محاكمة التاريخ فـي نادي الكتاب بكربلاء

Sunday 14th of October 2012 05:01:00 PM ,
العدد : 2622
الصفحة : عام ,

كربلاء/ أمجد علي
هل يمكن محاكمة التاريخ ومن يحاكمه وكيف نحاكمه ولماذا نحاكمه وعلى أي الأسس تكون المحاكمة؟ ربما هذه الأسئلة هي التي كانت تثير الجدل في أمسية نادي الكتاب التي أقامها النادي للباحث والداعية والمفكر عبد الهادي البابي، والتي أراد ان يوضح من خلالها حقيقة كتابة التاريخ واتجاهات كتابته التي أثرت بشكل ملحوظ في سير حركة التاريخ للشعوب وخاصة التاريخ الديني الذي اخذ بعدا آخر جعل من التناحرات الاجتماعية من جهة والخلافات الفقهية هي التي تسيطر وتسود حركة المجتمع الإسلامي. في هذه الأمسية التي طالت لأكثر من ثلاث ساعات قدمها الباحث حسن عبيد عيسى الذي طرح الأسئلة المختلفة ليضيف في مقدمته عن التاريخ باعتباره احد المشتغلين به سؤالا آخر.. هل التاريخ فاعل فعلا جرميا لنحاكمه؟ ويضيف سؤالا آخر: ومن نحن لنحاكم التاريخ ومن صنع التاريخ ومن يتصدى لتدوينه؟ ويشير إلى أن المثقف هو الذي يتصدى كونه القادر على محاكمة التاريخ والتمييز بين الغث والسمين.. ويؤكد أن لنا الحق في المحاكمة حين يكون التاريخ غائصا في الإحالات وهو الحاوي لكل المتناقضات والمتضادات.. ويعتقد الباحث عيسى أن المحاكمة مهمة صعبة. الباحث والداعية البابي يؤكد أن المشكلة حين يتحول التاريخ الى عقيدة، وهذه طامة كبرى، كما يصفها، ويؤكد أن هذا ما حصل خلال السنوات الأخيرة منذ عام 2000 وهو الذي بدأ التاريخ فيه يتحول إلى عقيدة تغذي الأجيال من خلال عقول امتهنت هذه الخاصية للتأثير في تغذية الصراعات والتصادمات.. ويتساءل البابي أمام هكذا حركة للتاريخ القريب ماذا تكون النتيجة؟ ويعطي البابي أمثلة على تحول التاريخ وتزييفه وتأويله، كل حسب الاتجاه الذي يريده القائمون على كتابة التاريخ بطريقة العقيدة فيقول إن هناك من يفترض أن الفتوحات الإسلامية هي تلبية رغبات سلاطين لان العقيدة لديه تتقاطع مع من قام بالفتوحات الإسلامية.. ويؤكد أن هذا هو تاريخينا فلماذا نحتج على من قام بإنتاج فيلم أساء للرسول (ص ) إذا كنا نحن لا نحترم التاريخ. ويؤكد أن هناك محاولات من داخل البيت الإسلامي تريد تشويه الإسلام وهي محاولات معروفة المقاصد و يدفع لها ومن نفذها.. ويستخلص البابي أن التاريخ إذا تحول إلى عقيدة فانه سيقتل.. وينتقد البابي كتب التاريخ في الدراسة العراقية ويعدها تسيء الى الإسلام ليس من جانب الحقيقة التاريخية بل من جانب التعامل معها من قبل القائمين على إيصال المعلومة. ويشير الى أن الكثير بدا يكفر من لا يعتقد أن التاريخ عقيدة وما يحصل في العراق والعالم العربي من مآس كلها ترتكب باسم الدين والسبب هو الروايات المشوهة الهوجاء المدسوسة. التي ساهمت بتغيير الحقائق لجعلها عقيدة تاريخية ولجعلها ماجة قابلة لحصول صراعات ولذلك فان كل الحقائق التاريخية أصبحت قنابل موقوتة. وفي مداخلة للباحث عبد الرزاق عب الكريم أكد أن احد أسباب وقوع الإساءات للإسلام التي لحقت به من خلال البيت الإسلامي هو ما كانت تخطط له الدوائر التي تريد تفتيت الإسلام باعتباره قوة كبيرة . اما الاكاديمي الدكتور عباس جبير فقد قال: التاريخ لا يمكن وضعه في محكمة لأنه يكتب ولا يمكن تغييره ولكل زمان بضاعته.. ويشير الى انه من الممكن محاسبة الكتاب وعدهم وعزلهم وتصنيفهم وهذا يعتمد على المرحلة التي تجري فيها المحاكمة.. ويضيف أن لكل زمان متاجرين وعلى المؤرخ أن يقف في منتصف الميزان وان يكون محايدا لان الكثير منهم يقع تحت تأثير السلطة فيزنون المعلومة التاريخية على أنها عقيدة.. ويؤكد لا توجد حقيقة تاريخية إلا القرآن. في حين عدّ الروائي علي لفتة سعيد موضوعة العقيدة من اخطر ما شابه العقل العربي والإسلامي بشكل خاص وهي التي دمرت البنية الثقافية للتطور وجعلت البنية الدينية هي المهيمنة على حساب خراب البنية الاجتماعية ذاتها. الباحث خليل الشافعي قال بشيء من الانسيابية: إن التاريخ حلكة وليس سكونا والحركة لا تكون إلا بعد اختلال التوازن، ويضيف أن حركة الفتوحات الإسلامية حركة مصالح ودولة وليست عقيدة الذي لا يدور في المصالح بل يوظف لمصالح متنفذين في السلطة.