شبابيك: وعي المواطن

Wednesday 7th of October 2009 06:39:00 PM ,
العدد :
الصفحة : سينما ,

عبد الزهرة المنشداوي التجربة الانتخابية التي شارك فيها المواطن قبل فترة لم تكن بالتجربة التي عول عليها في جعل الامور افضل، او انها اعطت الثمرة المرجوة. ومع ذلك فانها تجربة يمكن الاستفادة منها من خلال استعادتها وحساب ما تحقق للمواطن منها،

لاسيما انه رسم خريطة طويلة وعريضة من الامال والتمنيات التي اراد لها ان تتحقق في الواقع لكنها لم تكن كما كان يرغب بل  شكلت للبعض خيبة امل، ويأساً مريراً جعله يندم على المشاركة،وهذا ما يفكر به الكثيرون ويجعلهم مترددين في خوض تجربة الاشتراك في الانتخابات البرلمانية التي لاتفصلنا عنها سوى بضعة اشهر قليلة.العاطل عن العمل والذي منى نفسه بامتلاك دار سكن، والمتقاعد الذي توهم بأنه سوف يحصل على مبتغاه في عيشة امنة مطمئنة وغيرهم لاسبيل الى عدهم واحصائهم على وجه الاجمال، هذه الشرائح تجسد غيظها وغضبها من خلال القول بعزوفها عن التصويت في الانتخابات المقبلة.هذا يعني بأنها غير واعية تماما لما يعنيه التصويت في الانتخابات. ولا تعلم بان موقفها هذا يعني في ما يعني التنازل عن حق وطني ودستوري في التعبير عن امالها وطموحاتها، وان الصوت الذي تتنازل عنه هو الاشارة التي توجه الى من اخفق ولم ينجح في ادارة وتوجيه  امور الدولة من اجل خدمة  الاغلبية المطالبة بحياة افضل.لذلك فأنها ستتجه بصوتها نحو اخر يكفل لها تحقيق متطلباتها واستبعاد الذي املها ولم يحقق لها ما عاهد عليه.العزوف عن المشاركة لايعني سوى تفاقم الاموراكثر، ومن ثم اتاحة الفرصة لاعادة اولئك الذين استغلوا صوته لتحقيق مآرب فئوية وشخصية على نحو يمكن وصفه بأنه لايتعدى المسك بالسلطة ومن ثم الوجاهة والثروة التي يكتنزها اشخاص لايمثلون الا انفسهم وعائلاتهم والمحيطين بهم في حدود المؤسسة التي يعملون فيها.انهم بالامتناع سيمنحون اقلية التربع على مركز السلطة وهذا الامر هو نقطة ضعف النظام الديقراطي في اي بلد حتى ولو كان متطورا الى ابعد حدود التطور. اذ ان النظام الديقراطي ليست له نسبة ثابتة لعدد المشاركين في التصويت كما يحدث في بعض الفعاليات التي لا يتخذ فيها القرار الا بضمان نسبة تصويت محددة، ومن ذلك يمكن القول ان المواطن صاحب الموقف الذي ذكرناه سيزيد على خسارته خسائر اخرى مضافة، وربما ساعد بعزوفه عن التصويت على تمكين من خيبوا امله في مسك زمام الامور ثانية.الامر يحتاج الى وعي بالعملية الديمقراطية. وبالوعي وحده يستطيع المواطن ان يعوض عن خسائره الماضية.والا فأن الحزب والكتلة والطائفة التي يمثلها المرشح ستكون هي الرابحة عن عزوفه.هذا الامر يجب ان يعرفه الفرد ويجب ايضا ان توضحه مفوضية الانتخابات التي لاتجد لاعلاناتها المدفوعة الثمن اي تأثير او تحفيز. كما يبدو هي تركز على ثمن الاعلان ومدى استفادة مستفيدين يجنون المال من خلال وسائل بعيدة كل البعد عن مواطن لايزال يركز على الامور الاعتبارية ظنا منه بأنه سيجني من ورائها الخير والرفاه. باعتقادنا كان يمكن توعية المواطن بالقول اختر البرنامج السياسي الوطني ولا تنحو باتجاه الشخص والعنوان والشعار.