خليجي 25 تربكُ حسابات قطّاعات البصرة المصيرية! .. اتحاد الكرة يُغضِب الجماهير.. وسعيد يُطمئِن الحكومة ووزيرها!

Saturday 6th of August 2022 10:58:14 PM ,
العدد : 5237 (نسخة الكترونية)
الصفحة : رياضة ,

 متابعة / إياد الصالحي

لم يهدأ الشارع البصري في التعبير عن سُخطه ورفضه المساس بحقوقه المشروعة في حياته الاقتصادية مُذ أن أخفق وزير الشباب والرياضة رئيس اتحاد كرة القدم عدنان درجال ومُحافظ البصرة أسعد العيداني في وضع ملفّ بطولة كأس الخليج الخامسة والعشرين المؤمَّل انطلاقها في كانون الثاني عام 2023 على طاولة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي في جلسة الحكومة 28

والتي أقرَّت في ختامها تحويل المبالغ اللازمة من الميزانيّة التشغيليّة للبترودولار أو المنافذ الحدودية لمحافظة البصرة إلى وزارة الشباب والرياضة لتنفيذ متطلّبات الأخيرة الخاصّة بالبطولة مع استثنائها من تعليمات تنفيذ العقود لإكمال إجراءات التعاقد.

غضب عارم من شرائح مُختلفة في المجتمع، وجدت قنوات إعلامية للتواصل معها، نقلت أصواتها عبر التلفاز والصحافة، ورفعت حدّة الجدال في كروبات تُعنى بتحليل الأحداث الرياضية وإلقاء الضوء على أزمات تواجهها بعض الاتحادات ومنها كرة القدم خرجت هي الأخرى بقناعة تامّة بأن القرار الحكومي لا يصبُّ في مصلحة الجماهير البصرية في ظروف قاهرة لم تزل تدفعها لتحمّل الانقطاع المستمرّ للكهرباء، وعدم صلاح المياه المُخصّصة للشرب، وازدياد أعداد البطالة، وتفشّي أمراض خطيرة في المحافظة بعضها مستمرّ من ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي أيام كانت البصرة المصدُّ الأوّل لجميع المخاطر وأوّل من دفع ثمن مُخلّفات الحروب والحصار الاقتصادي وعمليات استخراج النفط التي تتزايد معها نسب التلوّث البيئي ما أدّى إلى ارتفاع معدّل الإصابة بالسرطان سنوياً إلى 2000 وخاصة عند الإطفال حسب إحصائيات وزارة الصحة!

غلطة

إن خسارة اتحاد كرة القدم لجماهير البصرة قُبيل خمسة أشهر من بدء ثاني حدث خليجي للكرة العراقية بعد تنظيم بغداد للنسخة الخامسة عام 1979، تُعتبرُ غلطةً تفقد الدعم على مستوى المُدرجات والتحفيز المعنوي للاعبي منتخبنا وحتى المنتخبات المشاركة، ما ينعكس سلبيّاً على التنظيم الفنّي الذي تراهن عليه وزارة الرياضة بعد خمس محاولات فاشلة سُحب إثرها تنظيم البطولة من مدينة البصرة وتحديداً منذ النسخة 19 في العاصمة العُمانية مسقط حيث أعلن وزير الشباب والرياضة الأسبق جاسم محمد جعفر ومحافظ البصرة الأسبق الراحل محمد مصبح الوائلي في مؤتمر صحفي وثّقته (المدى) عبر موفديها كاتب السطور والزميل الراحل حيدر مدلول في فندق كراون بلازا بمسقط يوم الإثنين الخامس من كانون الثاني عام 2009 عن (استعداد العراق لتنظيم البطولة بمشروع كُلفته 550 مليون دولار يكون جاهزاً في حزيران عام 2012) وتضاعفت كُلفة المشروع الذي لم تنتهِ وزارة الرياضة بتعاقب الوزراء عبدالحسين عبطان ود.أحمد رياض وعدنان درجال من تسليمه لمحافظة البصرة عملياً برغم مرور عشرة أعوام على مؤتمر جعفر، ولكل وزير مبرّراته بكل تأكيد!

تسويق وجوائز

أمر طبيعي أن يُقدّم وزير الشباب والرياضة تقريراً مفصّلاً لرئيس الحكومة عن التحضيرات الجارية لتضييف خليجي البصرة، وأمر طبيعي أيضاً أن يستعرض نتائج اللجان التي شكّلتها الوزارة والمبالغ المالية التي رُصدت لإقامة البطولة، وهو ما حفّز الحكومة بتلبية جميع متطلّبات البطولة، بما يضمن نجاح العراق في التنظيم ولقاء الأشقاء مثلما جاء به قرار اختتام الاجتماع، لكن لماذا لم يُكاشف وزير الرياضة رئيس الحكومة عن الموارد المتحقّقة من إقامة البطولة في البصرة؟ أرقام كبيرة شهدتها بطولات الخليج السابقة بملايين الدولارات عن عوائد النقل التلفازي والإعلانات والتسويق أسهم في تنميتها اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم (المؤسَّس في 21 أيار عام 2016 كاتحاد إقليمي يُعنى بحقوق ومصالح ثمانية بُلدان مشاركة في بطولته) بقيادة القطري حمد بن خليفة الذي أبرم في آذار عام 2022 صفقة طويلة الأمد بتوقيع عقد مع شركة IMG بصفة شريك تجاري، في نُسخ بطولات 2023 و2024 و2025 و2027 و2029 و2031، كخطوة غير مسبوقة تعزّز تطوّر كرة القدم في المنطقة العربية وتسوّق الحقوق الإعلامية وجميع مجالات الرعاية التجارية والمبيعات الخاصة بالاتحاد بأعلى معايير التغطية للبطولة، ويكفي أن اللجنة المحلّية المُنظّمة لخليجي 2019 خصّصت مبلغ 11 مليون دولار للفائزين (3 للبطل و2 للوصيف ومليون دولار لكل منتخب يخرج من الدور الأول للبطولة) كحالة استثنائيّة، في حين سيعود الاتحاد الخليجي للائحته المالية السابقة بدءاً من نسخة البصرة بتخصيص مليون دولار للبطل ونصف مليون دولار لوصيفه.

تعويض الميزانية

اللافت أن كأس الخليج التي غاب تنظيمها عن العراق لأسباب أغلبها سياسية وبعضها فنية تتعلّق بعدم الجاهزية كما شهدنا خلال النسخ الثلاث الأخيرة (2014 بالرياض و2017 بالكويت و2019 بالدوحة) تُحقّق مكاسب مالية كبيرة تعوّض جزءاً كبيراً من الميزانيّة المُخصّصة للتنظيم فقط ولا نتحدّث عن بناء الملاعب والفنادق وتحسين طُرق النقل، فتلك من مهام الحكومة التي استنزفت البطولة 25 أموالاً باهظة منذ أن كشف الوزير جعفر تصاميم بناء المدينة الرياضية أوّل مرّة في مؤتمر مسقط أمام الزملاء الخليجيين والعرب، وهو ما يتوجّب التوقّف عند المبلغ الكُلّي بُعيد اسدال الستار على بطولة البصرة التي ستقام للفترة من 6-19 كانون الثاني عام 2023.

تصريح سعيد

مخاوف وزارة الرياضة من عدم القدرة على تأمين مبالغ التنظيم في ظلّ الظروف السائدة للبلد ولجوء الحكومة إلى تحويل مبالغ البترودولار الى الوزارة دعت رئيس اتحاد كرة القدم الأسبق حسين سعيد، لطمأنة الحكومة ووزيرها الرياضي، وأكد في تصريح صحفي أمس الأول الخامس من آب الجاري، أكد فيه أن "بطولة كأس الخليج لا تسبّب أزمة مالية للبلد المُضيّف حيث أن عائداتها تتجاوز 15 مليون دولار من النقل التلفازي والإعلانات والتسويق". مبيناً "سابقاً كان كل اتحاد منظّم يبيع الحقوق لصالحه، وبعد تأسيس الاتحاد الخليجي يقوم ببيع الحقوق ويسلّم المبلغ للاتحاد المنظم للبطولة كما معمول حالياً"، كاشفاً أن عوائد بطولة أبوظبي عام 2007 بلغت 11 مليون دولار، وبطولة مسقط عام 2009 بلغت 27 مليون دولار، ونسخة عدن عام 2010 بلغت 35 مليون دولار، وبطولة المنامة عام 2021 بلغت 21 مليون دولار، والرياض عام 2014 بلغت 35 مليون دولار".