اتساع فرص انتشار الأمراض الوبائية مع غياب الرقابة وارتفاع الحرارة

Sunday 26th of June 2022 11:59:33 PM ,
العدد : 5213
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة: حامد أحمد

أفاد تقرير صحفي بأن فرص انتشار الأمراض الوبائية عالية جداً في العراق، وعزا ذلك إلى غياب القانون والردع والارتفاع المستمر في درجات الحرارة.

وذكر تقرير لموقع (المونيتر) الاخباري، ترجمته (المدى)، أن "حالات الحمى النزفية الفايروسية تشهد تصاعداً في العراق وكثيراً منها تكون مميتة".

وأضاف التقرير، ان "حالات عديدة تم تسجيلها في إقليم كردستان، في حين أعلنت إدارة المستشفى البيطري في ذي قار بتاريخ 11 حزيران عن تحرك دولي لاستئصال الحمى النزفية الفايروسية في المحافظة وذلك بالتعاون مع لجنة الصليب الأحمر الدولية".

وأشار، إلى أن "انتشار الحمى النزفية يحصل في حال ملامسة البشر للحيوانات المصابة او الحشرات ويمكن ان تنتشر العدوى من شخص الى آخر، ويمكن ان يؤثر المرض على القلب وشبكة الاوعية الدموية، ومن بين اعراض المرض حالة النزف".

وشدد التقرير، على أن "مديرية صحة كركوك قامت بإزالة حظائر الحيوانات من داخل المدينة من اجل تلافي حدوث موجة أخرى من حالات وباء الحمى النزفية، وفي محافظة ميسان تم إطلاق حملة تطوعية في أسواق مدينة العمارة ومحال القصابة للتعريف بأهمية الوقاية من مرض الحمى النزفية، وشملت الحملة أيضا محال بيع الدواجن والأسماك".

ولفت، إلى أن "وزارة الزراعة اعتبرت، في بيان أصدرته في 20 حزيران، ان قلة كادر الأطباء البيطريين يعد من أهم أسباب انتشار مرض الحمى النزفية، مشيرة الى انه لم يتم تعيين أي طبيب بيطري منذ عام 1989".

وقال وعد الاسدي، صاحب محل قصابة من محافظة بابل، إن "هناك تراجعا واضحا في الطلب على اللحوم، حيث يتخوف الناس من اكل اللحم بسبب هذا المرض، وسبب ذلك ركود في السوق وتوقف بتجارة المواشي واللحوم."

وتابع التقرير، أن "الحمى النزفية الفايروسية هي من بين حالات طوارئ الصحة العامة التي تثير قلقاً دولياً استنادا للوائح الصحة العالمية لعام 2009". وزاد، ان "منطقة الشرق الأوسط شهدت عبر العقدين الماضيين حالات عديدة من فايروس الحمى النزفية، وتم لحد الان الإبلاغ عن حالات حمى نزفية في أكثر من 12 بلدا في المنطقة".

ويقول المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة سيف البدر، إن "المرض في العراق كان وبائياً منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث سجلت في ذلك الوقت عدة حالات من فايروس الحمى النزفية".

وأضاف البدر، أن "المختبرات سجلت 160 حالة مؤكدة خلال هذا العام بضمنها 26 حالة وفاة، تمركزت الإصابات في محافظات ذي قار وميسان وبابل والمثنى والديوانية وكذلك في إقليم كردستان."

وأشار البدر، إلى أن "دور الوزارة يشتمل على معالجة الحالات وكذلك نشر التوعية والتثقيف بهذا المرض، في حين يركز دور وزارة الزراعة على مكافحة الآفة والكشف عن الحيوانات المصابة ومراقبة الأساليب المتبعة في محال القصابة والسيطرة عليها".

وأوضح البدر، أن "عملية نقل المواشي من محافظة الى أخرى هي من مسؤولية السلطات الأمنية وبلدية المحافظة والحكومات المحلية"، مشدداً على أن "الإجراءات المتخذة للحد من ممارسات الذبح العشوائية هي دون المستوى المطلوب."

من جانبه، المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، حميد النايف، ذكر أن "مديرية الطب البيطري في وزارة الزراعة تتضمن أطباء متخصصين وخبراء صحة يعملون جميعهم طوال السنة لمكافحة الأمراض التي تصيب الحيوانات."

وأضاف النايف، أن "الوزارة تنظم برامج مستمرة لتعزيز الوقاية من مرض الحمى المتموجة، الذي يعتبر مرضاً حيوانياً عالي العدوى، من بين امراض أخرى تصيب المواشي بشكل دوري".

وأوضح النايف، أن "الوزارة بادرت، حالما تصاعدت حالات الإصابة بالحمى النزفية، بعمليات سيطرة واسعة النطاق على حشرة القراد، التي تعتبر الوسيط لهذه الأنواع من الامراض".

وعزى النايف تصاعد حالات الإصابة بمرض الحمى النزفية الى "الافتقار الى الوعي الصحي وانتشار محلات القصابة العشوائية في المدن بعيدا عن رقابة السلطات الصحية وتدني مستويات النظافة في المزارع ومحلات تربية المواشي، والاختلاط المباشر للحيوانات مع المربين وعوائلهم."

وأكد النايف، أن "لقاح مرض الحمى النزفية الفايروسية غير متوفر حاليا حول العالم، وان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وجه بشراء اللقاح حال توفره".

وأفاد التقرير، بأن "رئاسة البرلمان دعت في 9 أيار الى عزل المناطق المصابة بالحمى النزفية وحذرت من خطورة انتشار الفايروس وارتفاع حالات الإصابة. في مؤشر على الاهتمام بارتفاع الإصابات".

وذكرت سلامة الصالحي، من مديرية الطب البيطري بوزارة الزراعة في بغداد، أن "أعراض حالة الإصابة بمرض الحمى النزفية واضحة وشديدة، فهي تبدأ بالحمى وألم في البطن واعياء ومن ثم بدء النزيف من العين والانف، وفي الحالات الشديدة تفشل أجهزة الجسم من أداء وظائفها ويؤدي ذلك إلى الوفاة."

ورأت الصالحي، ان "الارتفاع بدرجات الحرارة هو عامل يساهم بزيادة نشاط الفايروس"، وراجعت "انتشار المرض الى الوسائل البدائية وغير الصحية في نقل الحيوانات من منطقة الى أخرى، بالإضافة الى قطوعات التيار الكهربائي التي تمنع الناس من الاحتفاظ بالحوم مبردة بما فيه الكفاية كذلك طرق العلاج المتبعة". وتحدثت الصالحي عن "الافتقار الى كوادر كافية من الأطباء البيطريين للسيطرة على حشرة القراد"، مبينة أن "اعداداً كبيرة من الأطباء البيطريين اما احيلوا للتقاعد او هاجروا، وأدى ذلك الى حدوث فراغ واغلاق اقسام بكاملها بسبب الافتقار للكادر، وكذلك هناك ظاهرة سلبية وخطيرة تتمثل بتربية الحيوانات في المدن." وأكدت الصالحي، عن "تنقل مربي الحيوانات والمزارعين للعيش في المدن مع حيواناتهم بعيداً عن أي نوع من أنواع المحاسبة والرقابة وذلك لارتباطاتهم مع عشائر وقوى متنفذة في المؤسسات"، منبهة إلى أن عملها "يسمح بمراقبة طمر المخلفات بعد الذبح، ولاحظت وجود حيوانات نافقة في الأنهر والأماكن العامة." ومضى التقرير، إلى ان "فرص انتشار الأمراض الوبائية ماتزال واسعة في بلد يعاني من خدمات صحية فقيرة، وغياب قانون يردع حالات الذبح العشوائية على الطرق والساحات العامة، مع درجات حرارة عالية على مدار العام تقريباً".

عن: موقع المونيتر