بيت المدى يستضيف فنان الكوميك الألماني راين توماس..جعل من هذا الفن للكبار.. وتناول مواضيع سياسية واجتماعية

Sunday 29th of May 2022 01:19:16 AM ,
العدد : 5192
الصفحة : منوعات وأخيرة ,

 بسام عبد الرزاق

 

 

ضمن فعاليات "جاي تاك" التي يقيمها معهد غوته بالتعاون مع مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، اقيمت جلسة حوارية تحت عنوان (الكوميك كأداة لإحياء التاريخ)، امس الاول الجمعة، ضيفت فيها فنان الكوميك الالماني راين هارت توماس، والمعروف بفن الكوميك منذ فترة طويلة، الذي تحدث عن كيفية تصوير قصص الواقع من خلال فن الكوميك.

 

 

ويعتبر فن الكوميك واحدا من الفنون التصويرية، وغالبا ما يتكون من مجموعة صور تحكي احداث متتابعة، لتكون قصة معينة وتترافق معها نصوص حكائية بين شخصيات القصة.
في بداية الجلسة تحدث توماس عن سعادته بالتواجد في العراق وخاصة في بيت المدى للحديث عن الفن الذي يقدمه، وتحدث عن مسيرته الفنية وكيف بدأ بالتعامل مع فن الكوميك وتطوير مهاراته. وقال توماس انه "انشغل بهذا الفن منذ ثلاثين عاما، وهذا الفن تطور في المانيا على مدى هذه السنوات، وفي بداياتي عملت على تقديم قصص للكبار وكذلك قصص للسيرة الذاتية من خلال فن الكوميك، وكان اول عمل قمت بتأليفه اثناء فترة الدراسة حيث درست فن الغرافك والتصميم في احد المعاهد في المانيا".
واضاف انه "في هذه الفترة لم يكن فن الكوميك معروفا للكبار والناضجين، وانما كان مقتصرا على شريحة الاطفال والشباب ويتناول الشخصية البطولية، لكني اردت ان اتحدث من خلال فن الكوميك عن المسائل السياسية والمواضيع التي تسترعي اهتمام الكبار".
واكمل، انه "لذلك تحدثت مع دار النشر في المانيا والتي اتعامل معها، وحددت معهم انني ارغب بتصوير قصص للناضجين من خلال هذا الفن، وتحدثت معهم عن رغبتي في تأليف واصدار حكايات مصورة اتطرق فيها الى المواضيع السياسية والاجتماعية".
وتابع ان "اول كتاب اصدرته في المانيا تناول حياة الفنان "جوني كاش"، وحقق هذا الكتاب نجاحا كبيرا وقد تمت ترجمته الى 15 لغة، وبعدها قمت باصدار قصة عن حياة الثوري فيدل كاسترو وتحدثت فيها عن الثورة في كوبا". واوضح انه يميل في اعماله الى الاسود والابيض ويتجنب الالوان في رسوماته، فضلا عن استعماله للفرشاة والقماش في القصص المصورة.
وبين انه "تناولت في بعض الاعمال الاوضاع السياسية والاجتماعية في برلين عن طريق قصص خيالية واسطورية وليست حقيقية، حيث كل المدن فيها حكايات خيالية واسطورية، وانا قمت بجمع هذه الحكايات ومزجت فيها شيئا من الهزل والكوميديا وقام بسرد هذه الحكايات سائق تاكسي في برلين، ويقوم هذا السائق بقص الحكايات على الركاب الذين يركبون معه".
وتحدث عن زملائه الذين يشتغلون في فن الكوميك وهو في نفس الوقت مصدر معيشة لهم، وهم يهتمون بهذا الفن وتتنوع اساليبهم، ومن بينهم زميلته ايزابيل كرايتس من مدينة هامبورغ الالمانية، وهي تهتم في المجال التاريخي للمدينة ولديها اسلوب خاص في الرسم كونها تستعمل قلم الرصاص.
وتحدث ايضا، عن اساليب متنوعة اخرى لزملاء هذا الفن من بينهم من يزور البلدان التي فيها احداث ساخنة مثل فلسطين والبوسنا وتحويل القصص الصحفية فيما بعد الى فن الكوميك، فضلا عن قصص تناولت احداثا سياسية استطاعت تعرية بعض المواقف لدى بعض الحكومات.
وذكر ان "فن الكوميك يصل الى مشاعر القراء ويستطيع ان يروي الكثير من الحكايات المباشرة التي تعكس الشخصيات الواقعية".