أسباب مجهولة تعطّل زيارة الوفد التركي بشأن تقاسم الضرر المائي

Monday 23rd of May 2022 11:00:14 PM ,
العدد : 5189 (نسخة الكترونية)
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ حسن حاتم

كان من المفترض ان يزور وفد تركي مفاوض، العراق قبل ثلاثة اسابيع لبحث ملف المياه الا انه لم يأت حتى الان، ولم يبدِ أي موقف تجاه تأخره.

بالمقابل قالت وزارة الموارد المائية إن مياه الشرب والسقي والزراعة مؤمنة بكميات محدودة، فيما توقع مختصون مواسم أشد جفافا خلال السنوات المقبلة، مشددين على ضرورة تقاسم الضرر مع الجانب التركي.

ويقول مستشار وزارة الموارد المائية عون ذياب لـ(المدى)، إن "الوفد المفاوض التركي وعدنا بالمجيء الى بغداد لبحث ملف الاطلاقات المائية، لكنه لم يأت لحد الان والاسباب غير معلومة".

وتابع، "لا معلومات لدينا بشأن امكانية مجيء الوفد التركي من عدمه، ونحاول الوصول الى تفاهمات أعمق في مجال تحديد الحصص المائية من نهري دجلة والفرات".

وأضاف ذياب ان "الوفد التركي كان من المفترض ان يأتي بعد العيد، لكن الوقت تعدى الثلاثة أسابيع، ولحد الان لا نعرف أسيحضر الوفد التركي أم لا"، مردفاً أنه "إذا جاء الوفد التركي سنتباحث في مواضيع كثيرة تتعلق بالمياه".

وفيما يخص المفاوضات مع الجانب الايراني، أكد مستشار وزارة الموارد المائية انه لا توجد اية مستجدات بين وزارته وطهران.

وأشار ذياب الى أنه "تم الاتفاق على تأمين مياه الشرب وسقي البساتين وزراعة الخضر"، مستدركا "اتفقنا على زراعة المحاصيل في مساحات محددة بمناطق متفرقة، والتحدي الذي واجهنا فقط هو زراعة الرز كونه يتطلب كميات كبيرة من المياه لذلك تم تحديده بكميات محدودة".

وقررت وزارتا الزراعة والموارد المائية في وقت سابق، تخفيض المساحة المقررة للزراعة في الموسم الشتوي 50 بالمائة عن العام الماضي، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران.

فيما حذر وزير الزراعة محمد الخفاجي، آنذاك من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.

بدوره، يقول الخبير المائي عادل المختار لـ(المدى)، إن "العراق لم يطلب من تركيا أكثر من تقاسم الضرر، الا ان الرد الى الان غامض".

وأضاف المختار، أن "منظومات الري القديمة وشح الامطار تسبب بهجرة أعداد من المزارعين من سكان القرى والأرياف إلى المدن الكبيرة"، مشيرا الى أن "تقليص الخطط الزراعية، ادى الى تحول المناطق الزراعية المحيطة بالمدن إلى مجمعات سكنية عشوائية بدأت تهدد النظام البيئي".

ودعا الحكومة الجديدة الى "اختيار وزراء مختصين، لتفادي الازمات"، متوقعا "شتاء جافا خلال الموسم المقبل".

وشدد المختار، على "ضرورة إعادة النظر بالسياسة الزراعية، وجمع الخبراء والمختصين لوضع خطط بعيدا عن الروتين والوزرات"

يشار الى ان سُكان العراق، البالغ عددهم نحو 40 مليون نسمة، يستهلكون ما يُقدر بـ 71 مليار متر مكعب من المياه، فيما تشكل الأمطار 30‌% من موارد البلاد المائية، في حين تقدر كميات مياه الأنهار الممتدة من تركيا وإيران بنحو 70‌%.