بالمرصاد: إداريو الأندية في قبضة الانضباط!

Saturday 18th of March 2023 11:05:43 PM ,
العدد : 5392
الصفحة : رياضة ,

 بغداد/ المدى

لم يشهد أي موسم كروي لمنافسات المُمتاز في تاريخ الكرة العراقية عقوبات انضباطيّة بحقِّ بعض إداريي الأندية المشاركة فيه مثلما يتوالى نشره في الموقع الرسمي لاتحاد كرة القدم منذ انطلاق المُسابقة في 9 تشرين الأول 2022.

أغلب قرارات لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم تتضمّن إساءة إداريي الأندية لطواقم التحكيم من خلال مهاجمتهم شخصيّاً أو التشكيك في نزاهتهم أو التنمُّر عليهم بإطلاق عبارات تُعرِّض الحكم للتهكُّم من قبل الجمهور المعروف عن تعاطفه مع لاعبي فريقه ومسؤوليهم، الأمر الذي أحرجَ المُعاقبين بقرارات انضباطيّة أنفسهم في مأزق حقيقي يحتّم عليهم عدم مُرافقة فرقهم وتغريمهم مبالغ ماليّة تتناسب مع السلوك والتصرُّف وردة الفعل حسب أحكام لائحة الانضباط. إداري نادي الشرطة تحسين الياسري، أحّد أكفأ العاملين في الأندية الرياضيّة اتزاناً وخُلقاً وعطاء، شملتهُ عقوبة لجنة الانضباط التي رأت أنه تجاوز على المنظومة التحكيميّة من خلال إطلاقه عبارات "مُسيئة ومُهينة" لجميع حكّام كرة القدم على خلفيّة مباراة الحدود، حسب تقرير اللجنة بعد عرض مقطع فيديو يصف الياسري حُكّام ساحة الملعب بـ "الخصم" وأن فريقه يواجه 14 لاعباً أي بضمنهم الطاقم التحكيم، ويُضيف بأنه لا يمكن لأحّد أن يتغلّب على على فريقه فنيّاً باستثناء الحُكّام، واستأنس بمقولة "لا يزال سوق الغزل موجود"!

بالفعل هذا الوصف غير مقبول، وكان بإمكان الياسري، عضو إدارة النادي أن يُطالب الأخيرة برفع مُذكّرة احتجاج الى الاتحاد توضِّح فيها كلّ النقاط السلبيّة، بدلاً من تلقّي عقوبة الحرمان من مُرافقة الفريق ومنع دخوله الملاعب حتى نهاية الموسم 2023 -2022، وغُرِّم بدفع 5 ملايين دينار.

الشخص الآخر المُعاقب هو إداري نادي الصناعة حسين الفكيكي وذلك لقيامه بـ (سب وشتم الاتحاد ومقيّم الحُكّام) بعد أنتهاء مباراة فريقه مع الكرخ حسب قرار الانضباط، وحُرم من مرافقة فريقه لخمس مباريات! ولم نفهم الأسباب التي تدعو الإداري لشتم مؤسّسة يلعب ضمن مسابقاتها، ويعرف أن أي كلمة تصدر عنه تستهدف الإساءة لها لن تمرَّ من دون عقوبة، وتُلحِق ضرراً بليغاً بسُمعة النادي!

الغريب في عقوبات الانضباط بحقّ الياسري والفكيكي وأشخاص آخرين قبلهما سواء لاعبين أم مدرّبين أم معالجين، لا يوجد أي ردّ فعل رسمي من أنديتهم كإجراء داخلي يتماهى مع تعزيز مبدأ العقاب لمن يستحقّ، ويُكرّس ثقافة احترام عناصر اللعبة حتى لو أصابَ النادي باعتراضه، فهل أن إدارته مع أم ضد العقوبة؟ ثم إذا كان إداري النادي يُسيء الى منظومة اللعبة، فمن يضبط اللاعب والمدرب والجمهور؟!