فــــارزة: الأصيل والوكيل... ومابينهما

Tuesday 29th of September 2009 12:24:00 AM ,
العدد :
الصفحة : مقالات واعمدة ارشيف ,

يوسف المحمداوي بعيدا عن التعقيد اللغوي وادعاء المعرفة والتفطحل في القواميس،يعرف الاصيل في القانون الصحاحي بانه البذرةالاولى وماتلاه يدرج ضمن الفرعيات التي تنتمي للاصل ،اما الوكيل فهو الانابة عن شخص وتمثيله في المكان المطلوب.

مادعانا لهذا المدخل،هو مايجري من صراع واضح ومكشوف بين الدجاج العربي من جهة،وبين الدجاج البرازيلي من جهة اخرى،لاسيما وان الصراع يدور في الحلبة العراقية،بعد ان اصبحنا متصدري الحلبات العالمية في جميع انواع الصراعات العالمية الانسانية والحيوانية،ولندخل في الموضوع من اضيق ابوابه ثم نبدأ بالاتساع قدر المستطاع حتى لانتهم ، ممن ذهب وجاء،وتحكم بالبيع والشراء،واتخم الوكلاء،وجوع الفقراء، تحت رداء الدين والدين منه براء. يقال ان احدى المؤسسات الانسانية والعهدة على القائل،ومع ان كل شيء زائل،لكن لازوال لنعمة الله على تلك المؤسسة التي جادت بعطفها وخيرها علينا بعد ان وجدت الدجاج البرازيلي المذبوح على الطريقة الاسلامية يعيث في السوق طمعا،بحيث وصل سعرالطن الواحد (2300)دولار،فجندت جنودا منها..المؤسسة طبعا..وارسلتهم الى البرازيل ليشرفوا مباشرة على معامل ذبح الدجاج هناك،مشترطة ان يكون الذبح على الطريقة الاسلامية وبالسكين،وفعلا تحقق المراد،ودخل الدجاج المذبوح عموم المحافظات وبغداد،وبسعر 2000دولار للطن الواحد.(اللهم احفظهم من كل مكروه)،كان دعاء الجميع لتلك المؤسسة ،التي سبقت الحكومة في خيراتها وتقديم خدماتها ووفق الطريقة الاسلامية.وتمر الايام، وتتكاثر الانواع،ويتعدد الوكلاء،دجاج الاصيل ودجاج القبول،ودجاج الضيوف  ،وغيرها من الاسماء..الاسماء وهمية والحقيقية نحتفظ بها من باب الاحوط وجوبا..  وعلامتها المسجلة السكين،مختومة بوضوح على كفن كل دجاجة، وبقوة غزوه للسوق العراقية اقدم عليه العراقيون لقدسية ذبحه وانخفاض سعره اذا ماقورن بالدجاج السعودي او الكويتي،ومع زيادة الطلب عليه،زاد حجم الاستيراد،وتكاثرفريق الوكلاء في عموم المحافظات وبغداد.اللهم لا شماتة بدجاج العرب،وان كان سيفهم في ضلوعنا ضرب. والان سنبدأ بالاتساع،من غير انصياع،بعد أن ضاع ماضاع،وشاع ماشاع ،وسكنت عرين اسودها الضباع،اصبح الطالب لوكالة تلك المؤسسةالان...الان ،لايحصل عليها الابدفع مبلغ قدره خمسون دفترادولاري الاصل والفصل،وبوساطة، وتزكية،وتملق،وعطايا.علما لي ومن ماثلني في معرفة الارقام ان الدفتر يحتوي (100)ورقة فئة(100)دولار. لماذا..؟لان زيادة الطلب كما هومعروف تزيد من سعر المطلوب،وهذا ماحصل بالفعل،فقد تجاوز سعر طن دجاج الاصيل المقدس جميع الانواع الاخرى،بحيث بلغ ال(2700)دولار،فيما تراجع سعر طن الدجاج العربي الى(2250)دولارا،وللتوضيح اكثر اصبح سعر دجاجة الاصيل مايقارب ال(5000) دينار عراقي،في حين دجاجة العروبة ب(3250)ديناراعراقيا(اللهم لاشماتة)،ومع ذلك الطلب يزداد ويزداد،ايمانا من الفقراء امثالي بأنه مذبوح وفق الطريقة الاسلامية،والامر الاخرهو التعود على النوعية والعوائل العراقية معروفة بهذا الامر،ولايمان الوكلاء بالبيت الشعري(لكل امرء من قدره ماتعودا)اصبحوا يفرضون مع بضاعة دجاج الاصيل منتوجات اخرى غير مرغوبة عند الزبائن،وهذا مايجعل تجار الجملة الصغاريفرضون سعرا آخر لتجنب الخسارة،وهي طريقة قديمة مورست في النظام السابق،مثلا عندما كانت تشح الانسة طماطم كان يبيع البقال معها فرضا خضروات اخرى تالفة كالبطاطا المضروبة اوالبصل التالف وغيرها. ولنبدأ باتساع امض واشد، ولتنفرج الزاوية،بسؤال يحمل اكبر علامة استفهام في عالم سوق الدجاج،متمنيا الاجابة الحقيقية من سماسرة تلك المؤسسة الانسانية،ومع ذلك سأسأل وأجيب،لاني اعلم تماما ليس هنالك من مجيب. سؤالي هل ان الدجاج فعلا ذبح بالسكين وباشراف تلك المؤسسة، ووفق الطريقة الاسلامية؟،لااظن...لماذا؟وماهي مبررات تلك الظنون..اقول ان مايدخل السوق العراقية من دجاج الاصيل والانواع الاخرى التابعة لتلك المؤسسة مايقرب من (125)شاحنة يوميا،علما ان استيعاب كل شاحنة (25)طنا،وكل طن يحتوي على (100) كارتون،كل واحد منها يحتوي على عشر دجاجات،ليصبح العدد الكلي لدجاج الاصيل وتوابعه من الانواع الاخرى المرسلة من ريودي  جانيرو،اوسان باولو،اوبرازيليا،وباشراف جنود تلك المؤسسة ثلاثة ملايين وخمس وتسعين الف دجاجة يوميا،السؤال الاكبر،هل من الممكن ذبح هذا العدد يوميابالسكين؟ ،وباعتقادي ان تلك المؤسسة جندت مليون برازيلي بسرعة بيليه، ومليونا برشاقة زيكو،ومليونا بلياقة رونالدو،و(95)الفا من راقصي السامبا حتى يحققون المطلوب،ويأتونا بالمرغوب ،لتحقق تلك المؤسسة اعلى درجات الجود سواء من البرازيل او من دولة قرب الحدود ،والا لما كانت السكين علامة الاصيل،وماكان الجشع ثوب الوكيل،اللهم لاشماتة بدجاجتنا العربية،اللهم لارحمة بمؤسسات تدعي الانسانية.وحسبنا الله ونعم الوكيل،في الاصيل وغير الاصيل.