لندم أدفوكات!

Wednesday 11th of May 2022 11:54:50 PM ,
العدد : 5181
الصفحة : رياضة ,

 أنا الأب الشرعي لإنجاز آسيا 2007 .. وحكيم افتقد كلمتين لفكّ الشفرة الهندية!

(2-2)

 بغداد / إياد الصالحي

أعرب مدرب منتخبنا الوطني الأسبق أكرم سلمان، عن حزنه لاستمرار اتحاد كرة القدم برئاسة عدنان درجال في تخبّطه وإصراره على اختيار أحد المدربين الأجانب من المستوى العالي للعمل مع منتخب لا يمتلك لاعبين من المستوى نفسه، مؤكّداً أن عليه البدء بالتخطيط الشامل مع جميع العناصر، وخاصة الفئات، وصولاً الى تقسيم الدوري خمسة أقسام وتنظيمه بعد ثلاث سنوات دوري المحترفين حال تمتّع الأندية المشاركة بالاستقلالية التامة عن مؤسّساتها.

وقال سلمان في حديثه لـ"المدى" :برغم الأحداث عاشها العراق بعد عام 2003، كنا أوّل من طبّق التخطيط الشامل، فقد زارني الكابتن حسين سعيد رئيس اتحاد كرة القدم الأسبق في بيتي، بعد فوزه بالانتخابات عام 2004، وقال نحتاج إلى خبرتك للعمل في لجنة منتخبات تضع أسسها وواجباتها وتُبيّن احتياجاتها بتقرير مفصّل، فقلتُ له .. كابتن لا أستطيع أن أنفرد بالعمل في ظلّ وجود عمو بابا وأنور جسام بعيداً عن اللجنة.. هذا أمر مُخجل! ووقتها كانت علاقة عمو بابا رحمه الله وجسّام بسعيد متوترة، ومع ذلك لم يكن أمام الأخير سوى مصلحة الكرة العراقية، ووافقني الرأي بضمّهما للجنة، فاتصلتُ بهما، وحضرا، وجلسنا على طاولة المناقشة بحضوره مع ناجح حمود، كلجنة خماسية تدارست وضع اللعبة من جميع الأوجه، وخرجنا بتوصيات مهمّة استهدفت بناء قاعدة الفئات وصولاً الى تشكيل منتخب وطني قوي تمكّن لاحقاً من أحراز بطولة كأس آسيا عام 2007 في جاكرتا لأول مرّة في تاريخ العراق، وأنا أعد نفسي الأب الشرعي لهذا الإنجاز، أقولها بفخر كوني أعددتُ الفريق لمدة سنتين كاملتين وكنّا قريبين من الحصول على كأس الخليج 18 وكأس غرب آسيا الرابعة عام 2007، وكل ذلك بفضل التخطيط الشامل من دون عشوائية كما يحصل اليوم".

مشاركة هزيلة!

وأضاف :"عمل اتحاد كرة القدم برئاسة عدنان درجال فيه مضيعة للوقت والمال، بدليل أن التعاقد مع المدرب الهولندي ديك أدفوكات ثم زميله المونتينيغري زيليكو بتروفيتش استنزف الميزانية آلاف الدولارات التي ضاعت في مشاركة هزيلة في تصفيات كأس العالم قطر من 2 أيلول 2021 إلى 29 آذار 2022، وخرج منتخبنا منها بأداء ضعيف لا يمت بصلة لتاريخه أو حتى ما قدّمه مع السلوفيني سريتشكو كاتانيتش بالرغم من مؤشّرات سلبية كثيرة حول أسلوب قيادته المنتخب".

لو فطِن مسعود

ولفت إلى أنه "لو فطِن اتحاد الكرة السابق برئاسة عبدالخالق مسعود - شافاه الله من وعكته الصحية التي ألمَّتْ به قبل أيام- ومعه الهيئة التطبيعية التي تلت بعد استقالة اتحاده، لو فطِنا إلى تسمية مدرب وطني بمعيّة كاتانيتش واستمرّا الى نهاية تصفيات المونديال، لكان الفرق كبيراً في الأداء والنتائج، وربّما توفرت فرصة أفضل لمنتخبنا بالتأهّل مباشرة أو اللعب في الملحق".

فوضى اللجنة

وبخصوص العدد المقترح لإدارة لجنة الخبراء والأكاديميين، قال "أرى أن العدد لا يزيد عن ستة اشخاص من ضمنهم رئيس الاتحاد عدنان درجال، بشرط أن يستمع لكل مقترح وملاحظة ونقد يطرح من قبل الأعضاء الخمسة، فوجهات نظر السبعة عشر عضواً كثيرة وتضيّع الهدف من تشكيل اللجنة لتطوير الكرة العراقية مثلما ينبغي العمل لذلك، كي لا ينشغل رئيس الاتحاد بترجيح رأي فلان وتهميش رأي علان، أو يؤيدون مقترحه وإن كان خطأ لأنه الرئيس، هذه فوضى لن أشارك فيها".

المدرب الأجنبي

وحذّر سلمان بأن "كارثة اتحاد الكرة هو تفكير درجال بكيفية تسمية مدرب أجنبي عالي المستوى، وهو يعلم بإيمان راسخ أن كرتنا تعاني حالها حال البلد من تناقضات كثيرة، فالقاعدة التي مرّضها سرطان التزوير تشافتْ خلال الفترة الأخيرة من قيادة اتحاد عبدالخالق مسعود بوضع ضوابط صارمة في اختيار اللاعبين الجُدد وتمكّنت منتخبات الأشبال والناشئين والشباب والأولمبي من تحقيق مشاركات إيجابية في بطولات العرب وآسيا، لكنها بعيدة عن التتويج وإظهار لاعبين سوبر مثل أحمد راضي وسعد قيس وحبيب جعفر وناطق هاشم رحمه الله، نحن بحاجة الى سنوات أخرى لاكتشاف هكذا لاعبين يعزّزون صفوف المنتخب ويستطيع أي مدرب أجنبي أن يعدنا بصناعة الانجاز معهم".

تدنّي العروض

وذكّر :من الخطأ أن يتعاقد اتحاد الكرة مع مدرب عالي المستوى لعدم وجود الأدوات ذات الكفاءة العالية التي تساعده على النجاح، فكثير من المحلّلين والصحفيين عندما يتحدثون في برامج الرياضة يؤكّدون على ضُعف منافسات الدوري الممتاز ولاعبين ومدربين، وهي بطولة المستوى الأعلى ضمن تصنيف مسابقات الكرة في العراق، فماذا يفعل المدرب الأجنبي سوى أختيار أفضلهم والذهاب بهم إلى البطولة؟ أكيد النتائج ستكون سلبية على غرار ما شهدناه من تدنّي عروض المنتخب منذ خمس سنوات تحديداً".

تطوير القاعدة

وقال مدرب المنتخب الأسبق :"أولى مهام اتحاد الكرة هي تطوير القاعدة من لاعبين ومدربين، وتهيئة أكثر من منتخب يضم لاعبين مميّزين يتنافسون على مراكز المنتخب مثلما مررنا بتجربة استثنائية في تصفيات كأس العالم 1986حيث أقترح الملاك البرازيلي الذي تم التعاقد معه أن يجلس في مقصورة ملعب الشعب الدولي ليشاهد تباري أربعة منتخبات (A,B,C,D) وكل منتخب ضمَّ 25 لاعباً أي كان لدينا 100 لاعب من أميز لاعبي العراق، ولم يضف البرازيليون سوى خمسة لاعبين إلى قائمة المنتخب الذي كنتُ أقوده في حينه، فما بالنا اليوم هل يستطيع المدرب الأجنبي أن يجمع 100 لاعب من الدوري المحلي ليختار 25 لاعباً يعوّل عليهم في المنافسة على كأس آسيا 2023؟ نعم يتمكّن لكن جُلّهم ليسوا بالمستوى المقبول، وبالتالي سيكون مصيره الفشل".

ورطة صفقة!

ويضيف "ما يعزّز قناعتي بفشل المدرب القادم أن المدرب الهولندي أدفوكات صُدِمَ منذ أول وحدة تدريبية للمنتخب بعهدته في مدينة ماربيا الإسبانية في التاسع من شهر آب عام 2021 وعانى خلال المباريات التي قادها من عدم قدرة كثير من اللاعبين على هضم أفكاره وأسلوبه، ولهذا لجأ الى التغيير في كل مباراة بطريقة تنمّ عن حيرته واستيائه وغضبه من المأزق الذي وضع نفسه فيه بموافقته على تدريب المنتخب العراقي، وكانت لقطات التلفاز المُسلّطة عليه تكفي للاستدلال على ضياع أموالنا في صفقة غير مدروسة وبعيدة عن واقع كرتنا، وعلى مستشاري درجال أن يتحدّثوا معه بحرصٍ عن هذه المسألة وألاّ يورّطوه بصفقة شبيهة ونندم ثانية".

 

دوري الأقسام الخمسة

وأكد سلمان أن "التخطيط الشامل هو الحلّ إذا ما أراد اتحاد كرة القدم تحقيق الوصول الى كأس العالم 2026 وهو حقّ مشروع خلال مدّة عمله البالغة أربع سنوات، والتي أضاع منها تسعة أشهر بتخبّطه في قرارات غير مُجدية، فالتخطيط الشامل يعتني ببطولات الدوري المحلي من خمسة أقسام بدلاً من فوضى مشاركة بعض الأندية مباشرة في الدوري الممتاز وهي لم تلعب سوى مباريات قليلة في الدرجة الأولى ولا تمتلك التدرّج الصحيح من الدرجة الخامسة صعوداً الى الدرجة الأولى مثل دول أوروبية كبيرة تمتلك أندية ولاعبين بالمئات مثلما نمتلك ونظّمت مسابقاتها وجنت الثمار على مستوى المنتخبات، لذا لا غرابة أن ينافس فريق مغمور من الدرجة الثانية فريق آخر من قمّة البريمرليغ كون الأول تأهّل بنظام صحيح وصار له شأنه هناك بعكس نصف أندية دوري الكرة الممتاز لا قيمة لها فنياً، بل وبعضها فكّر في الانسحاب بعد خمس جولات من مشاركته تحت الأضواء كما حصل في مواسم سابقة"!

دوري المحترفين

واسترسل "لن أجامل قط، وأعطي كلّ ذيّ حقٍّ حقه، فما يجري في منظومة الكرة العراقية يفتقد التخطيط العلمي، وأنا حزين لذلك، ولستُ متفائلاً بعمل الاتحاد، فما بُني على خطأ ستكون نتائجه خطأ، ومع إني أشدُّ على أيدي رئيس الاتحاد وبقية الأعضاء بإصرارهم على تنظيم دوري المحترفين ببيانات صريحة، لكنها تخلو من أسانيد مُقنعة لهذا الإصرار، فلا البُنى التحتية للأندية جاهزة إلا في ناديين أو ثلاثة، ولا الإمكانية المالية مُتاحة لجميعها من دون استثناء، ولا توجد شخصيات إدارية وفنية قادرة على إدارة بطولة أحترافية بكل متطلّباتها وفقاً لشروط الاتحاد الآسيوي إلا بعدد قليل، والأهم أن السلاح الأول لمحاربة تراجع الكرة وإنجاح دوري المحترفين وتحسين نتائج المنتخبات هو المدرب العراقي، يجب الاهتمام به وتطويره ومنحه الثقة، وكذلك الاهتمام بالمواهب العمرية من البراعم الى الرديف وليس العكس".

مدرب الجوية

وعن ضرورة تواجد مستشار أو خبير مع المنتخبات والأندية التي تمثل العراق في المحافل الخارجية من عدمه، أفاد "نعم ضروري جداً لتقليل الأخطاء وتعضيد الجهود الفنية، فما قدّمه مدرب فريق القوة الجوية حكيم شاكر من جهود كبيرة في منافسات دور المجموعات لبطولة دوري أبطال آسيا بالنسخة 41 يستحقّ الثناء، لكنه للأسف لم يستطع حلّ عُقدة الفريق الهندي، ولو كان برفقة شاكر مستشار ينسجم معه ويسمع منه كلمتين لفكّ شفرة الدفاع الهندي وعبر مع الصقور الى دور الـ16 بسهولة".

أحترافية الزوراء .. ولكن!

وخلص سلمان في ختام حديثه إلى أن "الافكار الفجائية في العمل الفوضوي تُحدِث صدمة كبيرة تنهار معها كل الآمال وتنزع الثقة عن الشخص المسؤول عنها، فمن المستحيل أن تطلب من أندية تعتمد كلياً على أموال المؤسّسات أن تنخرط ضمن دوري المحترفين خلال سنة واحدة، والتاريخ يشهد أن نادي الزوراء يوم كان يُسمّى بـ (السكك) ثم (المواصلات) جرى تغيير اسمه الى الحالي في 12 تشرين الثاني عام 1972 تمكّن من الحصول على أول لقبين بالتوالي موسمي 1974-1975 و1975-1976 وتم طرح فكرة تحويله الى شركة أهلية بتمويل خاص، لكن ظلّت الفكرة من دون فاعلية وارتبطت ميزانيته بما يرده من وزارة النقل، ولو حصل على الاستقلال الفعلي لأصبح أول الأندية يطبّق معايير الاحتراف منذ ذلك الوقت، الصحيح أن يمنح اتحاد عدنان درجال الأندية مدّة ثلاث سنوات كي تتدرّج مع مقترحه وتبدأ الدولة بخصخصتها وتستقطب رجال الأعمال ليستثمروا فيها بدلاً من رؤساء الأندية الحاليين غير القادرين على توفير داعمين مستمرّين لها".