باختصار ديمقراطي: نزوات المانشافت!

Wednesday 7th of December 2022 12:20:52 AM ,
العدد : 5322
الصفحة : الأعمدة , رعد العراقي

 رعد العراقي

تتواصل مباريات مونديال قطر 2022 بحضور جماهيري كبير من مختلف دول العالم اتسعت بهم أرض الدوحة بالمحبّة والحفاوة، وأبهرتهم باحترافيّة التنظيم، وسلاسة التنقّل ليعيشوا في أجواء كرنفاليّة اختلطت بها الاجناس وتلاشت الألوان لتظهر صورة في غاية الجمال تختصر معنى التعايش الإنساني بين شعوب العالم بأمنٍ وأمان تحت رداء العرب وعلى أرض العرب!

بالتأكيد لن يخسر أحّد من كلّ المنتخبات المشاركة حتى وإن غادر البطولة من الأدوار الأولى طالما أنه يؤمن بأنّ كرة القدم رياضة السلام والتنافس الشريف من دون أحقاد أو أضغان أو غرور وتكبُّر، وإن الانتصار الحقيقي هو عندما تخوض تجربة البطولة، وتُسهم في تجمّع عالمي يسعى الى تقارب ووحدة الشعوب واسعادهم أكثر من البحث عن كأس من ذهب.

تلك المبادىء والأهداف هي من نعتقد أن الاتحاد الدولي يسعى اليها، وهي جزء من رؤيته لمفهوم كرة القدم التي يحاول أن ينأى بها عن مسالك السياسة بشعار أن ما تفرّقه السياسة تجمعهُ الرياضة لتكون نهجاً تلتزم به كلّ الاتحادات المنضوية تحت خيمة الفيفا، وتفرض على الجميع احترام عادات وتقاليد وقيم شعوب تلك الاتحادات، فيما بينهم بلا تمييز أو تفرقة!

ربّما يظنُّ البعض أن أكبر نجاح تحقّق في كأس العالم 2022 هو التنظيم العالي والمستوى الفنّي المتطوّر وربّما أيضاً نسبة الحضور الجماهيري إلا أن هناك مُنجز على قدر كبير من الأهميّة نجحت البطولة في كشفه وتعريته حين تساقطت أقنعة الازدواجيّة في التعامل وخفايا البعض في محاولة إفشال المونديال عبر التشويش والتشكيك والاتهام وفرض طلبات وشروط محاولة لكسر هيبة البلد المُضيِّف وضرب كل تقاليده وأعرافه تحت دافع الغرور والهيمنة والشعور بالفوقيّة!

مواقف وهجمات شنّتها دول بعينها ضد قطر قبل وأثناء انطلاق البطولة، وحاولت عرقلة المونديال لم تجد من يردعها كانت سبباً في أن يتجاوز المنتخب الألماني كل المحذورات حين تعمّد الظهور بوضعٍ غير لائق في أولى مبارياته بصورة تناقلها العالم، وهُم يكمّمون أفواههم أثارت الاستهجان والغرابة وفضحت توجّهاتهم وادعاءاتهم بشعارات التحضّر واحترام الآخرين، فسقطوا من بُرجهم العاجي وخسروا بفعلتهم هذه جماهير واسعة من شتّى البلدان العالم عبّروا عن استنكارهم لتلك التصرّفات التي وضعت الألمان في إطار العُزلة والشعور بالكراهيّة ما أدّت إلى خروجهم المُذلّ من الدور الأول بخيبة غير مأسوف عليهم!

باختصار.. الاتحاد الدولي وبموقفهِ الخجول من أفعال وتصرّفات المنتخب الألماني الذي حاول إحداث شرخ في أخلاقيّة وأهداف إقامة كأس العالم مُطالب بأن يُعيد النظر بكلّ الضوابط والتشريعات الخاصّة بفصل السياسة عن الرياضة ومن ضمنها إلزام كلّ الدول المشاركة في المونديال بإحترام المُعتقدات الدينيّة والاجتماعيّة للدول المُضيّفة وقوانينها السائدة، وبخلافه يتم إقصاء المنتخبات المُخالفة لتلك الضوابط من البطولة، وحرمانهم من المشاركة في البطولة اللاحقة وفرض غرامات ماليّة كبيرة تذهب لخزانة الاتحاد الدولي، بينما سننتظر عدالة الفيفا وردّة فعل جياني إنفانتينو ضد فريق تمرّد على توجيهاته وحاول أن يجرَّ البطولة الى ميدان يروّج فيه عن أفكاره ونزواتهِ وإن كان اسمه (المانشافت)!