الجواهري في مهرجانه التاسع يؤكد (باقٍ وأعمارُ الطغاة قصارُ)

Friday 12th of October 2012 05:06:00 PM ,
العدد : 2620
الصفحة : عام ,

بغداد/ يوسف المحمّداوي
انطلقت أمس الأول الخميس فعاليات مهرجان الجواهري بدورته التاسعة  على قاعة المسرح الوطني، وسط حضور لافت للنظر،  تقدمه العديد من أعضاء مجلس النواب السابقين واللاحقين، وما يميز المهرجان هو الحرص العالي من قبل اتحاد أدباء وكتاب العراق على إنجاح المهرجان بدورته التاسعة على الرغم  من غياب الدعم الحكومي للمهرجان.
وأطلق اسم الشاعر التركماني الراحل عبد اللطيف بندر اوغلو على هذه الدورة ليثبت المثقف العراقي بان الجواهري هو شاعر وطن وشعب   وليس مكونا، وان اوغلو وكوران  والأسماء التي سبقتهما في الدورات السابقة هم شعراء وطن وشعب واحد، لا يمكن ان تقسمه أهواء الساسة الطائفيين او القوميين من قادة البلد الجديد.
افتتح المهرجان بكلمة للسيد فوزي الاتروشي وكيل وزارة الثقافة الذي قدمه الشاعر إبراهيم الخياط  مؤكدا في كلمته أن الجواهري بعمره الذي هو بعمر الدولة العراقية يبقى شجرة باسقة في حياتنا، وقال إن المهرجان في تسميات دورته باسم الشعراء العرب او الكرد او التركمان انه دليل على ابتعاد المثقف العراقي عن أية زوايا للتطرف، وهذا هو سر نجاح المهرجان بدوراته التسع، وبين الاتروشي أن هناك توجها جديا لدى الوزارة بتقديم العون والدعم للمبدعين الشباب على ضوء مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013.
وعما قدمته الوزارة لدعم المهرجان أكد الاتروشي أن الوزارة خصصت في العام الماضي 25 مليون دينار، وفي هذا العام 40 مليون دينار ولكن اتحاد الأدباء لم يتسلمها لعدم تقديمه وصولات تصفية السلف السابقة بحسب قوله.
بعد كلمة الاتروشي جاءت كلمة رئيس اتحاد أدباء وكتاب العراق الناقد والمترجم فاضل ثامر ليؤكد فيها أن اغلب الفعاليات التي يقيمها الاتحاد هي من الجهد الذاتي، وما ذكره السيد الاتروشي عن مبلغ الدعم الـ(25) مليون دينار للعام الماضي، قدم الاتحاد كافة الوصولات الحسابية المنظمة للجنة الإدارية في الوزارة لكننا نصطدم دائما بالمعوقات الإدارية، ونحن لم نتسلم العام الماضي او هذا العام أية مبالغ من الوزارة، وبين ثامر عتبه على الرئاسات  الثلاث لعدم دعمها للمشروع الثقافي، موضحا بان هناك جهات لديها نوايا لتغييب الثقافات العراقية، من خلال مداهمة الاتحادات ومحاربة المثقفين والإعلاميين، مؤكدا  ان الثقافة العراقية تمر بمرحلة صعبة جدا، ومع ذلك اجتازها المثقف بنجاح وهذا المهرجان هو نقلة واضحة بالواقع الثقافي أكد فيه  أنه ليس متفرجا دائما وإنما هو متفجر بالإبداع، وعلينا ان نخلق جيلا جديدا قادرا على البناء والتحدي ومحاربة من يريد تأسيس دولة دينية، فلا نسمح للقوى الظلامية بالاستحواذ على السلطة، لان الشعب العراقي لا يمكن ان يتخلى عن الفن، عن الموسيقى، عن الفرح لأنها طريق الحياة، وتجارب الإسلام السياسي مؤقتة وسيصيبها الفشل.
بعد كلمة رئيس الاتحاد طل الشاعر عبد السادة البصري كعريف للحفل ليقدم لنا الشاعر الجواهري بصوت الشاعر عمر السراي وذلك بقصيدته (انا حتفهم) التي كتبها إلى هاشم الوتري، فأجاد السراي أية اجادة وتمسرح في قلائد ودرر أبي فرات ليصل إلى ختام القصيدة العصماء قائلا: لا بد عائدة إلى عشاقها
تلك العهود وان حسبنا ذواهبا
ليشاكس من يريد أن ينافس الجواهري على النشيد الوطني بقوله (خسئوا)، بعدها جاءت قصائد الشعراء، محمد حسين آل ياسين، محمد علي الخفاجي، رمزي جاووش، موفق محمد برائعته كاتم صيف، نضال القاضي ،آوات حسن، زهير بهنام، مروان عادل حمزة، لتختم  الجلسة الصباحية على أنغام الموسيقى بمعزوفات جميلة لفرقة وتريات صوتية، وعلى هامش المهرجان أقيم معرض للصور بإشراف الفنان التشكيلي احمد الماجد، ومعرض آخر لنشاطات لجنة التكامل الاجتماعي للاتحاد في زيارة الأدباء المرضى وهو للمصور عبد الرضا موسى السوداني، وكذلك معرض صور مقدم من عائلة الجواهري، وكذلك أقيم معرض تشكيلي على قاعة الجواهري تحت عنوان محطات لونية ضم العديد من اللوحات للفنانة رنا عامر، هذا ويختتم المهرجان الشعري اليوم بجلسة شعرية على حدائق اتحاد الأدباء.