النجمة ناتالي وود..صورة الأنوثة الأمريكية الحديثة وهي في طور الانتقال

Wednesday 21st of September 2022 10:45:02 PM ,
العدد : 5269
الصفحة : سينما ,

إعداد المدى

ناتالي وود ممثلة أمريكية من أصل روسي بدأت مسيرتها المهنية في الأفلام وهي طفلة، ثم أصبحت نجمة في هوليوود في شبابها. رُشحت وود للفوز بثلاثة جوائز أوسكار قبل أن تبلغ 25 عامًا،

وبدأت التمثيل في الأفلام بعمر الرابعة وحصلت على دور بطولة مشتركة وهي بعمر الثامنة في فيلم (معجزة في شارع 34) 1947. رُشحت ناتاليا للفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة وهي مراهقة عن أداءها في فيلم (متمرد دون قضية) 1955، وتلا ذلك دورًا في فيلم (الباحثون) 1956 من إخراج جون فورد. أدت ناتالي دور البطولة في الفيلم الموسيقي (قصة الحي الغربي) 1961، وفيلم (جيبسي) 1961، ورُشحت للفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن أدوارها في فيلمي (روعة بين العشب) 1961 و(الحب مع الغريب المناسب) 1963. واصلت ناتالي مسيرتها بعدة أفلام مثل (الجنس والفتاة الوحيدة) (1964) ، و (اخل زهرة البرسيم) 1964، و(بوب وكارول وتيد وأليس) 1969.

وُلدت ناتالي في سان فرانسيسكو لأبوين مهاجرين من روسيا. وانقطعت عن التمثيل في الأفلام في سبعينيات القرن العشرين ثم أنجبت طفلين من زوجها روبرت واغنر الذي تزوجته، ثم طلقته، ثم تزوجته من جديد بعدما طلقت زوجها الثاني. ظهرت ناتالي في ثلاثة أفلام فقط خلال هذا العقد، ولكنها شاركت في عدة برامج تلفزيونية مثل النسخة المُعادة من مسلسل (من هنا حتى الخلود) 1979 الذي فازت بفضله بجائزة غولدن غلوب. رمزت أفلامها إلى (بلوغها سن الرشد) في حياتها الواقعية وفي حياتها في هوليوود في المجمل أيضًا. يرى بعض النقاد أن مسيرة ناتالي المهنية في السينما تمثل صورة الأنوثة الأمريكية الحديثة وهي في طور الانتقال، إذ أنها كانت من بين النجمات القلائل اللاتي لعبن أدوار الأطفال وأدوار شخصيات في منتصف العمر أيضًا.

ماتت ناتالي غرقًا بالقرب من جزيرة كاتالينا في 29 نوفمبر 1981 بعمر الثالثة والأربعين. تضاربت أقوال الشهود عن حقيقة الأحداث التي أدت لوفاتها، مما دفع قسم مأمور مقاطعة لوس أنجلوس إلى اعتبار (الغرق وعدة عوامل أخرى مجهولة) سببًا في وفاتها بناءً على تعليمات مكتب محقق الوفيات في عام 2012. وفي عام 2018 اعتبرت التحقيقات المتواصلة حول وفاتها أن روبرت واغنر شخص مشتبه به في القضية.

بدأت ناتالي مسيرتها الفنية قبل عيد مولدها الخامس ببضعة أسابيع كشخصية مساعدة في مشهد مدته 15 ثانية في فيلم (أرض سعيدة) (1943) . على الرغم من ظهورها في الفيلم لبرهة قصيرة فقد جذبت انتباه المخرج إيرفينغ بيتشل الذي ظل على اتصال دائم بعائلتها لعامين ليخبرهم بفرص ظهورها في أدوار أخرى. اتصل المخرج بوالدتها وطلب منها أن تحضر ابنتها إلى لوس أنجلوس لاختبار أداءها. تحمست والدتها بشدة لذلك حتى أنها "حزمت أمتعة العائلة بأكملها وانتقلت للعيش في لوس أنجلوس على حد قول هاريس. عارض والدها تلك الفكرة ولكن الأولوية كانت من نصيب (طموحها الطاغي إلى جعل ابنتها ناتالي نجمة) . وعلى حد قول أختها الصغرى لانا: (اكتشف بيتشل ناتالي وأراد أن يتبناها) .

حازت ناتالي على دورها المنشود وهي بعمر السابعة. أدت دور طفلة يتيمة في ألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية، ولعب أورسن ويلز دور الواصي عليها. مثلت ناتالي كذلك دور كلوديت كولبيرت في فيلم (الغد لا ينتهي) 1946. لم تتمكن ناتالي من البكاء عند الإشارة لها في البداية، ولذا مزقت أمها فراشة أمام أعينها حتى تضمن أنها ستبكي في المشهد. قال ويلز لاحقًا أنها وُلدت بموهبتها، وأنها "جيدة جدًا إلى حد مخيف". وبعد انتهائها من أداء دورها في أحد أفلام بيتشل، وقعت أمها على عقد مع شركة فوكس للقرن العشرين للإنتاج لأداء أول دور بطولي لها في فيلم (معجزة في شارع 34) 1947 الذي صار من أحد الأفلام الكلاسيكية المحبذة في يوم الميلاد المجيد. شاركت ناتالي في التمثيل مع ماورين أوهارا، وكانت تُعد إحدى أفضل الأطفال النجوم في هوليوود، وحظيت بشهرة واسعة جدًا حتى أن سلسلة متاجر مايسيز عرضت عليها أن تقف في موكب عيد الشكر السنوي الخاص بها.

ذكر مؤرخ الأفلام جون تيبيتس أن ناتالي لعبت أدوار الابنة في أفلام العائلة عقب نجاحها في فيلم المعجزة؛ مثل دورها كابنة فريد ماكموري في فيلم "والدي كان مدافعًا" (1949) وفيلم (دير برات) 1951، وابنة مارغارت سولافان في فيلم "لا أريد أغاني حزينة" (1950) ، وابنة جيمس ستيوارت في فيلم (الجائزة الكبرى) (1950) ، وابنة جون بلونديل المهمشة في فيلم "الحجاب الأزرق" (1951) ، وابنة بيت ديفيس في فيلم (النجمة) 1952. وفي المجمل ظهرت ناتالي في ما يزيد عن 20 فيلمًا وهي طفلة.