صوفيا لورين: بيتنا مليء بالمرايا

Saturday 10th of July 2010 04:43:00 PM ,
العدد :
الصفحة : ملحق اوراق ,

داخل قاعات متحف «الفيتوريانو» التابع لنصب الجندي المجهول في قلب العاصمة الإيطالية روما، اقيم حفل توقيع لكتاب صوفيا لورين (  بيتنا مليء بالمرايا)والذي يروي سيرة حياة نجمة السيما الشهيرة    ويسلط الضوء على مرور خمسين عاماً على عملها في السينما، ،وحوى الكتاب اكثر من من 50 صورة نادرة لها

وياتي الكتاب ضمن احتفالات تقيمها ايطاليا  بذكرى مرور 50 عاماً على عمل لورين بالسينما،لتقدم في عدد كبير من دور السينما في مدينتي روما ونابولي، عروضاً لأفلامها السينمائية. كما تساهم القنوات التلفزيونية الرسمية والخاصة بتقديم البرامج والندوات عن عمل وحياة هذه المرأة التي مازالت تتمتع بروح طفلة، مفعمة بالمرح والنشاط، فهي تقول في إحدى المقابلات الصحافية بهذه المناسبة «اقترب من الذكرى بروح معنوية لشخص سعيد جداً بالحياة التي عاشها. ومازلت أشعر بأنني شابة ومفعمة بقوة إيجابية تدفعني إلى عدم التوقف». وتقول صوفيا التي عانت فقراً شديداً في طفولتها في إحياء مدينة نابولي الفقيرة، وهي تعد الآن من ثريات إيطاليا بأن « وهو يوم عيد ميلادي، سيكون مثل أي يوم آخر، ذلك لأني ومنذ ثلاثين سنة لا احتفل بعيد ميلادي». لم تعتزل صوفيا التمثيل هي التي جسدت لجيلين، منذ منتصف القرن الماضي حتى مطلع ثمانيناته، صوراً مثيرة للمرأة المكافحة، المضطهدة، الثائرة، صاحبة الأنوثة الصارخة، فكان فيلمها الأخير «بين غريبين» الذي أنجز عام2005من اخراج  المخرج إدواردو بونتي (من زوجها المنتج الراحل كارلو بونتي)، بمثابة تأكيد جديد على قدرتها المتفوقة كفنانة قديرة. جوائز سينمائية عالميةنشر عن حياة صوفيا عدد من الكتب في جميع أنحاء العالم، وأنتجت عنها مجموعة أفلام تلفزيونية، وعاشت قصة حب عاصف مع الممثل الأميركي الراحل غاري غرانت بعد أن شاركته بطولة فيلم «العاطفة والكبرياء» العام ,1957 عملت مع أفضل مخرجي أوروبا وأميركا، واشتغلت مع مخرج الواقعية الإيطالية الجديدة الراحل فيتوريو دي سيكا أربعة عشر فيلماً، حصلت على الأوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «امرأتين» لـ دي سيكا العام ,1962 كما حصلت في السنة نفسها على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي. وفي العام 1998 منحها مهرجان فينسيا الدولي سعفته الذهبية تقديراً لأدوارها السينمائية كأفضل ممثلة، كما أنها مثلت مع الراحل مارشيللو ماستروياني أفلاماً عدة، أبرزها «أمس واليوم وغداً» و«الطلاق على الطريقة الإيطالية». أسرة فقيرة ومتواضعةولدت صوفيا العام 1934 طفلة صغيرة في مدينة روما من أم كانت تعمل ممثلة وتدعى روميلدا فيلاني، ومن أب مجهول يدعى ماريو شوكولونا، فسميت الصغيرة بصوفيا شوكولونا. وعاشت الطفلة مع أمها في منطقة «بوتسيويولي» التي تقع على التلال في إحدى الشقق القديمة المؤلفة من غرفتين ومطبخ فقط، إلا أنها وبعد أشهر من دخولها عالم السينما غيروا لقبها إلى لورين ليكون مقبولاً سينمائياً. وهذه الأيام، إذ تكمل صوفيا السبعين من العمر، تعتبر في جذور تاريخ وعواطف ومشاعر وأفكار وممارسات الإنسان الإيطالي وهو مهزوم أو خائف أو جائع أو منتصر أو عاشق. سبعون سنة علقت عليها تذكارات لتاريخ الحياة الشعبية الإيطالية بكل أجزائها والتي قدمت نفسها بمجموعة كبيرة من الأفلام وصل عددها إلى أكثر من سبعين فيلماً، كانت فيها صوفيا لورين وكأنها مونولوغ داخلي ينساب في شكل عفوي إلا أن عفويته عكست واقعية كبيرة. تجاعيد وكآبة.. وقليل من الجمالنصف قرن من التمثيل في عالم السينما حمل بعض التجاعيد، وقليلاً من الكآبة، التي لا مفر منها لامرأة في هذا العمر تحل في أعماق العيون الخضر الجميلة والتي تعطي الانطباع بأن هذه المرأة «أنا لا أخاف من الشيخوخة، لأن مساعي عملي الفني بنيت على العمل وليس الجمال الجسدي». العام 1957 كان أول لقاء لها مع كارلو بونتي، الذي هو زوجها الذي رحل عن عالمنا قبل ثمانية عشرعاما قد تزوجا المرة الأولى في المكسيك ولحقه زواج آخر في فرنسا العام 1966 وكان ذلك أحد فضائحها. إلا أنها عادت إلى زوجها الأول لتنجب منه ولدان، وقف الكبير العام 1983 إلى جانب أمه في تمثيل فيلم «شيء ما أشقر»، أما الثاني إدواردو فأصبح مخرجاً سينمائياً وقامت هي بدور بطولة أول فيلم روائي له «بين غريبين». تشعر صوفيا لورين بأنها، وبهذا العمر، مازالت تشعر بأنها جميلة رغم تلك التجاعيد، وسمات الذبول اللتين تغطيان وجهها «عندما بدأت بعملي السينمائي جعلوني أفقد صوابي، الأنف كانوا يقولون عنه إنه طويل جداً، والفم كبير جداً والوركان عريضان للغاية.. كانوا يريدون تغييري رأساً على عقب، ولم يتركوني زمناً طويلاً إلا مع هذه التفاهات..». امرأة قوية ومتماسكةمازالت هذه المرأة في شبابها الأول، فهي تتذكر كل شيء، خصوصاً الحرب «الحرب والظلام، والقصف والجوع، والجرذان، والزجاج المحطم، وقوة الصمود التي كانت تمتلكها أمي» قوية، صلبة، متماسكة حتى مع مشك