ما الذي يبقيكم عاطلين؟

Tuesday 30th of July 2013 10:01:00 PM ,
العدد : 2857
الصفحة : الأعمدة , سعدون محسن ضمد

يُخادِعنا أغلب ساسة العراق هذه الأيام، فبعد أن بدأ السيد المالكي يعترف، بشكل غير مباشر، بفشله، يبدو أن القوم قرروا ركوب الموجة، في محاولة للبقاء بعيداً عن غضب الجماهير ومساءلتها، وعزل رئيس مجلس الوزراء، وكتلته، في ساحة المسؤولية وحدهم. وفي هذا السلوك ما فيه من تضليل للرأي العام ومزيد من استثمار دماء الأبرياء والضحك على ذقونهم. ومن هنا لا بد من كلمة حق، لا تستهدف إنقاذ المالكي، ولكن توزيع المسؤولية بشكل منصف، لكي لا تأتي حلولنا مشوهة، ونقع بذات الأخطاء من جديد.
وزراء، (الكهرباء والزراعة والصناعة والتربية) ليسوا من دولة القانون، فماذا فعلوا للبلد؟ وربما أن إخفاقات وزراء الزراعة والصناعة ليست محسوسة، لكن ماذا عن وزير الكهرباء؟ ماذا عن وزير التربية؟ ماذا فعل وزراء: الإسكان والتخطيط والعمل والشؤون الاجتماعية، وغيرهم من بقية الوزراء الموزعين على سائر الكتل؟ إذا كان هناك فشل فهو فشل الحكومة بأجمعها، وإذا كان هناك تستر على الخلل، في الأداء، فهو تستر يتحمل مسؤوليته كل قائد كتلة لديه وزراء في الحكومة. لذلك لا يتبجح علينا أحد، ويصور نفسه وكأنه منقذ البلاد وراعي مصالح عبادها.
مَنْ مِن الكتل ليس لديها ممثل في لجنة النزاهة بمجلس النواب؟ فماذا فعل هؤلاء العاطلون، في مكافحة الفساد والحدِّ منه؟ حتى يخرج علينا قادتهم ليلعنوا فساد الحكومة ويتبرأوا منه؟ عجيب والله! وفعلاً: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"!
مَنْ مِن الكتل السياسية ليس لديها ضرع حلوب في قوى الأمن ـ من كبار الضباط والقادة أو وكلاء الوزارات أو المدراء العامين فيها ـ يدرُّ عليها ملايين من أموال الفساد ولا تسأله؛ من أين لك هذا؟ وقبل هذا وذاك، ماذا فعل مجلس نوابنا الموقر، وكلهم مُمَثّلون فيه، للحد من هدر الدماء وموت الآلاف، ومكافحة الفساد بمساءلة الحكومة؟ ماذا فعلوا لمحاسبة القادة الأمنيين وفي مقدمتهم القائد العام للقوات المسلحة؟ يقولون إن المالكي يحول بينهم وبين أداء دورهم، وهذا العذر اقبح، بما لا يطاق، من ذنبهم الكبير، فكيف يمكن للسلطة التنفيذية أن تسيطر على السلطة التشريعية، إن لم يكن لدى الأولى ما تهدد به الأخيرة وتبقيها خرساء؟
كفوا عن هذا التهريج رجاء، فثمّة دماء على المحك، وهي دماء أهلكم، وإذا كنتم حريصين على هذه الدماء وصادقين بمواجهة الأزمة والشروع بحلها، فليقدم كل منكم فاسديه إلى القضاء. إذا كنتم تخافون الله ولا تريدون أن تشتركوا مع الإرهاب في جرائمه، فليكف كل منكم عن حماية القتلة ممن يلوذون به ويلوذ بهم. أو اخجلوا على الأقل من بيعنا لدول الجوار بابخس الأثمان!