الأفلام الوثائقية العالمية في المسابقة الرسمية لدهوك السينمائي الدولي بنسخته التاسعة

Wednesday 30th of November 2022 11:47:19 PM ,
العدد : 5318
الصفحة : سينما ,

د. كوثر جبارة

ضمن المسابقة الرسمية للفيلم الوثائقي العالمي في النسخة التاسعة من مهرجان دهوك السينمائي الدولي المنوي إقامته بين الأول والثامن من ديسمبر 2022، تشارك ثمانية أفلام وثائقية طويلة، من ثقافات ودول متعددة منها أرمينيا وبلجيكا ولبنان والصين وفلسطين واسبانيا والبرتغال، وهذه الأفلام هي:

(5 Dreamers and a horseخمسة حالمون وحصان) وهو فيلم أرميني من إخراج آرين مالاكيان وفاهجن خاتشاتريان، من إنتاج العام 2022، يروي في 83 دقيقة حكاية أربع شخصيات رئيسية تطمح إلى تحقيق أهدافها من خلال رؤى مميزة لأرمينيا: وهذه الشخصيات هي عامل المصعد في مستشفى، شخصية حضرية من بقايا السوفييت ريد السفر إلى الفضاء، والمزارع الذي يبحث عن الزوجة المثالية الذي يكشف عن بنية اجتماعية ريفية لا تزال تهيمن عليها الأبوية، وأخيرًا الشابات النسويات والفتيات اللواتي يرغبن فقط في عيش حياتهن، مفتونات بالتحرر، يطرح الفيلم التفكير المستقبلي ويصور تحول الأمة، وضمنيًا، القضايا التي يتعين على أجيال الشباب التعامل معها وهم يناضلون بين رغبتهم في التغيير وتطلعاتهم للثورة. تُظهر اللحظات الأخيرة من الفيلم صراعًا ناشئًا ومشهدًا غير مريح وغامض لحشد متجمع في ساحة. لنعرف ما يبحث عنه الحالم الخامس.

الفيلم الثاني المشارك في المسابقة الرسمية الوثائقية هو فيلم (رحلة الرخام A MARBLE TRAVELOGUE) الصيني، للمخرج شون وانج، الفيلم من إنتاج العام 2021، يتتبع فيها المخرج خلال 99 دقيقة، رحلة قطعة من حجر الرخام الأبيض المستخرج من اليونان، والتي تأخذنا إلى ملحمتها الاستهلاكية في السوق العالمي الذي تقوده السوق المحلية الصيني، للتحقيق في دور الصين بوصفها)المشتري في العالم)، حاز الفيلم على جائزتين عالميتين ورشح لثلاث أخريات.

الفيلم الثالث المشارك في مسابقة الوثائقيات العالمية هو فيلم A Thousand Fires) ألف حريق) من إخراج سعيد تاجي فاروقي، ومن إنتاج مشترك بين فرنسا وسويسرا وهولندا وفلسطين عام 2021 | 90 دقيقة، يعمل ثين شوي وزوجته هتوي تين في ماجواي، وهي حقول نفط محفورة يدويًا وغير منظمة في وسط ميانمار، هما يرغبان بإعطاء زين كو أونغ، ابنهما الأصغر، مستقبلًا أفضل وإرساله إلى المدرسة. لكنه لا يرغب بحضور الدروس، بل يطمح للعب كرة القدم. فهو يتخيل مستقبلاً لميانمار لم يكن والداه يحلمان به عندما كانا صغيرين، فيدور الفيلم حول التغيير والبعث وصراعات الأجيال، حاز الفيلم على جائزة أسبوع النقاد ضمن مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، كما رشح لست جوائز أخرى.

فيلم (URBAN AMAZONS) الألماني من انتاج العام 2021، ومن إخراج ثايس اودرمات، يقدم رؤية معاصرة للنساء الأمزونيات المعاصرات الشرسات، فهن مستعدات للقتال من أجل ما هو مهم بالنسبة لهن، دون شرح، أو مساومة، وبإصرار دائم. إنهم يقاتلون من أجل النصر في الحلبة، وكذلك من أجل زملائهم المتألمين والإنسانية.

الفيلم البلجيكي ( AMUKA-THE AWAKENING) من إخراج أنطونيو سباني 2022 يتساءل الفيلم متى تبدأ السيادة الغذائية في الكونغو؟ ففي الوقت الذي يمكن لجمهورية الكونغو الديمقراطية أن تدعم ما يقرب من واحد من كل شخصين على وجه الأرض، يعاني واحد من كل اثنين من الكونغوليين من سوء التغذية الحاد، فيتحد الفلاحون في تعاونيات زراعية لمواجهة هذه المعضلة، ويستعرض ذلك في 70دقيقة، حاز الفيلم على جائزتين عالميتين لأفضل فيلم وثائقي كما رشح لأخرى في مهرجان ثالث.

الفيلم الألماني ((ANIMA-My Father›s Dresses من إخراج أولي ديكر 2022، تريد أولي الصغيرة أن تصبح قرصانه أو بابا، لكنها لا تريد بأي حال من الأحوال أن تنسجم مع الأدوار النمطية في مسقط رأسها في بافاريا. بعد وفاة والدها، سلمتها والدتها صندوقه "السري" كإرث يغير محتواه وجهة نظرها عن الأب وعن نفسها وعائلتها والمجتمع الذي نشأت فيه، يقدم الفيلم قصة حقيقية عن أسرار الأسرة وأدوار الجنسين والطفولة في مقاطعة بافاريا، تُروى على أنها رحلة تراجيدية كوميدية من خلال الصور المتحركة والوثائقية، حاز الفيلم على ست جوائز عالمية من مهرجانات متعددة كما رشح لواحدة غيرها

الفيلم اللبناني (EL ARENA)ن | 2022 | 78 دقيقة،من إخراج جاي ب. جمال، يبحر في عالم موسيقى الراب السري في الشرق الأوسط، ويلقي نظرة أولى من نوعها على قصص وصراعات ووجهات نظر الشخصيات الأكثر موهبة. بفضل قوانين حرية التعبير الليبرالية في لبنان، يأتي مغنو الراب من جميع أنحاء العالم العربي إلى بيروت للتنافس مع بعضهم في حدث موسيقى الراب السنوي، يتم تحديد حياة هؤلاء الرجال من خلال الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة والحرب. لكن من الداخل، يستخدمون مهاراتهم في موسيقى الراب لتقديم عرض وللحصول على فرصة ليكون أحدهم الملك المتوج. على خلفية التدهور الحالي للبنان، والذروة مع انفجار بيروت المدمر عام 2020، يرسم El Arena صورة للنضالات السياسية والاقتصادية في المنطقة من خلال شعر بعض مغني الراب الأكثر موهبة.

وأخيرا يشارك الفيلم (The Visit and A Secret Garden) لإيرين إم بوريغو، ويشترك في إنتاجه اسبانيا والبرتغال، لا يُعرف سوى القليل عن الشخصية الغامضة للفنانة إيزابيل سانتالو، التي أصبحت اليوم في طي النسيان، لكن في بعض الأحيان يأتي بعض الزوار إلى شقتها، من خلالهم وبصوت أنطونيو لوبيز، الرسام الوحيد الذي يتذكرها، يصوغ الفيلم في الدقائق الخمس والستين التي يقدمها أوجها متعددة ويأخذ منعطفًا مفاجئًا، ليعكس الفلم نسيان الذاكرة والفن والعملية الإبداعية، ويطرح سؤالا حول معنى أن تكون فنانة وامرأة في الوقت نفسه، حاز الفيلم على ثمان جوائز عالمية من أربعة مهرجانات مختلفة.

ويشارك المخرج (بابلو توسكو) بفيلمين وثائقيين، أولهما بعنوان (An Ezidi Tale) حكاية إيزيدية، من إنتاج مشتريك بين إقليم كردستان والأرجنتين، عام 2022 ويروي فيه في 29 دقيقة، قصة (فهد) وعائلته، الذين تتغير حياتهم تماما ذات صباح في آب 2014. في منطقة سنجار، بعد أن اهتزت المدينة بسبب المدفعية التي أعلنت دخول الدولة الإسلامية، التي لم تترك مجالًا للسكان للدفاع عن أنفسهم، فاتخذوا القرار النهائي بالفرار عندما دخل والد فهد الغرفة وأعلن: "نحن ذاهبون إلى الجبال". انتهت أيام النزوح الطويلة، واليوم عاد فهد إلى قريته وتولى مسؤولية مكان يستخدم فيه الفن لعلاج الجروح التي خلفتها الحرب. ومن هنا يسرد الفيلم المأساة اليزيدية بطريقته وثائقيا.

والفيلم الثاني لتوسكو هو ((Harmony for after war يشاركه في الإخراج (ميغ روث)، والفيلم أيضا من إنتاج مشترك بين سوريا والأرجنتين عام 2019 ولا يبتعد كثيرا عن موضوع الفيلم السابق من ناحية مقاومة الحرب بالموسيقى، فيقدم في 29 دقيقة قصة محاولة اجتماع الموسيقيين والشعراء والأساتذة وعشرات الأطفال فوق آثار الحرب في سورية لعزف الموسيقى لتحل، على الأقل لبعض الوقت، محل ضوضاء العنف الخارقة.

فيلم (THE DELIGHTS) الوثائقي الأرجنتيني، يعرض أيضا ضمن الرؤية العالمية للأفلام، وهو من إنتاج العام 2021، يروي فيه المخرج (إدواردو كريسبو) في 65 دقيقة قصة أكثر من 120 طالبا يعيشون معًا في مدرسة داخلية، للدراسة الثانوية للتقنية الزراعية في ريف الأرجنتين، ويختبرون، هناك، نهاية طفولتهم وبداية سن البلوغ. رشح الفيلم لجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل في مهرجان أمستردام السينمائي الدولي للأفلام الوثائقية.