طالباني: لغة التهديد لن تبني العراق والتحشيدات المتبادلة أسوأ ما في الأزمة الراهنة

Wednesday 5th of December 2012 08:00:00 PM ,
العدد : 2667
الصفحة : سياسية ,

اعتبر رئيس الجمهورية جلال طالباني ان "لغة التهديد" لا تبني العراق الجديد، محذرا من ان الأزمة التي تعيشها البلاد تهدد بـ"أجواء الاحتراب" ووصفها بأنها "ليست بالهينة".

واعتبر الرئيس طالباني، في بيان وجهه الى الشعب العراقي، وحصلت "المدى" على نسخة منه، ان أسوأ ما بالأزمة الراهنة بين بغداد واقليم كردستان اقترانها "بتحشيدات متبادلة للقوات والتلويح باستخدامها". ودعا الاطراف الى "التهدئة لتجنب التوتر الميداني والسياسي والإعلامي" بهدف استكمال مشاوراته التي بدأها مع الكتل منذ وصوله الى العاصمة بغداد. وحث الجميع على"إعلاء صوت العقل على الاهواء والاندفاعات والمصالح الفئوية".

وقال طالباني "يملي علي موقعي كرئيس للدولة وصائن لدستورها، كما يملي علي ضميري الوطني، أن أقول لكم بكل صدق وصراحة، إن وطننا الذي ناضلنا جميعاً، سنوات طوالاً، في سبيل تحرره من نير الدكتاتورية ومن ثم عملنا ونعمل جاهدين لإرساء وترسيخ أسس الديمقراطية والعدل والمساواة في أرجائه، يواجه أزمة ليست بالهينة تستدعي منا وقفة مراجعة وتفحص لما نحن فيه ولما ينبغي أن نتفاداه وما يجب أن نصبو إليه".

ولفت الى إن "العملية السياسية، التي مرت بمراحل خطرة كادت تودي بها إلى مهاوي الاحتراب الأهلي، تواجه اليوم مخاطر يسببها غياب الثقة بين الفرقاء وانعدام الرؤية الواضحة للغايات والمرامي الفعلية، والاهم من ذلك إن هذه المخاطر تقترن أحيانا بحشد متبادل للقوات والتلويح بإمكانية استخدامها".

واعتبر "مثل هذا التطور ليس خطراً على العملية السياسية فحسب، بل انه قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تهدد صميم امن البلاد وسلامة أهلها، وهو ما يفاقمه الوضع الإقليمي المتأزم بوتائر متصاعدة من حول العراق".

واضاف "إن كل ذلك يستدعي منا، نحن قادة البلاد، أن نعي أبعاد التأزم الراهن ونسعى لتطويقه وإيجاد الحلول للمشاكل القائمة في إطار القانون الأساسي للبلاد".

وتابع "إن صوت العقل ينبغي أن يعلو ويطغى على الأهواء والاندفاعات والمصالح الفئوية، ولابد من أن يكون الحوار البناء في ظل الدستور، أداتنا الوحيدة لمواجهة المعضلات القائمة مهما بدت مستعصية".

ولفت الرئيس الى انه بدأ ""سلسلة من المشاورات والاتصالات مع الاخوة في القيادات السياسية ووجدت منهم تجاوبا وتفهما لطبيعة وحساسية الوضع الراهن".

واستدرك بالقول "ولكن لكي ينتظم الحوار ويأخذ مداه لابد من تهدئة حقيقية وضبط للنفس والمشاعر وتجنب كل ما يمكن أن يدفع نحو مزيد من التوتر الميداني والسياسي والإعلامي".

وأكد رئيس الجمهورية "إن العراق الجديد الذي طالما حلمنا به لا يمكن بناؤه إلا في أجواء الاستقرار والتعاضد والتآخي بين جميع أبنائه وبناته على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية، ويتطلب منا جميعا تفادي كل ما يمكن ان يؤدي الى مزيد من الاحتقان والتأزيم ونبذ لغة التهديد والوعيد، واعلاء صوت الحكمة والعقل وصون الاستقرار والسلم الاهلي، وتعزيز لحمة النسيج الوطني العراقي".