مصادر تكشف عن قرب ولادة تحالف سياسي (شيعي) جديد

Friday 26th of May 2023 12:55:16 PM ,
العدد : 5436
الصفحة : اخبار وتقارير ,

المدى/ متابعة

كشفت مصادر سياسية مطلعة عن تغييرات سياسية من المرجح أنها ستؤثر على توزيع الخارطة الانتخابية في التنافس المقبل على مقاعد مجالس المحافظات، بعد توسع "التشققات" داخل الإطار التنسيقي ككل وفي بعض كتله أيضاً، بما يشكل "مفاجأة غير معتادة".

ويقول مصدر مقرب من الإطار التنسيقي في تصريح تابعته (المدى)، إن "تحالفاً سياسياً جديداً باتت ملامحه شبه واضحة سيخرج من عباءة الإطار التنسيقي يضم مبدئياً ثلاثة أطراف ستشكل أشبه ما يكون بالند للإطار الذي تفرد بزعامته رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي".

ويوضح المصدر "التحالف الجديد يضم تيار الفراتين بزعامة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وابن عمه القيادي في ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود، إلى جانب كتلة الصادقون الممثلة لحركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، وهناك مشاورات تجري لانضمام زعيم تحالف الفتح هادي العامري".

غير أنه يشير إلى أن "التحالف لم يُسمَ لغاية الآن تحت أي عنوان حيث أن رئيس الوزراء يسعى إلى ضم تمثيل سنيّ للتحالف لكي لا يكون ذا صبغة واحدة، وهي مساعٍ يرى السوداني أنها قد تتحقق قبيل بدأ التنافس في انتخابات مجالس المحافظات".

وبهذا الصدد يوضح المصدر، أن الهدف من لقاء السوداني والعامري هو التنسيق للانتخابات المقبلة "حيث تجري مشاورات جادة بين السوداني والعامري الذي أبدى اهتماماً بالانضمام للتحالف الجديد لخوض انتخابات مجالس المحافظات وقد يستمر هذا الوفاق إلى الانتخابات البرلمانية ما لم تحدث مفاجآت"، بحسب ما يرجح المصدر.

وفي حال استمر "الفيتو" المفروض على رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وتياره "الفراتين" حول مشاركته في الانتخابات المحلية، بحسب ما أبلغ مصدر "من المرجح أن تكون مشاركة السوداني بالانتخابات تحت غطاء التحالف الجديد مما يجعل تشخيص مرشحيه أمر خفي على غير تحالفه"، يقول المصدر المقرب من الإطار التنسيقي.

وبشأن حصول ملامح انشقاق في منظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري، يقول مصدر سياسي مطلع آخر، إن "هناك خلافات حادة داخل منظمة بدر حيث أن بعض قيادات الخط الأول للمنظمة أبدت استياءً من استحواذ أشخاص مقربون من العامري على صناعة القرار في المنظمة".

ويوضح المصدر، أن "زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي فتح قناة تواصل مع قيادات منظمة بدر المنزعجة من سياسة العامري في إدارة المنظمة ليضمهم إلى دولة القانون".

ويشير إلى أن "المالكي كان مستاء جداً من سياسة التقريب التي انتهجها العامري مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خلال الأزمة السياسية قبل تشكيل حكومة السوداني، وتواصله مع البدريين المنزعجين يأتي لسحب البساط من تحت أي زعامة شيعية محتملة غيره".

يقول المصدر المقرب من الإطار التنسيقي، إن "رئيس الوزراء وبعد لقائه بالعامري، وجذبه مرشحين لديهم جمهور سواء داخل كتلته الفراتين أو غيرها، بات متحمساً جداً لخوض انتخابات مجالس المحافظات على الرغم من أنه لم يكن بهذا الحماس في الفترة السابقة، إلا أن هذه المتغيرات شجعته على خوض المغامرة".

وكان مصدر مطلع قد أشار الى أن القيادي في ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود اختار قيادياً في حركة عصائب أهل الحق كمرشح لمنصب محافظ بغداد في الانتخابات المحلية المقبلة، ما تسبب بخلاف بينه وبين المالكي الذي يرى أن اختيار المرشحين للانتخابات المحلية والبرلمانية يجب أن يكون عن طريقه.

 

مصدر مطلع ثالث يؤكد "تذمر" بعض القيادات في الإطار التنسيقي وائتلاف دولة القانون من "إصرار" زعيم الائتلاف نوري المالكي على "التفرد بالقرار" ومن المرجح أنهم سيغادرون بأقرب فرصة لخوض الانتخابات منفردين أو منضوين في تحالف السوداني أو غيره.

ويقول المصدر "لا يخفى أن كتل الإطار التنسيقي عندما اجتمعت تحت هذا المسمى لم تكن متجانسة ولا متوافقة إلا أن خوفها من خطر التيار الصدري خصوصاً بعد تحالفه مع الكورد والسنة وتشكيل التحالف الثلاثي في حينها، حيث رأى الجميع أن مصالحهم باتت مهددة ومن المتوقع جداً أن يُسلبون امتيازاتهم ما دفعهم إلى التكتل للحفاظ على المكتسبات ودرء الخطر".

ويضيف "كان من المتوقع تصدع الإطار في أي وقت أو على أقل تقدير أن استمرار بقاء حيدر العبادي وائتلافه وعمار الحكيم وتياره لم يكن في الحسابات البعيدة المدى، كما أن احتدام الخلاف ووصوله إلى مرحلة خطيرة مع الصدر والذي بلغ ذروته في أحداث المنطقة الخضراء والدور الذي لعبه العامري لتقريب وجهات النظر جعل الأخير أيضاً مرشحاً للانسحاب من الإطار".

ويستدرك المصدر "تصدع ائتلاف دولة القانون أمر لم يكن بالحسبان لكن سياسات زعيم الائتلاف نوري المالكي لم ترق لعدد من قيادات الائتلاف وبعضهم نواب لدولة القانون".

ويتابع المصدر "البعض من هؤلاء حدد مصيره السياسي بالانضمام لتحالف السوداني أما الآخرون فمن المرجح أنهم يتحينون الفرصة للخروج من دولة القانون في حال تلقوا ضمانات من تحالفات أخرى".

ويختم المصدر بالقول "من المرجح أن المالكي سيخوض انتخابات مجالس المحافظات بائتلاف دولة القانون بعيداً عن الإطار التنسيقي معولاً على جمهوره".