مع إطلالة العام الدراسي الجديد .. حمى الأسعار فـي أسواق القرطاسية تربك ميزانية العائلة العراقية!

Tuesday 6th of October 2009 05:49:00 PM ,
العدد :
الصفحة : الملحق الاقتصادي ,

 تحقيق /آمنة عبد النبي ما يزال غليان ارتفاع اسعار القرطاسية وغيرها من المستلزمات الدراسية المنبعث من مكتبات الأسواق المحلية يقض مضاجع العائلة العراقية وذات الدخل المحدود بعد ان تلكأت معظم ادارات المدارس في الاعوام الماضية من تأمين كامل حصص الطلبة من القرطاسية وملحقاتها في وقتها المفترض وبالرغم من ان بعض العوائل قد استعدت مبكراً لاستقبال هواجس العام الدراسي الجديد

ومنها عائلة الموظف علي اكرم الذي يقول: انه قد وفر منذ اشهر مبلغاًَ معيناً من راتبه لشراء مستلزمات الدراسة لولديه الا ان ذلك لا يكفي سوى الايام الاولى اذا لم يتم تدارك الامر من قبل الوزارة فعلى مدى العام الدراسي احتياجات الطلبة مستمرة.يشير علي الى ظاهرة تأخر المدارس في توزيع القرطاسية على التلاميذ بالقول انه لا يتم التوزيع الا بعد شراء اولياء الامور لجميع احتياجات ابنائهم من القرطاسية ما تضطر العوائل سيما ذات الدخل المحدود الى تحمل اعباء اضافية من جهة وعدم جدوى القرطاسية التي توزع بشكل متأخر اقتصادياً من جهة ثانية اضافة الى ان المعلمين عادة ما يطالبون تلاميذهم باستخدام قرطاسية من انواع اخرى غير التي توزعها التربية ولاسيما الدفاترالتي تتباين اسعارها تبعاً لسمكها وجودة صفحاتها وعددها.تصاعد جنوني بالأسعار تقول صبيحة محمد( ربة بيت )ان اطفالها يلحون عليها لشراء ملابس جديدة اسوة باقرانهم لأنهم لا يفهمون وضع اسرهم المادي وهم يبكون عندما لا نستطيع شراء حقائب جديدة وباهظة الثمن او قرطاسية جميلة وتشابه مايحملها اصدقاؤهم في وقت قد لايكفي دخل الاسرة لتلبية احتياجاتها الرئيسة فانا على سبيل المثال لدي اربعة اطفال في المدرسة وتتفاوت مراحلهم الدراسية مابين الاولى والثانية والثالثة والخامسة ولك هنا ان تتصوري مقدار التكلفة المادية التي نتكبدها كاسرة ربها يعمل موظفاً حكومياً فأنا احتاج كل بداية عام دراسي جديد الى اربع حقائب واربعة احذية واربعة موديلات لملابسهم ناهيك عن اللوازم المدرسية الاخرى كالقرطاسية والدفاتر في ذلك الارتفاع الفاحش بالاسعار فالحاجة التي كان سعرها ثلاثة الآف اضحت اليوم بستة الآف فالتصاعد بالاسعار اصبح جنونياً!استنزاف على مدار العام اما ابتهال ام ملاك (موظفة) فقد وصفت حالة الاسرة التي لديها اكثر من طفل في المدرسة بالصعبة مشيرة الى انها وبعد ارتفاع الاسعار الذي طال جميع المواد والمستلزمات المدرسية اصبحت تخصص جزءاً كبيراً من دخلها ودخل اسرتها الشهري كمورد لتلبية المتطلبات المدرسية والدراسية وعلى مدار السنة علماً ان لها ابنة واحدة في المدرسة حيث قالت: الإستنزاف المدرسي من الناحية الاقتصادية لايقتصر على شهر اوشهرين وتنتهي المسألة وانما تلك التكلفة تظل مصاحبة للعوائل على مدار العام وتبلغ الاسعار ذروتها في الشهرين الاولين تحديداً وليس هذا معناه ان بقية الاشهر تنعم ببعض الرخص لا، وانما نستطيع القول بأنه انخفاض بسيط فأنا قبل يومين ذهبت انا وابنتي الطالبة في المتوسطة لاتبضع لها لوازم العام الدراسي الجديد فذهلت بذلك الارتفاع الذي لايترك لنا خياراً سوى الرضوخ له فقد اشتريت لها في البداية محفظة بداخلها دزينة اقلام وممحاة ومسطرة واقلام ملونة بسعر ثمانية الآف الى جانب الصدرية التي لم تكن من النوعية الراقية جداً وانما استطيع القول انها جيدة فقد كان ثمنها اثنين وعشرين الف وايضاً حقيبة بمبلغ اثني عشر ألفاً ونصف الى جانب حذائها الذي ابتعته بمبلغ سبعة عشر الف مع العلم ان ما اخترته من اسعار كان الانسب لو اردنا مقارنته بماموجود وعليه فأن خلاصة ما انفقته هو مئة الف دينار مع انني في بداية الشراء فلم تزل تنقصها الكثير من اللوازم المدرسية اضافة الى ان المباشرة بالدوام الفعلي لم تبدأ بعد واكيد ثمة لوازم وتبعات ستكون بأنتظارنا هنا وستستمر على مدار العام كما هو الحال في كل سنة دراسية.إرباك في الميزانية (بسيم عبدالواحد) موظف و آب لثلاثة طلاب مازالوا يواصلون دراستهم في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة قال من جهته: ان تأخر وزارة التربية هذا العام في تزويد طلبة المدارس بكامل حصصهم من الدفاتر والاقلام تسبب بارباك كبير في ميزانية الاسر الفقيرة وذات الدخل المحدود خاصة بعد ارتفاع اسعار الدفاتر التي لم تشهدها الاسواق المحلية من قبل، ما اصبح يكلف ذوي الطلبة المزيد من النفقات غير المتوقعة التي تعادل في بعض الاحيان اكثر من نصف دخل الاسرة الشهري. هذا الرأي قابله راي هدية حسين (ربة بيت)وهي ام لستة طلبة اربعة منهم في المرحلة الابتدائية واثنين في المتوسطة الى ان ارتفاع تكاليف الدراسة لم تقتصر على الدفاتر والمستلزمات الدراسية وانما تعدتها لتشمل الحقائب والملابس والنقل والملازم والدروس الخصوصية!جشع التجار هو السبب!(حسين كاظم ) صاحب محل للملابس القى من جانبه باللائمة على جشع واستغلال تجار سوق الجملة الذين يستوردون الملابس بأسعار رخيصة جداً قياساً الى الاسعار بصورة عامة معتبراً اياهم المستفيدين الاكثر حينما قال: انهم يشترون الملابس باسعار رخيصة جداً قياساً للاسعار التي يبيعونها فالجشع يدفع كبار التجار الى بيع ملابس الاطفال والحقائب مثلاً بأضعاف عدة ثمن الشراء وهنا يضطر اصحاب المحال الى ان يشتروا تلك البضاعة باسعار باهظة لأنها ترتفع في اوقات محددة من كل عام بسبب زيادة الطلب في م