العـاريــة .. فـي الفــن والأدب

Friday 28th of December 2012 08:00:00 PM ,
العدد : 2689
الصفحة : تشكيل وعمارة ,

 أعلن مزاد سوذبي في أواخر آذار الماضي أنه سيطرح للمزاد لوحة مكتشفة حديثاً للفنانة البولونية الأصل تامارا دي ليمبيكا ( 1898 ــ 1980 )، و هي فنانة حولت الشكل اللطيف من أشكال التكعيبية إلى ديكو فني Art Deco ( و هو أسلوب تصميمي فني انتقائي انتشر في باريس في عشرينات القرن الماضي ) . و هذا لا يعني أن لوحاتها ليست مؤثرة بطريقتها الخاصة. فهي باعتبارها نماذج فترة، تُعد انتصارات. أما اللوحة موضوع الحديث " العارية  Nu adossé I "، من عام 1925 ، فهي عهد جديد بالنسبة لقدرة دي ليمبيكا على الشكل النموذجي model. فالعارية ليست مجرد لوحة نحتية، أنشأتها مثل العمارة المقوسة على نحوٍ أنيق الخاصة بالفترة نفسها. فكل شيء ــ الكرسي، الثوب الذي فوق حضنها، شعرها المقصوص ــ كأنه من حجر. وحتى مع كونها تغطي نفسها بذراعين متقاطعين على نحوٍ محتشم، فإن نظرتها تكاد تحرق ثقوب قماشة اللوحة. و إذا ما بدا و كأن الفنانة كانت تنطوي على تفضيل للفتيات الناهدات القويات، حسَنٌ، فإن هناك سبباً لذلك.

إن رواية أليس أفيري الأخيرة، ( العارية الأخيرة )، عمل فاتن من الأدب القصصي التاريخي يروي  لنا قصة رفائيلا فانو، التي رسمتها دي ليمبيكا، ثم شاطرتها الفراش، ثم استخدمتها كدعامة مسرحية حين راحت الفنانة تتنقل في عالم شواذ باريس وتخطط لصيانة مستقبلها الفني  والشخصي.

و كانت دي ليمبيكا ستكون قد أبدعت ( Nu adossé I ) قبل سنتين قبل مقابلتها رفائيلا، لكنني سألت أفيري عن أفكارها بشأن العمل المنشأ مجدداً، و الذي، وفقاً لمسؤولي مزاد سوذبي، قد اختفى بوقتٍ قصير بعد معرضه الأول في ميلان في عام 1925 و ظهر حين اتصل صاحبه ببيت المزاد مؤخراً في السنة الماضية. فهل يمكن أن تكون لذلك علاقة ما بعاريات رفائيلا؟

على كل حال، فإن مزاد سوذبي أعلن أن اللوحة ستُعرض في لندن و نيو يورك  قبل بيعها  في أوائل آيار2012 في موقع المزاد في نيو يورك. أما رواية ( العارية الأخيرة ) لأليس أفيري، فقد نُشرت في كانون الثاني 2012.

و تقول أفيري " من المؤكد أن تامارا  كانت تحب رسم النساء الشابات البدينات. و يبدو فعلاً أنها كانت تعود إلى وضعية لوحة ( Nu adossé I ) عند رسمها ( الحلمLe Rêve    ) بعد سنتين "، مشيرةً بذلك إلى لوحة رفائيلا التي تزيّن غلاف روايتها ( العارية الأخيرة ). " و من المفيد التفكير بهذه اللوحة كتمهيد أو عمل تسخيني للوحة Le Rêve. و أعتقد بأن التماثلات تعطي مصداقيةً لفهمي أن تامارا قد وجدت رفائيلا قابلة للتبادل أكثر مما وجدتها رفائيلا هكذا ".

  عن / The New York Sun