15 الف موقع أثري بحماية 2000 حارس امني فقط !

Monday 28th of September 2009 06:44:00 PM ,
العدد :
الصفحة : تحقيقات ,

بغداد / سها الشيخلي تصوير / سعد الله الخالدي تعرض المتحف العراقي  الكائن في منطقة الصالحية   الى اضرار متنوعة  اثر التفجيرات التي طالت مبنى وزارة الخارجية القريب من مقر المتحف ، وشملت الأضرار تكسر زجاج النوافذ وسقوط  السقوف الثانوية لبعض قاعات العرض مع تشقق جدران احدى القاعات. «المدى» زارت المتحف العراقي واطلعت على تلك الاضرار وإعادة الاعمار الثاني بعد مرحلة السلب والنهب الأولى بعد التاسع من نيسان 2003

قاعة الحضارة السامية   لخصت مديرة المتحف العراقي الدكتورة اميرة عيدان ذهب الأضرار التي حصلت اثر الانفجار يوم الاربعاء الدامي  الذي طال مبنى وزارة الخارجية العراقية بحدوث تكسر بعض زجاج قاعات العرض بسبب شدة الانفجار ، فالزجاج هو نقطة ضعف في اي مبنى في الانفجارات ، وقد حدث تخلخل اثناء ذلك الانفجار في جدران بعض قاعات العرض في المتحف كما تعرضت جدران قاعة الحضارة السامية الى شقوق ، وتحركت الزجاجيات العديدة التي تضمها قاعات العرض اوالتي لم يتم عرضها للجمهور بعد .  وعن الجهات التي قامت بترميم المبنى وتبديل الزجاج المتكسر اشارت الدكتورة الذهب إلى: ان منظمة اليونسكو والدول المانحة  والحكومة العراقية قد قدمت لنا عروضا مالية لترميم المبنى جراء الاضرار وسوف يستمر الترميم حتى معالجة كافة الاضرار ،اما عن موعد افتتاح قاعات المتحف للجمهور فأشارت الدكتورة الذهب: ليس الآن  بل نحتاج الى بعض الوقت. وعن السرقة التي تعرض لها المتحف العراقي اثناء الاحداث الاخيرة قالت الدكتورة الذهب ،لدينا نوعان من الآثار المسروقة الاولى تمت سرقتها من المتحف وتحمل ارقام المتحف ، والثانية اثار مسروقة من المواقع الاثرية العديدة المنتشرة في انحاء العراق ، و لا زالت ترد الى ادارة المتحف العديد من المسروقات عن طريق اما المنظمات او الهيئات او الكتل السياسية ،  ونمنح المكافآت التي تعتمد على نوع وتاريخ واهمية تلك اللقى . ويضم المتحف الان 25 الف تمثال من اصول ما قبل التاريخ لحد الا صول التراثية التي تؤرخ ب100-200 سنة . وعن عدد المواقع الاثرية في عموم العراق والتي تتعرض للنبش والسرقة اشارت الدكتورة الذهب الى ان هناك 120 الف موقع اثري اغلبها من عصور ما قبل التاريخ وهي معرضة للسرقة ومن الصعب تامين حراسات لمثل هذا العدد الكبير من المواقع .   جولة للاطلاع إطلعنا على الاضرار التي احدثها الانفجار الذي حدث بتاريخ 19 اب الماضي في المتحف العراقي الذي أنشئ عام 1923 والذي كان في البداية قد شغل حيزا صغيرا في بناية القشلة  ( السراي سابقا ) والذي يعتبر من المتاحف العالمية  المهمة ، ويأتي في المرتبة السادسة بين متاحف العالم لميزته الخاصة ، فهو يستعرض المراحل  الحضارية للتأريخ العراقي القديم  ، ومن المؤسف حقا ان يتعرض هذا الصرح العظيم الى الاضرار جراء انفجارات الاربعاء الدامي ، كما تعرض   للسرقة والسلب والنهب بعد سقوط النظام السابق ، وقد تم ترميم بعض من تلك الاضرار وتبديل بعض من زجاج النوافذ المكسور وما زال البعض الاخر ماثلا للعيان ، و عن السرقات التي طالت بعض موجودات المتحف   فان جهود المخلصين من ابناء الشعب والمسؤولين وعدد من الدول الصديقة استطاعت ان تعيد الكثير من القطع المسروقة رغم تعرض بعضها الى التلف ، من بينها قطع نادرة ، فاسرعت الايادي الفنية الى اعادتها الى الحياة مرة اخرى . ومن اهم القطع التي اعيدت الى المتحف الاناء النذري الذي يمثل تدفق نهري دجلة والفرات، وعاود المتحف نشاطه من جديد في شباط من عام 2009 بعد توقف دام ست سنوات ، وبعد ان اكملت عمليات تأهيله ومحيت اثار التخريب التي تعرض لها خلال احداث عام 2003 . رافقتنا في الجولة مديرة الارشاد التربوي لمى ياس التي شرحت لنا موجودات القاعة الاولى والتي تضم الاثار المعادة من قبل المواطنين العراقيين ، ثم دخلنا الى قاعة اخرى تضم اختاماً واواني وجراراً تعود الى حقب زمنية متعددة وشاهدنا ان بعضا من السقوف الثانوية قد سقطت بفعل الانفجار المدوي الذي حدث وتواصل السيدة لمى شرحها لنا عن الاضرار قائلة : - لو لم تكن جدران المتحف سميكة الى درجة كبيرة لكانت حدثت كارثة ولسقطت  الجدران وتخربت القاعات وتلفت الموجودات التي لا تقدر بثمن . كما عرجنا على قاعة المخطوطات التي تعرض انفس المخطوطات العربية في مختلف العلوم ، حتى نصل الى القاعة الاسلامية لتواجهنا المحاريب الحجرية وصناديق الاضرحة وزخارف سامراء الجصية والمسكوكات ، ثم توجهنا الى قاعات اخرى فوجدنا ان درجة الحرارة كبيرة فيها ووقفنا امام مسلة حمورابي رابع الملوك البابليين ووقفنا بخشوع امامه وهو يتسلم الرقم من الاله مردوخ اله مدينة بابل والتي تضم القوانين  التي شرعها ذلك الملك العظيم وكيف استطاع ان ينظم من خلالها الحياة الاقتصادية والاجتماعية لمملكته مترامية الاطراف ، وتعد شرائع حمورابي اعظم الشرائع الانسانية وهذه المسلة كما تخبرنا لمى نسخة معتمدة من متحف اللوفر ، ثم ندخل الى قاعة تضم اثاراً من العاج للملك شلمنصر الثالث 850 ق م  وآثاثاً كله من العاج باللونين الاسود والابيض وكذلك القلائد المستخدمة للزينة واغلبها من العاج الفي