فلنتحدث بصوت واحد كي نوقف العنف ضد المرأة

Wednesday 28th of November 2012 08:00:00 PM ,
العدد : 2660
الصفحة : آراء وأفكار ,

مارتن كوبلر*

لقد أثارت الحادثة البشعة التي تعرضت لها الطفلة ملالا يوسف زاي صدمة في أرجاء المعمورة على مدى الأسابيع الماضية حيث كادت الفتاة الباكستانية ذات الخمسة عشر ربيعا أن تدفع حياتها ثمنا لدفاعها عن حق الفتيات في الذهاب إلى المدرسة.
لقد هزني هذا العمل الدنيء مثلما هز الكثيرين غيري، فالعنف ضد المرأة غير مقبول بغض النظر عن مكان وقوعه.
لا يزال يرتبط ذكر المرأة في كثير من الأحيان بعدم المساواة وتحمل المشقات وينبغي شجب مثل هذا الظلم دائما. وتواجه النساء من جميع الخلفيات بغض النظر عن سنهن أو مستوى تعليمهن أو مواردهن المالية العقبات في تحقيق أحلام بسيطة – ولكنها جوهرية - كالدراسة.
يجب أن تعلو أصواتنا لإدانة هذه الوحشية ضد الضعفاء والمستضعفين. فللأسف تسود ثقافة الصمت في كثير من الأحيان ويفلت الجناة مرارا وتكرارا دون عقاب. وفي العالم الذي نعيش فيه، لا يزال شجب انتهاكات حقوق الإنسان يعد عملا من أعمال الشجاعة.
وللأسف العراقيون هم أكثر العارفين بالعنف وانتهاكات حقوق الإنسان التي شهدتها بلادهم خلال سنوات من الصراع الذي أثر بعمق على حياتهم ودمر أسرهم. ولكن في العراق، كما في غيره من البلدان، تظل الحقيقة هي أن النساء في أوقات الحرب يصبحن الضحايا الصامتات لجرائم العنف والانتهاكات.
يجب ألا تكون الحرب ذريعة لارتكاب العنف أو استهداف الضعفاء والمستضعفين ولن يتحقق السلام والتقدم في العراق إلا إذا تمكن الرجال والنساء على حد سواء من العيش دون خوف من العنف.
لقد تم إحراز بعض التقدم، فقد حددت الحكومة العراقية حماية وتمكين المرأة كأولوية في خطة التنمية الوطنية ،وهذا بالتأكيد يمثل حدثاً فارقاً علينا أن نسلّط الضوء عليه.
ومع ذلك، لا يزال العديد من النساء في جميع أنحاء البلاد يواجهن حالات واسعة من العنف القائم على النوع الاجتماعي حيث تعاني واحدة من كل خمسة نساء في الفئة العمرية بين 15 - 49 عاما من العنف الجسدي على يد الزوج. إن هذا يجب أن ينتهي، فامرأة واحدة ترزح تحت نير العنف هو رقم أكبر من أن يحتمل.
يجب اتخاذ الإجراءات للقضاء على العنف ضد المرأة ليس فقط على المستوى السياسي بل على المستوى الشخصي أيضا وهذا يعني الوقوف إلى جانب المرأة في حال تعرضها للإساءة وتثقيف الرجال والنساء حول حقوق الإنسان والمساواة والاحترام المتبادل.
هناك الكثير مما يدعو للأمل فقد بدأت الفتيات في جميع أنحاء البلاد بإعلاء أصواتهن للمطالبة باحترام حقوقهن الأساسية. رقية عبد العلي هي واحدة من هؤلاء الفتيات وهي طالبة عمرها 19 عاما من بغداد كانت قد أطلقت حملة على الفيسبوك تحت عنوان "ثورة على المجتمع الذكوري". وتهدف هذه الحملة إلى توعية المرأة العراقية بحقوقها ومكافحة التحرش الجنسي. وبعد مضي بضعة أشهر على إطلاق هذه الحملة أصبح لها أكثر من 10,000 مؤيد. ومن خلال دفاعها عن حقوق المرأة فإنه تعطي صوتا لمن لا تسمع أصواتهن.
إن الفتيات الشجاعات مثل رقية وملالا لا تعطين فقط الأمل لضحايا العنف والترهيب من النساء في جميع أنحاء العالم بل تعطينهن أيضا صوتا مسموعا.
يجب أن يتحمل الجميع مسؤولية مكافحة العنف ضد المرأة. وآمل أن تلهم مبادرة رقية غيرها من النساء العراقيات الشابات وأن تلهم أيضا الرجال ليضموا أصواتهم من أجل رفض العنف ضد المرأة.
يجب علينا جميعا أن نعلي أصواتنا وأن نبذل كل ما في وسعنا لحماية المرأة ومنع انتهاكات حقوق الإنسان. ويجب على الحكومات والقادة أن يكونوا قدوة للجميع. ويحظى كذلك صوت وإرادة كل مواطن بنفس القدر من الأهمية.
* الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق