رئيسة لجنة الآثار في مجلس كربلاء:السياحة لا تتطور إلا من خلال فتح باب الاستثمار

Friday 27th of May 2011 07:54:00 PM ,
العدد :
الصفحة : محليات ,

 كربلاء/ علي العلاويأينما تتجه في كربلاء تجد معلما آثاريا أو تراثيا وكأنها مدينة تشبه جزيرة محاطة بالآثار وليست بالمياه التي تبعد عنه مسافات الآثار في كربلاء تبدأ شمالا من بغداد ولا تنتهي شرقا عند تخوم بابل وتنعطف جنوبا حيث النجف

 والخانات وتسلك طريق الغرب الغريب المليء بالآثار التي تبدأ قبل خمسة آلاف سنة قبل الميلاد وتعسكر في اقرب آثار لكنيسة عمرها 170 عاما قبل الإسلام ولا تأخذ من منارة موقدة سوى دليل سياحي لطريق يوصلك حيث الحجيج.بهذه الكلمات قال احد الأدباء وهو يشعر بغصة من أن لا احد يلتفت إلى هذه الآثار وصيانتها إلا ما اتصل من المسؤولين بما يريدون لواقع ربما هو مأزوم امنيا وسياسيا إلا انه يقول إن الحفاظ على الآثار والتراث يعني الحفاظ على الحياة والمستقبل.يقول احد سكان مدينة عين التمر ويدعى أبو جليل أن الطريق إلى عين التمر يعني الطريق إلى التاريخ فما أن تعبر آثار الطار وسلسلة تلالها الغارقة في عمق التاريخ الممتد إلى ما قبل الميلاد فلا تجد سوى ريح تصفر في المكان..ويقول إن النظام السابق أهمل هذه الآثار حتى إن الناس لا تعرف من كربلاء أن فيها حضارات وليست حضارة واحدة وإذا ما أراد الباحثون دراستها فان الحاجة إلى مجلدات جديدة تبقى قائمة..ويضيف إن النظام السابق رسخ في الذاكرة فقط قصر الاخيضر وكأن التاريخ بدا من هنا ولكن الحقيقة ان هذا الأعمال امتدت أيضا إلى سنوات ما بعد سقوط النظام ولم نر إلا أعمالا راخية بحسب تعبيره في هذا الأثر أو ذاك .ولكن هذه الآثار كما كتب عنها في فترة ما بعد السقوط تعرضت إلى السرقة ولم تحرك دائرة الآثار في حينها ساكنا لكي توقف هذه السرقات إن كان في العبث بمحتوياتها وتهريبها أو بيع التراب الذي يقع فيه الأثر لأنه تراب صالح للمشاريع والطابوق والعمران حتى إن الناس اتهمت دائرة الآثار في حينها بالوقوف وراء هذه السرقات أو أنها كانت عاجزة عن فعل شيء.يقول المواطن احمد الطرفي أن الآثار في كربلاء تعرضت إلى كل شيء فقد نبشت الكنيسة وسرقت منها السيوف والصليب والأواني مثلما بيع التراب المحيط بالتلال الأثرية القريبة من الكنيسة ومنارة موقدة ومن قصر شمعون وهذه كلها تقع في المنطقة الغرببة للمحافظة ..ويؤكد أن يد الاعمار امتد أخيرا ولكنها خجولة أمام حاجة فعلية.ويؤكد المواطن إبراهيم الحسناوي من الخانات تعتبر من المواقع التراثية وهي تحكي قصصا لا نريد أن نربطها بالدين فقد كانت فنادق مجانية لسياح يفدون إلى المدينة من كل مكان إذا ما أردنا للمعنى أن يأخذ جانبا آخر وأشار إلى إن خان الربع تم إعادة اعماره ولكن بطريقة لم تجذب السياح لها مثلما تم تعمير قنطرة الإمام علي في منطقة الحسينية وخان العطيشي في ذات المنطقة ولكن تبقى الآثار في كربلاء بحاجة إلى دراسات لكي تكون رافدا اقتصاديا للمحافظة. معلم سياحي رئيسة لجنة السياحة والآثار في مجلس محافظة كربلاء افتخار عباس قالت: إن في كربلاء أكثر من 300 معلم سياحي اثري وتضيف إن نحو 250 معلما تم الكشف عنها بعد سقوط النظام لان الكثير من الآثار اندثرت تحت رمال الصحراء الغربية والجنوبية ..وتشير إلى إن الواقع لم يكن يساعد في المرحلة التي تلت سقوط النظام لكي نعمل على صيانة وإعادة وتأهيل الآثار إلى ما كانت عليه ولكن الحركة بدأت ..وأكدت على كل الدوائر المعنية أن تهتم بهذا الجانب فليست المسؤولية تقع على عاتق لجنة أو دائرة، بل هي مسؤولية كل الوزارات وخاصة التعليم العالي والتربية وبالتأكيد السياحة والآثار والوقف الشيعي ودائرة المزارات وحتى وزارتي البلديات والشباب لأنها معنية بالأمر حتى من خلال تنظيم رحلات سياحية أو تهيئة البنى التحتية المرتبطة بالمواقع الأثرية..وتشير عباس إلى إن السياحة لا تتطور في العراق من خلال رصد الأموال لأنها لن تكفي مهما تم الرصد لها في ظل الأوضاع التي نعيشها لذلك فان الحل يكمن من خلال فتح باب الاستثمار أمام الشركات العالمية التي تهتم بالسياحة وهي كثيرة لذلك فهناك تعاون مع منظمة اليونسكو العالمية على انشاء فندق سياحي كبير..وتؤكد إن العالم ربما قرأ الكثير عن حضارات العراق وان المواطن العراقي ربما قرأ عن هذه المواقع ولكن لا زيارات منظمة لها الكثير من الوفود السياحية تذهب إلى دول الجوار والعالم للاطلاع على آثار تلك الدول في حين إن المواطن ذاته لا يعلم ولم يزر آثار بلده وعليه فإننا بحاجة إلى تشكيل لجان لتشجيع هذه الزيارات وتنظيم السفرات السياحية ولتبدأ مجانية للطلبة والوفود الأخرى أو بأجور رمزية مع القيام بحملة إعلانية كبيرة توضح هذه الآثار التي ستكون للعراق رافد اقتصادي مهم بكل تأكيد،ريثما تصل الحالة الى تنظيم سفرات سياحية لوفود سياحية أجنبية. مؤتمر سياحيولان السياحة لها اثر كبير في تقدم المجتمعات فان الجانب الأكاديمي اخذ هو الآخر يضطلع بهذه المهمة للتنبيه على أهمية الآثار والسياحة المرتبطة بها..ويقول رئيس قسم الصحافة في جامعة أهل البيت بكربلاء محمد عبد فيحان: إن السياحة لا تعني حدائق ونافورات ومناطق خضراء وكافتيريا لإطعام السياح، بل تعني دراسة الأثر وما أنتجه التاريخ لكي نجذب السياح إلى آثارنا.