رؤية من المهجر: خليجي الفيحاء ..مبادئ وأخلاقيّات

Monday 23rd of January 2023 10:53:32 PM ,
العدد : 5354
الصفحة : الأعمدة , سعد المشعل

 سعد المشعل

إنه شعور جميل جداً أن نجدّد صلة الرحم والتعايش مع إخوتنا الخليجيين بعد البطولة التي نال كأسها العراق بجدارة مساء الخميس الماضي.

كانت البطولة من 6 الى 19 كانون الثاني الحالي جلسة عائليّة وطنيّة عبّرنا فيها لبعضنا البعض الاحترام والتآخي الذي كان وما زال بين العرب منذ زمن طويل.

ما لفت انتباهي في البطولة الخليجية 25، هو وجود الثقافات بمختلف أنواعها، شارك أطراف حديث برنامج (الكاس) الذي يقدّمه الزميل خالد جاسم مع كافة الشخصيّات الرياضيّة والفنيّة والمواهب التي استضافها في مجلسه، وكم هو مفتخر بحمله الهويّة الخليجيّة العربيّة، وكان المشاهد والمتابع مستمتعاً بالطرب العراقي الأصيل والفن المتنوّع والمواهب المتعدّدة وجدوا من يسمعهم وسنداً لهم، بل يشجّعهم ويردّد معهم الكلمات..

جاءت فكرة تنظيم بطولة الخليج تعزيزاً لقيم الهويّة المشتركة بين دول الخليج العربي، وتعضيداً لمبادئ التعايش المجتمعي في إطار الموروث الثقافي العراقي من تقاليد وأعراف ومكتسبات موروثة منذ القِدم.

ظهرت روح التكافل والتضامن والتآزر في الوطنيّة والهويّة العربيّة، والمواقف بحلوها ومرّها، وتثبيت هذا الموروث الخليجي كأعمق رابطة للتعايش المستمرّ بين العرب الإخوة.

المجتمع الخليجي العربي كان له أكبر الأثر على الساحة الدوليّة والعالميّة بما يحمله من أخلاقيات وأن ما حدث في البصرة مقارنة مع البطولات الخليجيّة الأخرى من أبواب الرياضة ولعبة كرة القدم والثقافة وتطوّر البنى التحتية للرياضة العراقية وبناء الملاعب العملاقة غمر نفوس الحاضرين بفرح شديد، فالضيوف هُم أهل البلاد تكريماً عظيماً وتقديراً عالياً لتضامنهم معنا.

حين يجتمع الإعلام العراقي والعربي ليمجّد بهذه البطولة الكبيرة بحجمها فهي بحق نبضات الفكر وصدق المشاعر والمواقف لا تكفي الكلمات للتعبير عن الذات إزاء النجاح الكبير والمذهل لخليجي الفيحاء.

هذه البطولة العظيمة أعطت دروساً وحكماً للجميع بما يجود به العراق من حُب إخوي لدول الخليج بقيم عُليا وقواسم مشتركة بين الثقافات والحضارات الإنسانية وإرساء أسس التعاون والتعايش بين مواطني الخليج.

أمر يدعو للأعتزاز والفخر وإبداء المزيد من الحرص والدأب والمثابرة على استمرار هذه القيم التي وطّدتها الجماهير العراقية، وهو ما يميّز مجتمعنا العراقي الذي كان قولاً وفعلاً مجتمعاً رَحِباً وسمحاً وبطلاً يستحق فخر التاريخ به على مدار الزمان.