تجارة قطع غيار السيارات.. بين الجديد الذي لا يعمّر والمستعمل غير المضمون

Tuesday 6th of October 2009 05:45:00 PM ,
العدد :
الصفحة : الملحق الاقتصادي ,

 بغداد /  احمد مطير شهدت فترة مابعد العام 2003 دخول السيارات مختلفة المناشئ والموديلات ومن مختلف دول الجوار الاقليمي بشكل جنوني بدت لأول وهلة من دون ضوابط رادعة وانتهت الى زحامات واختناقات مرورية في ظل انتشار مايعرف بسيارات ( المنفسيت )، وانتهى المشهد الان الى سيارات حديثة من موديلات 2007 صعودا اوجدتها الضوابط الحكومية بمنع الاستيراد خارج هذه الموديلات.

وفي ظل هذا المشهد استدعت الحاجة الى قطع غيار لهذا الكم الهائل من السيارات في ظل  تعذر إيجاد قطع غيار جديدة ذات مواصفات وجودة عالية عند إصلاح سياراتهم، فيضطر العديد منهم الى المواد المستعملة أو ما تسمى بـ\"التفصيخ\"، ذلك أنها أفضل من قطع الغيار الجديدة التي أغرقت السوق ويشكو الكثير من سائقي المركبات من رداءة نوعيتها.محمد  عبد الله احد أصحاب محال بيع المواد الاحتياطية في السنك قال: نظرا لان اغلب ما موجود من قطع غيار هي صينية المنشأ ولا تتمتع بأدنى مستويات الجودة فأنه ينصح الباحثين عن قطع الغيار باستخدام المستعمل او التفصيخ، مع ان البعض يفضل استخدام  المواد الاحتياطية المستعملة او التفصيخ التي تستورد من الخارج لأن أسعارها مناسبة.يقول أحسان شاكر صاحب محل لبيع الأدوات الاحتياطية المستعملة: ان عدد هذه المحال بتزايد  وقد أصبحت تفوق ما كانت عليه في السابق بأضعاف، نتيجة ازدهار هذه التجارة وتزايد الطلب على الأدوات المختلفة، بعد دخول عدد كبير من السيارات المختلفة الأنواع والأحجام خلال سنوات قليلة. يقول محمد  منادي وهو صاحب محالّ لبيع قطع غيار السيارات: ان عملية التوسّع في هذه التجارة حوّلت العديد من المنازل والعمارات السكنية الى مخازن ومستودعات كبيرة، يتم فيها خزن قطع الغيار. ويضيف منادي : نسبة الأرباح الكبيرة التي تحقّقها هذه التجارة دفعت الكثير من تجار المواد الغذائية أو الكماليات أو حتى الأشخاص العاديين الى مزاولة هذه المهنة، وبات في إمكانهم استيراد الأدوات من دول مختلفة في آسيا وأوروبا، وفتح منافذ عدة للبيع بوساطة الجملة والمفرد. وعملية جني الأرباح من هذه التجارة لا تتطلب مجهوداً كبيراً، وإنما تتطلّب فقط رأس مال مناسباً يساعد على البدء بمشروع صغير لا يلبث أن يتحوّل الى مشروع كبير، يتوسّع تدريجياً لتصبح له فروع في أماكن عدة أو حتى في المنطقة نفسها. رداءة النوعية وغياب الرقابة!ماجد رضا (صاحب سيارة) صادفناه في السنك الذي كان يبحث عن قطع غيار لإصلاح محرك سيارته أوضح بأن مواد (التفصيخ ) أسعارها مناسبة ويمكن إرجاعها الى البائع، إذا ظهر بها أي عيب على عكس القطع الجديدة التي لا يمكن إرجاعها. عزوف البعض عن شراء قطع الغيار الجديدة يرجعها البعض الى رداءتها وعدم وجود رقابة نوعية على ما يستورد  وعدم وجود رقابة على التجار عند استيراد المواد الاحتياطية أدى الى إغراق السوق بالمواد الرديئة!محمد كامل صاحب محل أدوات احتياطية بدا مستاءً لكثرة استيراد قطع الغيار الرديئة المنشأ ما يضطر المواطن الى البحث عن المستعمل منها  في بغداد وغيرها من المحافظات، مطالبا الجهات المعنية بالحد من ظاهرة قطع الغيار الرديئة واستيراد المواد الاحتياطية العالية الجودة.محمود الساعدي   أحد تجار المواد ألاحتياطية لفت الى أن الإقبال على المواد المستعملة قلّ في الفترة الأخيرة، لعدم السماح باستيرادها، ما اثر سلبا على أصحاب السيارات وتجار التفصيخ على حد سواء، وقال: ان المواد بدأت تنضب من السوق.العاملون بمهنة بيع قطع الغيار للسيارات بينوا ان مصدرهم هي السيارات المتضررة جراء الحوادث المرورية المؤسفة كالتصادم وانقلاب المركبة ما يعطي مالكها الشرعي الحق لبيعها الى أصحاب محال التفكيك التي انتشرت بشكل واسع في السنين الأخيرة.وايضا  سيارات (الأدوات )  وهذه التسمية كانت تطلق على السيارات التي يتم استيرادها لغرض تفكيكها وبيعها كأدوات احتياطية.عمار مالك صاحب محل لبيع قطع الغيار المستعملة في الطالبية قال: نظرا لوجود إعداد هائلة من السيارات في الشارع المزدحم ونتيجة لكثرة  الاستهلاك لان اغلب شوارعنا (تعبانة)  فمن المؤكد انها تتعرض لعطلات مستمرة ما يقتضي لجوء أصحابها الى محال بيع الادوات المستعملة للبحث عن ضالتهم لما يحتاجونه لبعض المواد البديلة لاجزاء سياراتهم المستهلكة والمتضررة ولو نظرنا الى الجانب الايجابي لمهنة بيع قطع الغيار المستعملة لوجود فارق سعري مابين الادوات المستوردة الجديدة وبين الادوات المستعملة تصل بنسبة (1 الى 5) ضعف السعر من القيمة المالية لتلك الادوات  ومما يدفع المستهلك الى محالنا وهو ان الادوات المستعملة هي ذات منشأ اصلي من الشركة نفسها المصنعة للسيارة نفسها التي يقتنيها المواطن اما الادوات الجديدة فتكون غالبا مستوردة ومن مناشئ رديئة وغير مضمونة بسبب كثرة الشركات التجارية المصنعة لتلك الأدوات المطلوبة كما ان اغلبها صيني المنشأ.ويتابع: وفي مقارنة بسيطة بين أسعار المواد الجديدة والمواد المستعملة وعلى سبيل المثال لا الحصر فان ثمن (محرك ) السيارة أصلي المنشأ مستعمل هو(200) دولار في حين ان قيمة المستورد الجديد أسعاره مرتفعة جدا.بينما كان أبو سل