كلام ابيض: كافل اليتيم

Friday 2nd of October 2009 06:32:00 PM ,
العدد :
الصفحة : محليات ,

جلال العتابي ثمة  مبادرات لا يعترض عليها أحد ، طالما هدفها الاساس ، إنساني ، يقنع الجميع  بلا استثناء ، بأن نتائجها تخدم ، وترمم وجدان ، ومشاعر،  وعوز فئة اجتماعية وقع الظلم عليها جورا وهم \"الايتام\" . وعندما يبدأ المبادرون بالشروع، بأي عمل  يؤطر الانسانية ،

عندها فقط نعرف اننا بدأنا نتغير نحو غد التآخي الحقيقي . هكذا يفهم المشاركون والمؤيدون لأي فعل يسعى الى احتضان المبادرات الناصعة بالمحبة والاحترام . ان تحس بالاخر وتساعده بقليل من جودك ،ولو باضعف الايمان، هو قمة شجاعة الايمان بالامل . الامل الذي يزرعه المبادرون  بنظريات غرس نبتة الحب بشعاع الخير. صاحب المبادرة الذي اعنيه ،شاب نحيل ، تراه ولا تسمعه، استطاع ان يقنع ابناء الحي الذي اسكنه بمشروع  صغير اسماه  \"كافل اليتيم \" ومن شروطه ان تتبرع كل عائلة بمبلغ رمزي قدره الف دينار، توزع على ايتام الحي بالتساوي اول كل شهر. وعلق لوحة صغيرة يعلن فيها عن ان مشروع\" كافل اليتيم\" ذاتي تأسس في الخامس عشر من شهر مايس من العام الحالي . والممولون فيه عوائل قطاع 61 في مدينة الصدر فقط . وغير مرتبط نهائيا لا بالحكومة ولا باحزابها . ويوضح بشكل صريح انه لا يريد اي جهة ومها كانت ان تروج او تجير مبادرته لها . والسبب ان المشروع مرتبط اساسا بالناس وعلى درجة تكافلهم ، وتعاضدهم ،  وتعاطفهم ، وادراكم للمسوؤلية وعمل الخير .  المشروع يذكر بصراحة بان هناك اخطاء مرت عبر تجربته الفتية من حيث عدم وجود بيانات تفصيلية باعداد المستحقين. وآلية التوزيع ، ويؤكد بشكل واضح عدم التوزيع قبل صلاة المغرب ، معتبرا ان تحديد هذا الوقت بالضبط يمس مشاعر اليتيم ،وعلية يكون التوزيع بعد العشاء .ويضرب مثلا :  في احد الاشهر جمعنا مبلغا  قدره مليونا دينار ، وقسم على ثلاث وثلاثين عائلة، بحيث كانت حصة العائلة  التي فيها اكثر من ثلاثة ايتام  مبلغا قدره خمسة وسبعون الف دينار وحصة خمس عشر عائلة على خمسين الف دينار. علما ان المبلغ  يرسل بيد احد شيوخ او وجهاء  المنطقة منعا لاحراج بعض الايتام .وعلى الرغم من بساطة هذه التجربة المقرونة بالتكافل الصادق لأبناء الحي او المنطقة نتمنى مع المبادرين لهذا المشروع ان يعمم على جميع المناطق في بغداد والمحافظات؛ لما فيه من مردودات انسانية كبيرة  تشكل نواة انطلاقة مركزها حب الاخر ومساعدته واحترامه في غاية خالصة المحبة . وهي خير الف مرة من منظمات  تُدعى منظمات المجتمع المدني  ، نراها من خلال لافتات فقط وشقق مغلقة وامام الكاميرت \" يعنطزون \" علينا بالمشاربع الوهمية والكاذبة . المبادرات ، مهما كبرت او صغرت  تعمل على احداث الاثر المبهر ، بالتوسع افقيا او عموديا الى تأثيث الانسانية بورد المحبة والتسامح ، واطلاق شرارة الامل . jalalhasaan@yahoo.com